CET 00:00:00 - 03/11/2009

مساحة رأي

بقلم: مجدى نجيب وهبة
أكد الرئيس مبارك أن مؤتمر الحزب الوطنى هذا العام يعبر فى قضاياه ومحاوره وأوراق سياساته عن شواغل مصر وأبنائها ويتصدى لما يهم المواطن المصرى والمجتمع ويراعى المصالح العليا لمصر وقال الرئيس إننا إخترنا طريق الإصلاح وتطوير وتحديث مجتمعنا وأشار الرئيس إلى أن شباب الحزب قد قاد عملية مستمرة لتطويره منذ عام 2002 ... وأضاف الرئيس أن صورة الحزب الوطنى اليوم أصبحت إنعكاسا أمينا لشباب مصر وقد ركز الرئيس فى كلمته على ضرورة تفعيل برامج الحزب التى تتعلق بمكافحة الفقر وتحقيق التنمية الإجتماعية وتكافؤ الفرص وتطوير الخدمات الأساسية للفقراء والتوزيع العادل لثمار النمو والتنمية بين المحافظات ، وقد تلخص الخطاب فى عدة نقاط ...
إن الحزب إختار الطريق الصحيح ... طريق الإصلاح وتطوير وتحديث مجتمعنا ، إن البرنامج الإنتخابى ينحاز للأغلبية الساحقة لشعبنا من البسطاء والفقراء ، تمكن إقتصادنا من تجاوز أزمة إرتفاع الأسعار العالمية للغذاء ... فقد نجح الحزب فى تجاوز هذه الأزمة ... دون أن تنهار مواردنا .
وعن زيادة الأجور قال الرئيس لقد قمنا بكل ذلك ولا نزال دون المساس بعجز الموازنة العامة ، ومع إستمرار تخفيض نسبة الدين العام لدخل مصر القومى ... وعن التعليم أكد الرئيس أن الرعاية الصحية والتعليم هما ركيزتا التنمية البشرية ، وسوف نواصل الإهتمام والإستثمار فى التعليم بإعتباره قضية وأولوية رئيسية .
أما عن المشكلة السكانية فقد أكد الرئيس أن القضية السكانية هى الخطر الأكبر الذى يواجه مستقبلنا وأكد أنها قضية شعب ووطن ومصير .
هكذا عبر المؤتمر عن شواغل مصر وأبنائها وتصدى لكل ما يهم المواطن والأسرة والمصالح العليا للبلاد ، ثم إختتم خطابه التاريخى بتأكيد قدرتنا على إجتياز مرحلة حاسمة قال : " نحن قادرون على مواجهة تحدياتنا ..تغالبنا ونتغلب عليها ، قادرون على تحقيق طموحاتنا ، تسابقنا فنسبقها ، نمضى فى طريقنا بوطن قوى متماسك .. فإقتصاده وتكافل أبنائه .. بوحدة مسلميه وأقباطه بمنظومة ثقافته العربية وقيمه الراسخة .
هذا وقد سبق خطاب الرئيس تأكيد الدكتور على الدين هلال أمين التثقيف السياسى بالحزب الوطنى صعوبة إدراج وثيقة عن المواطنة ضمن الأوراق التى ستناقش فى المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى لضيق الوقت ، حيث كان د. هلال قد إلتقى برئيس الإتحاد المصرى لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة الكندية وذلك لمحاولة البحث فى بعض متطلبات الأقباط وهى تبنى إقرار قانون بناء دور العبادة الموحد .. لحل كل الإحتقانات الطائفية التى تحدث يوميا وخلال اللقاء ، قال نبيل عبد الملك " إن على مصر أن تستجيب لنداءات المجتمع الدولى " فرد هلال بإنفعال " لا تلوح لى بالضغوط الخارجية ، فلا أحد يستطيع لى ذراع مصر ونحن لا ننفذ إلا سياستنا فقط " .
لقد صدر تصريح الدكتور على الدين هلال قبل خطاب الرئيس مبارك ببضع ساعات والمنشور بالمصرى اليوم بتاريخ 31 أكتوبر 2009
 سيدى الرئيس إننا نتحدث إليك بصفتك رئيس الدولة وليس بصفتك رئيس الحزب الوطنى " حزب الأغلبية الحاكم" فربما نختلف معكم فى سياسة الحزب ولكننا نتفق جميعا فى ولاءنا لمصر وأحب أن أؤكد لسيادتكم أننى لا أنتمى لأى حزب ولكن أنتمى إلى حزب مصر .. حزب الوطن وحزب الأرض .. حزب الحب ، حزب أم حسن وأم مينا .. حزب محمد ووديع ... حزب الدين لله والوطن للجميع .
سيدى الرئيس كنا نتمنى أن يتضمن برنامج حزبكم تفعيل دورالمواطنة وإدراجها على أولويات الخطاب السياسى فأنتم رئيس لكل المصريين أقباطا ومسلمين ... كما أشرتم فى خطابكم الأخير ولكن هناك مشاكل وفخامتكم تتابعونها كما تتابعون مشاكل الخبز والتصدى لمشكلات النظافة ومعالجة المخلفات الصلبة ... ومتابعتكم للحكومة مع مخاطر إنتشار "الأنفلونزا" الوبائية .. وإنعكاساتها على العام الدراسى كما صرحتم بأن فخامتكم تتابعون يوما بيوم غير ذلك من القضايا .. محل إنشغال المواطنين .
وقد عبرتم عن إستمرار متابعة الحزب وحكومته لكل هذه القضايا وغيرها .. مسئولية وإلتزام .... فأين مسئولية الحزب الوطنى من هذه الأحداث المؤسفة التى تحدث يوميا فى صعيد وقرى ونجوع المحروسة لأقباط مصر .
أين موقف وفكر الحزب الوطنى من الإعتداءات المتكررة من بعض الغوغائيين على الأقباط والكنائس وممتلكاتهم ، لقد سبق أن أعلننا أكثر من مرة أنه لا أوصياء على أقباط مصر داخل الوطن ، فلماذا تعمد د. على الدين هلال أن يثور حينما أثار أحد الأقباط وهو رئيس منظمة حقوقية حينما قال له " إن على مصر أن تستجيب لنداءات المجتمع الدولى " فرد د. هلال بإنفعال " لا تلوح بالضغوط الخارجية فلا أحد يستطيع لى ذراع مصر ونحن لا ننفذ إلا سياستنا فقط "..... لماذا كلما تحدثنا عن المشاكل اليومية التى تحدث للأقباط من بعض السفلة والمأجورين لتنظيم بعض الخلايا الإرهابية والتى إنتشرت فى أنحاء وأرض المحروسة نتهم بالإستقواء بالخارج ماذا جرى لنا ؟ ... أين قانون المواطنة التى تتحدثون عنه ؟ ، فهل مشاكل الأقباط وما يتعرضون له هو من الأشياء القبيحة أو المخجلة التى يجب ألا نتحدث عنها ، هل مشاكل الأقباط أصبحت عورة فى نظر المجتمع المصرى مثل الزوجة المقهورة التى لا تستطيع ان تدافع عن كيانها حتى لا يجرجرها زوجها إلى بيت الطاعة ليذيقها مرارة الحياة ..
نقول للدكتور هلال دعونا من جميع المنظمات الحقوقية ونتوجه بالسؤال ما موقف الحزب الوطنى من جراء تلك السفالة والوقاحة التى يتعرض لها الأقباط إثر إطلاق إشاعة خبيثة ليعقبها سرقة ممتلكات وترويع المواطنين وتعرض الكنائس لتلك الهجمات العنترية . لم نرى إستجواب واحد يقدم داخل برلمان مجلس الشعب عن موقف الدولة من تكرار هذه الإعتداءات .. فهل هذه الأحداث تتم على أرض بعيدة عن الوطن ؟!! حتى الإعلام وأقصد هنا الصحف القومية لم تعير هذه الأحداث أى إهتمام ، ففى أحداث ديروط الأخيرة كتب الأستاذ كرم جبر فى عموده اليومى بجريدة روزاليوسف " برافوا السيد اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط لإحتوائه الأزمة الطائفية فى ديروط ، حيث نعلم جميعا أن أحداث الشرف والعرض فى الصعيد لها فكر أخر وما أدراكنا من جرائم الثأر للشرف فى صعيد مصر " .
لقد تناسى أ. كرم جبر أن ما حدث فى الصعيد ليس جريمة شرف ولكنها خطة محكمة يطلقها أحد العاطلين من أحد المساجد عقب صلاة الجمعة ليخرج طلبة المدرسة الأزهرية والغوغاء لتحطيم وسرقة كل ما تطوله أيديهم من ممتلكات الأقباط .. لقد تناسى أ. كرم جبر أن هناك قتيل وأخر مثلت بجثتهم وقد ذبح والد رومانى مثل الخروف ومثل بجثته .
لقد تناسى أ. كرم جبر أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن وأنه أول المحاربين لهذا الفكر الظلامى وأول المدافعين عن وحدة الوطن ضد التطرف والإرهاب وأن هناك دور تقوم به الجماعات الإسلامية لتنفيذ المخطط المرسوم لهم بدقة ، لإعلان تنظيمهم وفكرهم الإرهابى ودولتهم من داخل صعيد مصر لتنطلق الثورة الخومينية والجميع فى حالة توهان وإسترخاء ، نعم للأسف مرت هذه الأحداث وغيرها منذ أن بدأت أحداث الكشح (1) حتى أحداث دير مواس منذ بضعة أيام فى سيناريو واحد لا يتغير يتم القبض فيه على بعض الصبية والبلطجية وبعض الأقباط وإجبار الجميع على التصالح فقد يتساوى الجانى والمجنى عليه ، ورغم بشاعة بعض هذه الأحداث التى قد تؤدى إلى شرخ فى نفس وقلب المواطن كما تؤدى إلى سرقة ممتلكات الأقباط وحرق كنائسهم وزهق أرواحهم بل تعرض البعض للذبح مثل الخراف .. ومع ذلك لم نجد أى إهتمام بهذه الأحداث بداية من الإعلام المصرى المقروء والمسموع والفضائيات ...وهو نفس الإعلام الذى ملأ الدنيا صراخ وضجيج حول مقتل المواطنة مروة الشربينى على يد متطرف ألمانى بل ويسافر وفد من المحاميين المصريين برئاسة نقيب المحاميين لمتابعة سير القضية وهل يعنى ذلك أننا لا نطالب بالقصاص من السفاح الذى إغتال مروة الشربينى ، بل نؤكد أننا نقف جميعا صفا واحد للقصاص من قاتل "المصرية" مروة الشربينى أكرر نقف جميعا صفا واحدا ضد قاتل د. مروة الشربينى "المصرية" ، ولكن ماذا عن الذين تغتال أرواحهم فى أرجاء المحروسة على يد السفلة والمأجورين والإرهابيين الذين توغلوا داخل جسد الوطن من إسكندرية حتى أسوان من الأقباط ... هل سيظل الجميع صامتون ... وإذا ظل الجميع صامتون أين القانون والدستور الذى تتحدثون عنه ... كنا نتمنى أن يتحدث الرئيس عن حقوق المواطنة وتفعيل هذا الدور الحيوى للتعايش بين أبناء الوطن فى محبة ونبذ التطرف والإرهاب ... كنا نتمنى أن يحذر الرئيس هؤلاء الخارجين على القانون كما تعودنا معه ... فهذه القضية لا تقل خطورة عن مشكلة الإسكان وربما تكون أكثر القضايا خطورة عن مشكلة الغذاء ومشكلة المياه ، والسؤال الذى نطرحه هل المواطنين الأقباط خارج نطاق الخدمة .. ومتى يدرج ضمن الأوراق التى ستناقش فى الحزب الوطنى ؟!!.
أخيرا وقبل أن تشتعل الأحداث فى ركن أخر من أركان المحروسة نريد أن نعرف أين يكمن الحل ؟ ، لقد هدأ الجميع وصمتوا فى إنتظار وشاية أخرى بشكل جديد فى منطقة جديدة على أن يتم نفس السيناريو ونتساءل ماذا أنتم فاعلون قبل أن يبتلعنا الهوس الدينى ؟!!!!!! .

مجدى نجيب وهبة
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق