بقلم: ماجد سمير
"المصرى إللي على حق... يقول للغلط لأ" شعار إعلانات وزارة النقل عن السكك الحديدية التى كلفت الوزارة 14 مليون جنيه من أموال فقراء الوطن، ملأت بها الدنيا صخبًا ودعاية لإنجازات الوزارة التي يطالب عدد غير قليل من الشعب إلى تغيير اسمها إلى وزارة النقل.. ولكن للعالم الآخر، لم يلحظ أحد أن حملة الوزارة الإعلانية عن تطوير القطارات وتحديثها برّأت ساحة السادة الحاكم بأمرهم في كل شئون الوزارة سواء كانت طرق أو قطارات أو حتى "فلانكات"، وأكدت من خلال الحملة أن الشعب المصري مرة مخرب ومرة أخرى مهمل ومرة ثالثة لص متخصص في سرقة "الحنفيات" رغم أن معظم المصريين لا يرون المياة في منازلهم إلا فيما ندر والكل يتحد في هذا الشأن صعيدي أو بحيري عشوائيات أو وسط البلد المياة دائمًا مقطوعة كأن المسئول عن توصيلها للمنازل تاجر لبن.
ولو عدنا بالذاكرة إلى حريق قطار الصعيد في 2003، إبان فترة رئاسة د.عاطف عبيد لمجلس الوزارء خرج المسئولون علينا يتهموا الركاب بالتسبب في حرق القطار لإصرارهم على عمل شاي داخل العربات، والغريب أن حادث الحريق وكذا الحادث الأخير كانا بالقرب من مركز العياط، ولست أردى هل المركز بكائي الاسم غالبية سكانه يمتهنون مهنة "الكمسارية" أو"العطاشجية", وربما من كثرة الفقر يسلي كل منهم نفسه أثناء الذهاب لعمله سيرًا على الأقدام توفيرًا لسعر التذكرة بعادة "عد الفلنكات" فالمركز الذي أسماه أهله العياط منعًا للحسد لكثرة الأفراح وليالي الملاح التي تشهدها شوارعه وحواريه مع الحوادث المأسوية سواء كانت حوادث القطارات أو الفتن الطائفية.
والتصريح الأخير للوزير قبل أن يقرر الاستقالة المشير إلى أن حادث واحد فقط بين نحو مليون رحلة قامت بها قطارات مصر لا يمثل أي قلق، وربما كان يعنى سيادته أن نسبة الحوادث قليلة جدًا بالمقارنة مع عدد القطارات الناجية، وكأنه لا يكفي ضحايا الحوادث المساكين ما أصابهم، الذي يعتبره إنجاز لأنه لا يمثل إلا واحدًا في المليون فقط حسبما أعلن في تصريحاته المستفزة، والأكثر استفزازًا هو دفاع أعضاء البرلمان عن الحزب الوطنى الذين أكدوا أن "الوزير" مؤكدون أنه يعمل بكد ونشاط لكن حظه سيء مثل فريق الزمالك لكرة القدم الذي يلعب ويخسر، السادة النواب الأفاضل لخصوا المشكلة في الحظ السيء، ويقول العامة أن صاحب الحظ السيء عليه أن يُذبح ويُقدم لحوم للقفراء. ولكن ما يحدث في قطارات مصر تقديم لحم الفقير. |