بقلم: ماجد سمير
لو تم إجراء استطلاع رأي على محبة الشعب للحكومة وتصديقه وإقتناعه ولو بنسبة قليلة لتصريحات الحكومة المتتالية وردية اللون، سنجد أن السواد الأعظم من المصريين سيصوت فيما يخص الجزء الخاص بمحبة رجال الحكومة على أنهم يحالوا تحريك أي مشاعر إيجابية ناحية السلطة لأنهم "كدة.... كدة قاعدين" حتى ينجو أفراد الشعب من الإحساس بالإكتئاب والغيظ لأن التغير "مش بإيد حد منهم" فعلى الأقل الشعور بالقبول قد يعوض قليلاً مرارة التعامل مع أناس يتحكمون في مصير الشعب، ويحلم بعض الأفراد أن يتم اختراع نظارة مزرودة بفلتر تمنع بشكل "أتوماتيكي" وصول صورة أي فرد من الحكومة وكذا ريموت كنترول به آليه التحكم في الصوت، وفي هذه الحالة طبقًا لحلم بعض المواطنين ستصبح الحكومة بلا صوت أو صورة.
أما الجزء الثاني الخاص بالتصويت على أن صدق التصريحات سيكون الرد أن الحكومة في مصر "بتنخع" وهو الفعل لكلمة "النخع" التي يتم استخدامها عند الاحتياج إلى وصف أي شيء أكبر وأعظم وأقوى بكثير من الكذب، ويصف بها الشخص الذي يفتح في الكلام ويتخيل أنه يعيش مع سذج، وللحق ظلت الأكاذيب الحكومية تجد صدى وتصديق وتهليل شعبي لفترة طويلة ولكن الغزو الفضائي من قنوات التليفزيون المختلفة وظهور صحافة مستقلة جعلت من الأكاذيب القديمة مجرد فرقعة بلا جدوى ولم يعد المصري كما كان في الماضي "مختوم على قفاه" بختم النسر الحكومي.
والآن تدرك الحكومة موقفها الشعبي بشكل كبير، ويكفي رد الفعل من العامة عند سماعهم نبأ إستقالة "محمد لطفي منصور" وزير النقل لان الكل تقريبًا قال "أحسن عقبال الباقيين"، ونال يسري الجمل وزير التربية والتعليم نصيب الفيل وليس الأسد فقط من تمنيات الرحيل، لأن سيادته يتعامل مع التعليم في مصر وكأنها العزبة الخاصة التي ورثها عن أجداده، فجأة يقرر أن مادة الكمبيوتر تم إلغائها كما قرر ذلك من ثلاث سنوات وأعلن عن ذلك خلال مؤتمر التعليم للجميع الذي تم تحت إشراف المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، وقال سيادته يومها بالحرف أنه تم تطوير التعليم الإبتدائي بإلغاء مادتي الكمبيوتر والأخلاق الأولى لأن وزارته الموقرة ترى أن العودة للأصالة وزمن الدفتر والقلم الكوبيا هو النسب وأن الحاسوب "رجس من عمل الشيطان" ويجب فورًا صرفه، أما المادة الثانية ستُلغى لأنه لا حاجة للأخلاق لأن الاسم الأنسب للوزارة هو "اللا تربية واللاتعليم".
وعاد " الجمل" إلى قراراته العجيبة التي يتخذها بعد نزول الوحي عليه، فالوزير دون مقدمات وبعد أن بدأ العام الدراسي المضروب أصلاً بسبب "أنفوانزا الخنازير" وفتح المدرسون على الرابع في المناهج الدراسية وتلهث عقول التلاميذ بشدة في محاولة لملاحقة عمليتي التكديس والحشو العقلي التي حولت الطلبة لى ما يشبه الحصالة، قرر فجأة إضافة درجات مواد الكمبيوتر بعد عودتها عن طريق كتاب يتم "صمه وحفظه" دون أن يلمس أي طالب جهاز الحاسوب "أحسن يتكهرب"، وكذا مواد التربية الفنية والتربية الموسيقية والتربية الرياضية والمجالات وغيرها، وكأنه قرر أن يقوم بتربية الطلبة وأولياء الأمور لأنهم تجأروا وناقشوه في شئون التعليم الذي يعاني منذ نحو 57 سنة وأكثر من فتاوى أناس لا علاقة لهم بالتعليم الذي كان يومًا له وزارة تسمى وزارة المعارف واليوم يسمع الوزير ويترك أذنيه بشدة لكل المستشارين والمعارف لأن الطلبة وذويهم من وجهة نظره ونظرهم ليسو إلا فئران تجارب وقعوا في المصيدة. |