ـ تشهد القاهرة منذ أيام خلافاً واسعاً بين مفتي الديار المصرية الدكتور على جمعة والعديد من الدعاة السلفيين على خلفية الإحتفالات بأعياد المولد النبوي والأم والحب ومختلف الأعياد الأخرى التي لاأصل لها في الإسلام حسب آراء العديد من أئمة وخطباء المساجد المصرية.
واتهم العديد من الأئمة جمعة بأنه يتبنى سيناريو لنشر العديد من الأفكار الباطلة والتي تساهم في تشوية صورة الإسلام بين أبنائه.
ووصف الشيخ مصطفي العدوي قيام العديد من المواطنين بالإحتفال بالمولد النبوي الشريف أو أعياد الميلاد بأنه لاأصل له في الإسلام كما أنه يكرس لتقليد نموذج الحياة الغربية بينما أمر الإسلام أتباعه بضرورة مخالفة الآخرين في حياتهم.
ويشدد الداعية محمد حسان على أن الإحتفال بتلك الأعياد ومن بينها عيد الحب والأم لاأساس له في الإسلام من قريب أو بعيد ورفض ما يحتج به بعض الدعاة وعلماء من الأزهر والمؤسسة المصرية بشأن أن مثل تلك الأعياد تساهم في تقوية الروابط بين ابناء الأسرة الواحدة كما أنها تحض على صلة الأرحام بين الأقارب.
قال حسان للقدس العربي لقد دعا الإسلام لبر الأم في كل المناسبات وخلال كل لحظةوليس فقط برها في يوم واحد على مدار العام.
أما أن نجري وراء عادات وتقاليد ليس لها من صحيح الأمر شيئاً فهو ماليس من صحيح الشرع أي دليل يمكن الركون إليه.
ودعا الشيخ محمد حسين يعقوب الأمة للتوقف عن الإحتفال بأعياد الميلاد التي تقام لكل شخص في الأسرة أو عيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك عيد الأم معتبراً كل تلك المناسبات لاأصل لها.
قال يعقوب لم يشرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين سوى عيدين هما الفطر والأضحي أما بالنسبة لمولد النبي فهو متناقض تماماً مع أمنية النبي صلى الله عليه وسلم الذي دعا الله ألا تحتفل أمته بوفاته.
غير أن مفتي الديار المصرية لا يتفق مع تلك الآراء ولا يرى بأن الإحتفال بعيد الحب يمثل بأي حال من الأحوال تقليداً لغير المسلمين أو سيراً على غير هدى.
ويشير إلى أن التجارب الإنسانية النبيلة حتى لو كانت لغير المسلمين ليس هناك مايحظر على المرء أن يستفيد بها او ان يقوم بتقليدها ودعا الدعاة والأئمة الا يشددوا على المواطنين في كل ماله علاقة بالحياة اليومية معتبراً بان مثل تلك الأعياد لو تمت وفق المعايير الإسلامية فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسفر غلا عن مزيد من الألفة بين الأقارب.
واعتبر الذين يرفضون تلك الإحتفالات باعتبار أنه لا يوجد نص على إباحتها بأنهم متشددون ولايوجد دليل على مايذهبون إليه.
جدير بالذكر ان جمعة كان قد سبق وقام بالإحتفال بعيد ميلاده وسط دهشة من أئمة الدعاة وخطباء المساجد الذين إعتبروا ماقام به لا يمثل بأي حال من الأحوال صحيح الإسلام من قريب أو بعيد.
غير أن المفكر الإسلامي جمال البنا يقف في صف مفتي البلاد ويرى الذين يخالفونه بأنهم متشددين وأنهم بتحريمهم الإحتفالات بعيد الأم وغيره من الأعياد لا يستندون لأدلة شرعية يمكن الركون إليها. |