بقلم: مجدى جورج
عندما قرأت ما نقلته جريدة المصري اليوم بتاريخ 28 أكتوبر2209 حول ما جرى في جلسة محاكمة قاتل مروة الشربينى بألمانيا دمعت عيني وبكى قلبي على حال الأقباط وما يجرى لهم .
فإذا كنا لا ننكر إن جريمة قتل مروة الشربينى هي جريمة عنصرية فكذلك يجب على اى إنسان صادق مع نفسه إلا ينكر أيضا إن الجرائم التي ترتكب ضد الأقباط كل يوم هي جرائم فى قمة العنصرية. وإلا بماذا تسمون قتل قبطي بأكثر من مائة رصاصة يوم السبت الماضي فى ديروط وأمام المارة وفى وضج النهار والتمثيل بجثته ومن قبله قتل وحرق جثث الأقباط بطريقة كلها سادية كما حدث مع شهيد الإسكندرية الشماس جورج فتحي .
لو عدنا بالذاكرة إلى الوراء فى كل الجرائم التى تعرض لها الأقباط وأفلتت من يد جلسات الذل والمهانة التي تسمى عندهم الجلسات العرفية للتصالح بين الجاني والمجني عليه وتم تحويلها إلى القضاء الذي تتشدق صحافتنا وتقول انه قضاء عادل ونزيه وقارنا بين ما جرى فى محاكمات قتلة الأقباط ومحاكمة قاتل مروة الشربينى لوجدنا العديد من المواقف والمفارقات مثل :
1 رغم إن مروة الشربينى مهاجرة وليست من أبناء الوطن إلا ان الدولة الألمانية التى تتهمها صحافتنا بالعنصرية لم تهمل حقها "اقصد حق مروة وحق المجتمع الالمانى نفسه" وقبضت على القاتل وهاهو يعرض على القضاء لكي ينال جزاءه فى حين ان الأقباط الذين هم أبناء هذا البلد ولم يأتوا إليه من كوكب أخر إلا ان معظم المعتدين عليهم لا يقدموا للقضاء لان الشرطة تضغط على أهل الضحية القبطي كى يقبل بالتصالح مهدرة حق المجني عليه وحق المجتمع فى القصاص من القاتل ودون أن ينال القتلة والمعتدون جزائهم وهذا ما شجع على تنامي وتزايد الجرائم العنصرية ضد الأقباط .
2 في جريمة مروة الشربينى أقامت صحافتنا الدنيا ولم تقعدها إلى الآن في تغطيتها للجريمة وفى اتهامها للغرب كله بالعنصرية بينما فى كل الجرائم التى تقع ضد الأقباط وكما كتب الاستاذ ابراهيم عيسى فأن صحافتنا تكيل بمكيالين وأحيانا بثلاث مكاييل فهي عادة لا تتحدث عن هذه الجرائم وان تحدثت عنها فهي تنقل وجهة نظر وزارة الداخلية التي تسمى كل اعتداء يتعرض له الأقباط بأنه اشتباكات طائفية مع أنها لا تكون الا اعتداءات على المسيحيين وحتى بعض وكالات الأنباء العالمية كالبى بى سى اصبحت تفعل مثل وسائل الاعلام المصرية فقد نقلت خبر الاعتداءات على الأقباط فى ديروط تحت العنوان التالى "مصر" اشتباكات بين المسلمين والاقباط في أسيوط" وكأن معظم مراسلي وكالات الأنباء العالمية أصيبوا بالكسل وأصبحوا ينقلوا بيانات الداخلية بحذافيرها دون ان يكلفوا انفسهم بالانتقال الى موقع الحدث والتأكد من المعلومة او ان هذه الوكالات اخترقت من الإسلاميين الذين نجحوا فى اختراق كل شئ.
3 فى جريمة قتل مروة الشربينى قامت المظاهرات فى مصر من اجلها منددة بمقتلها وهذا تحرك جميل نسعد به ولكن فى جرائم قتل الأقباط وخصوصا في أرياف مصر وفى صعيدها فان المظاهرات تقام أيضا ولكنها مظاهرات الفرح والابتهاج بقتل الأقباط وتطلق النسوة في بعض الاوقات الزغاريد تشفيا فى مقتل هؤلاء الاقباط كما حدث أثناء تشييع جنازة شهيد قرية دلجا بالمنيا حنا امير ولم نضبط الى يومنا هذا اى مظاهرة عامة من مسلمين خرجت منددة بما يجرى لإخوانهم الاقباط فى الوطن من قتل وحرق وخطف.
4 فى جريمة قتل مروة الشربينى تحركت الدولة بأكملها من اجل الاقتصاص من قاتل مروة واتخذت إجراءات عديدة لتبين غضبها من المانيا رغم ان الدولة الألمانية لم تضبط ابدا بأنها تقف مع مثل هذه الجرائم وأخر هذه الإجراءات تأجيل حفلين لأوركسترا دريسدن الألمانية كانت ستقام بالقاهرة بسبب قضية مروة الشربيني ولكن فى قضايا الاعتداء على الأقباط وفى قضايا قتلهم تساعد الدولة المتهمين فى الهرب بجريمتهم سواء بإرغام الضحايا على التصالح او بمحاضر البوليس التى تضيع فيها معالم الجريمة او حتى من خلال القضاء الذي يجد من الاسباب والتبريرات الكثير والكثير كى يحكم على القتلة بأقل عقاب او بالبراءة فى اغلب الحالات.
5 فى جريمة قتل مروة الشربينى انتقل نقيب المحامين حمدى خليفة الى المانيا كى يراس هيئة الدفاع فى قضية مروة الشربينى ولا نعرف على نفقة من انتقل السيد النقيب هل على نفقته الخاصة ؟ ام على نفقة الدولة ؟ ام على نفقة النقابة ؟ المهم فى كل هذا نحن لا اعتراض لدينا على سفره ومتابعته للقضية فهذا أيضا تصرف محمود يحسب له ولكن لماذا لم تفكر هذه النقابة فى عهد هذا النقيب او فى عهود اى من النقباء السابقين فى أيفاد اى ممثل لها لكى يقف مع اهل ضحايا الاقباط مطالبا بالعدالة ومعاقبة قتلتهم ؟ بل الأكثر من هذا ان العديد من محامي هذه النقابة هم من يعطلون العدالة ويقفون فى وجه المظلومين الأقباط كوقفة نبيه الوحش المحامى فى قضايا العائدون للمسيحية وغيره الكثير والكثير من أمثاله.
6 في قضية مروة الشربينى وكما نقلت لنا جريدة المصري اليوم بكى القاضي الالمانى المسيحي الذى شهد هذه الجريمة أثناء إدلاءه بأقواله فى المحكمة ثلاث مرات عندما تذكر حادثة مقتل مروة الشربينى المسلمة المهاجرة. ولكن فى بلادنا فان قضاتنا العادلين لا يرف لهم جفن ولا تدمع لهم عين عندما يصدروا أحكام بالبراءة او أحكام مخففة على قتلة الأقباط كما حدث فى محاكمة الكشح التى اصدر فيها قضائنا العادل جدا والنزيه جدا جدا أحكام بالبراءة او أحكام مخففة جدا جدا على المتهمين بقتل 22 قبطى والتمثيل بجثثهم مع العلم ان الأحكام الصادرة لم تصدر بسبب ارتكابهم جريمة القتل بل بسبب حملهم للسلاح بدون ترخيص .
وكذلك كما اصدر قاضى فى المنيا اخر حكم بسنة مع إيقاف التنفيذ على قاتل الشاب القبطى ميلاد إبراهيم فرحان رغم اعتراف الجاني المسلم بجريمته دون إن يرف له جفن او تدمع عيناه على العدالة التي ذبحها بيديه.
7 في قضية مروة الشربينى خرج أكثر من ممثل للحكومة الألمانية مستنكرا لهذه الجريمة وأخرهم مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة والاندماج ماريا بومر التي صرحت قائلة: «حتى أنا أصابتنى هذه الجريمة بالذهول وأظهرت تلك الحادثة أنه من واجبنا أن نعمل بطاقتنا القصوى من أجل تحقيق التعايش السلمى ونبذ العنف والعنصرية»، ووعدت بالاستمرار فى الوقوف إلى جوار زوج مروة الشربينى وأقاربها قائلة: «لستم وحدكم».
بينما فى بلادنا الحبيبة الغالية مصر لم يخرج مسئول واحد يكفكف دموع الأقباط او يقول لهم أننا نستنكر هذه الجرائم العنصرية التى تجرى ضدكم او يقول لهم نحن معكم.
بل كان معظم المسئولين يخرجوا بتصريحات اما نافية نفى نهائى لما يجرى او مبررة للقاتل جرائمه, واذا حدث هذا وشاهدت مسئول يخرج فى التلفاز مبررا للقاتل جريمته يبقى انت أكيد فى مصر علشان كده مصرنا بتتاخر بيهم وهذا هو الفرق بيننا وبين المانيا هم يتقدمون ونحن نترنخ ونتراجع مئات السنين للوراء.
مجدى جورج
Magdigeorge2005@hotmail.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|