بقلم: عماد توماس
نهنئ فارسنا المغوار الدكتور يوسف زيدان لفوزة بجائزة "بوكر العربية" وحصولة على مكافأة مالية 60 ألف دولار، نرجو أن يصرفهم فى الخير !!
كثيرون توقعوا عدم فوز زيدان بالجائزة لأسباب متعددة منها أن الروائى بهاء طاهر قد فاز فى العام الماضى بالجائزة ومن الصعب أن يفوز شخص مصرى آخر للسنة الثانية على التوالى، كما أن رواية زيدان صادرة عن دار "الشروق" ورواية طاهر أيضا صادرة عن نفس الدار.
لكن لجنة التحكيم التى تتكون من أربعة عرب وألمانى منهم مدير معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، رأوا أن رواية "عزازيل" تستحق الجائزة.
ولعلهم لم يقرأوا من قبل رواية "هايبيشيا" لتشارلز كنجزلى التى انفرد موقع "الاقباط متحدون" فى 26 ديسمبر 2008، بتقديم دراسة نقدية لبيان مدى اقتباس زيدان لفكرة روايته من رواية "هايبيشيا" ويمكنك متابعتها فى هذا الرابط.
عزازيل زيدان بين التزييف والحقيقة
رواية هايبيشيا "الأصلية" التى صدرت عام (1853م) وكتبها الروائى تشارلز كنجزلى ، وترجمها للعربية الدكتور الراحل عزت ذكى وصدرت عن دار الشرق والغرب بشارع الجلاء بالقاهرة - لدينا نسخة أصلية من الرواية- تحكى الأحداث التي أحاطت بموت الفيلسوفة "هايبيشيا" ( 355-415م ) وبها نفس الشخصيات الرئيسية المحركة للأحداث وخاصة راهب زيدان الخيالى الذى اطلق عليه اسم "هيبا" بينما فى رواية كنجزلى أطلق عليه اسم الراهب "فليمون" وتوارد الفكر بين زيدان وكنجزلى عجيب، فأن يخترع زيدان شخصية من نسج خياله لتعيش نفس الفترة الزمينة –القرن الخامس- وفى نفس الأماكن-الصعيد-الاسكندرية- وهى نفس شخصية كنجزلى الخيالية "الراهب فليمون" ويتعرض هذا الراهب لغواية النساء، ويرغب في زيارة الكنيسة الكبرى بالإسكندرية ، ويكلفه رئيس الدير بتوصيل رسائل للبطريرك كيرلس بالإسكندرية ، ويكون الراهب شاهدا على مقتل هايبيشيا ... فهل هذا توارد أفكار أم اقتباس للفكرة والاحداث واعتداء على الحقوق الملكية.
ومن المؤسف لمن حصل على جائزة "بوكر العربية" أن يتهم "كنجزلى" بأنه كاتب مخمور وجاهل، وان روايتة "هايبيشيا" كوميدية –طبقا للحوار المنشور فى مجلة روزاليوسف عدد يوم السبت 21 مارس 2009
ولست أعلم من أين استقصى زيدان أن كنجزلى كاتب مخمور ، وإذا افترضنا جدلا ذلك، ما علاقة هذا بالنقد الموضوعى لرواية كنجزلى، فهل كاتب كبير حصل على "بوكر" يقع فى خطأ عدم الموضوعية والشخصنة"مهاجمة الشخص" !!
وقد اعترف زيدان فى حواره مع "روزاليوسف" انه "نظر" الى رواية "هايبيشيا" لكنجزلى واعتبرها رواية "ساذجة" وقال عن كنجزلى أنه أتعس من كتب عن "هيباتيا" أو "هايبيشيا" وقال " أنه نظر فى عمله الساذج هذا منذ وقت طويل حينما بدأ يبحث عن الحقائق التاريخية المتعلقة بالزمن الروائى الذى كان سيكتب فيه، وراى ان رواية "كنجزلى" كوميدية ومن أقل الروايات قيمة، ويبدو ان زيدان لم "ينظر" فى الرواية مجرد نظرة عابرة لكنه تمعن النظر فيها حتى خرجت روايته "عزازيل" !!
ومن يقولون أن الرواية لم تسئ للعقيدة المسيحية واهمون أو مخادعون أو لم يقرأوا الرواية من الأصل، فقد رصدنا فى دراستنا السابقة العديد من الاساءات والتشكيك فى عقيدة خلق الانسان،وعقيدة الثالوث وصحة التوراة ولاهوت المسيح وصلبه....ناهيك عن أكثر من 50 صفحة تسرد بالتفصيل وقوع الراهب الخيالى فى الجنس.
وبالمناسبة، لم يذكر كنجزلى فى روايتة "الأصلية" اى تشكيك فى العقيدة المسيحية على لسان راهبه الخيالى، فقد انفرد بهذا "زيدان"
مرة اخرى نؤكد على حرية الابداع بعيدا عن تزييف الحقائق والتاريخ، ونؤكد أنه ليس خفي لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن وندعو أن نمتحن كل شئ ونتمسك بالحسن. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|