بقلم: هاني دانيال بمقارنة بسيطة نجد أن أفضل ما كان يمكن أن يدافع عن حق المسلمين في بناء المآذن هم المسيحيين في الدول الإسلامية، فلو كان المسيحيين يتمتعون بحرية ممارسة شعا ئرهم الدينية لكانوا أول المدافعين عن حق المسلمين فى بناء المآذن في أوربا، وما كانت هناك حاجة لسفر علماء المسلمين لتجميل الصورة، وما كانت هناك اتهامات بالأساس للمسلمين بأنهم يمنعون الآخرين من حرية الاعتقاد، مع الوضع في الاعتبار أننا نتحدث عن مسيحيين فى بلادهم وممنوعين من ممارسة شعائرهم الدينية، وحرية الاعتقاد ليست مطلقة في أوطانهم، أما المسلمين فغالبيتهم هاجر إلى أوربا وعلى الرغم من أنهم أجانب حسب قوانين البلاد الموجودين بها، أو أنهم حاصلين على جنسية البلاد التي يقيمون بها حاليًا، ومع ذلك الغرب يعطيهم نفس الحق الأصيل والذي يتمتع بها سكان البلاد الأصليون، دون أن يثير أحد أنهم أجانب وأنه ليس من حقهم المطالبة بهذا، والأمر كله يخضع لحقوق الإنسان وهي لغة عالمية. يؤسفني أن نسمع عشرات الحوادث بسبب محاولة البعض بناء كنيسة، وربما يرجع البعض ذلك إلى أنها محاولة لبناء كنيسة بدون ترخيص، وكأن المجتمع المصري تخلص من عشوائيته وأصبح مسالمًا ولم يعد يتحرك إلا بأوراق رسمية، ناهيك عن عدم وجود جهة محايدة يمكن من خلالها التقدم بطلب لبناء كنيسة سوى رئاسة الجمهورية في وضع متفرد لا يوجد فى العالم، فحتى الآن لم نسمع عن دولة يقوم رئيسها بالموافقة على بناء دور عبادة من عدمه، رغم أن دستور هذه البلد ينص على أن الدولة تكفل حرية الاعتقاد بشكل مطلق وتسمح بحرية ممارسة الشعائر الدينية. منطقة الشرق الأوسط تقدم أفضل نموذج للكراهية الآن، وهو النموذج الذى كثيرًا ما حاول الغرب الوصول إليه، فالآن يتم تفريغ المنطقة من المسيحيين لأسباب مختلفة ودفعهم للهجرة وربما يسعد البعض بهذه الخطوة، إلا أن الخطورة قادمة، فحين يتم تفريغ المنطقة من المسيحيين تصبح منطقة لا تحترم التنوع الديني ويعنى ذلك أن المسلمين لم يراعو حقوق المسيحيين في أواطنهم، وبالتالى لا يؤتمن هؤلاء على الوجود في الغرب، وحينذاك سيتعرض المسلمين في الغرب لحملات قاسية بسبب ما فعله المسلمين، وهنا تحدث الكارثة التي تحدث عنها المفكرين ولم يقم أحد بتوصيلها لرجل الشارع البسيط بعد أن لفظها الحكام! كنت أنتظر من المبدع الأسواني أن يتخذ من هذه القضية فرصة لإنعاش الذاكرة الوطنية بضرورة التغلب على مشكلات الحاضر، كنت أنتظر أن يتخذها فرصة للمطالبة بإقرار قانون دور العبادة الموحد للرد على أي مبالغات تسيء للإسلام في الغرب، كنت أتمنى أن يساهم في تصحيح المفاهيم والتأكيد على أن قانون موحد لا يعني أن المسيحيين يريدون عدد الكنائس مساوية لعدد المساجد وإنما يطالبون بجهة إدارية واحدة تفصل في الطلبات الخاصة بالمساجد والكنائس حسب حاجة كل منطقة سكنية وحسب شروط العمران بها، كنت أنتظر أن تستغل هذه القضية لتحفيز المثقفين والمفكرين على حماية تراث هذا الوطن بعد أن تناقصت الفئة المدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام والأقباط بشكل خاص. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |