CET 10:36:36 - 27/10/2009

أخبار عالمية

الأهرام - مازن حسان‏

شهدت الجلسة الأولي من محاكمة قاتل مروة الشربيني في دريسدن أمس موقفا يؤكد عدم نية المتهم اليكس فينس في التعاون مع هيئة المحكمة خلال الجلسات الإحدي عشرة المقبلة‏,‏ حيث دخل المتهم إلي القاعة مرتديا قميصا بقبعة وكابا رياضيا ونظارة شمسية لاخفاء ملامحه بالكامل‏,‏ ورفض الوقوف لهيئة المحكمة مع جميع الموجودين‏,‏ مما دفع القاضية الرئيسية لمطالبته عدة مرات بالامتثال لنظام المحكمة وإلاتعرض لفرض عقوبة عليه وهو ماحدث بالفعل حيث فرضت عليه غرامة مالية قدرها خمسون يورو أو يوم حبس‏.‏

وكانت الجلسة قد بدأت بتأكيد القاضية بيرجيت فيجاند ان هذه القضية رغم الاهتمام الاعلامي الكبير بها واحتمال ان يكون لها تبعات سياسية فإنها قضية مدنية وتنظر امام محكمة مدنية مطالبة جميع الاطراف باحترام ذلك‏.‏

القاتل فى قبضة الشرطةوقامت القاضية بتعريف جميع الحاضرين وهم المتهم ومعه محاميا الدفاع ثم الادعاء العام الالماني وتلت قائمة المدعين واولهم علي عكاز زوج مروة ويمثله محاميان ثم طارق الشربيني‏,‏ اخو مروة ويمثله محام من برلين ومحاميان فرنسيان ثم والد الضحية الذي لم يحضر ويمثله محام‏,‏ ثم التفتت إلي المتهم وطالبته مرارا باحترام هيئة المحكمة وخلع الكاب والنظارة الشمسية مشيرة إلي ان صورته نشرت في الصحف وان الكل يعرف شكله ولكنه رفض الرد علي هيئة المحكمة وطالب محاميه باستثنائه في الجلسة الأولي علي الاقل ثم طالبته القاضية بذكر اسمه بالكامل ومحل ميلاده ولكنه اصر علي عدم التجاوب ولاحتي الاشارة بالرأس علي صحة البيانات التي تلتها القاضية مما دفعها لفرض غرامة مالية اخري عليه وهددته باستدعاء والدته لتوضح للمحكمة البيانات التي لديها وما اذا كان قد انجب ابناء ام لا‏,‏ وهددته بأنه اذا اصر في كل مرة علي عدم التجاوب ستفرض عليه غرامة جديدة‏.‏

وشهدت الجلسة الأولي محاولة من محامي المتهم برد المحكمة وتقدما بطلبين منفصلين يبرران فيه ذلك بان المحكمة تعقد في نفس المكان الذي شهد جريمة مروة وهو ما يمثل عبئا علي القضاة كما ان بعض الشهود هم من القضاة الذين شهدوا الجريمة بانفسهم ويعتبرون زملاء لهيئة المحكمة مما سيؤثر علي حيادها وكذلك إجراءات الأمن المشددة والتي بررتها الشرطة بأن هناك خطورة علي أمن المتهم والمشاركين في الجلسة وهو ما سيؤثر ايضا علي حياد‏,‏ هيئة المحكمة وقد علت اصوات الاستنكار من جانب المشاهدين خلف الستار الزجاجي المضاد للرصاص الذي يحجبهم عن هيئة المحكمة بعد ان بدأ محاميا المتهم اليكس في الاشارة إلي الصورة المشوهة للإسلام في العالم التي تتناقلها وسائل الاعلام وانها هي المبرر الرئيسي لهذه الاجراءات المشددة للأمن والتي تجعل المحاكمة تدور في اجواء غير طبيعية‏.‏

ومن جانبه رفض الادعاء الالماني هذه الطلبات والمبررات واصفا اياها بالغرابة ومشيرا إلي أنه لا شيء يمكن ان يغير من بشاعة الجريمة بسبب وقوعها ايضا داخل مبني المحكمة‏,‏ في حين وجه المحامي الالماني لطارق الشربيني الذي حضر الجلسة انتقادات غير مباشرة لهيئة المحكمة واصفا اياها بالتساهل نسبيا مع المتهم رغم اصراره علي انتهاك نظام المحكمة وعدم احترامه لها واصفا الغرامة المفروضة عليه بأنها بسيطة كما انه لايزال يرتدي النظارة الشمسية داخل الجلسة واعتبر ذلك في حد ذاته ردا علي قول محامي المتهم بأن هيئة المحكمة ستميل ضد موكله إليكس‏.‏

ومن ناحية اخري أكد حمدي خليفة نقيب المحامين ان الجلسات الأولي ستكون فقط جلسات استماع للشهود حتي الخامس من نوفمبر المقبل وبعدها يبدأ المحامون في الترافع وقال إنه اجتمع مع فريق الدفاع للتنسيق وقال إن الفريق مكون من اربعة محامين المان ومحاميين مصريين هم د‏.‏ جوزيف هلال وأ‏.‏ خالد أبوبكر‏.‏

وقد تابع الجلسة السفير المصري في المانيا رمزي عزالدين رمزي‏,‏ وممثلو المجلس المركزي للمسلمين في المانيا وعدد من المصريين والدارسين المقيمين في دريسدن ووفد اعلامي مصري وعدد كبير من مراسلي وسائل الاعلام الالمانية‏,‏ وأكد بيتركيس المتحدث باسم المحكمة ان اللوائح لاتسمح بحجز مقاعد لسياسيين‏,‏ أو مسئولين لحكومة المانية حسبما تنص عليه المحكمة الاتحادية العليا مشيرا إلي وجود ممثل لوزارة الخارجية الالمانية‏.‏

وكانت ماريا بومر وزيرة شئون الاندماج في الحكومة الالمانية قد صرحت بان الحادث البشع الذي تعرضت له مروة هز مشاعرها وانها ومعظم الالمان يشعرون بتعاطف كبير مع اسرة مروة خاصة زوجها وابنها الصغير اللذين تعرضا لآلام كبيرة‏.‏

وقد شهدت الجلسة الأولي للمحاكمة التي بدأت في العاشرة صباح أمس توافدا من وسائل الاعلام الالمانية التي ابدت اهتماما كبيرا باستطلاع اراء العرب والمصريين الموجودين داخل وخارج المحكمة‏,‏ وقد جرت الجلسة وسط اجراءات امن مشددة لم تشهدها المدينة من قبل‏,‏ حيث تم اغلاق الشوارع المحيطة بمبني المحكمة وانتشر القناصة فوق اسطح المباني المجاورة‏,‏ وتم تفتيش جميع الوافدين علي قاعة المحكمة بمن فيها القضاة انفسهم تفتيشا دقيقا للغاية شمل خلع الاحذية‏,‏ مما استغرق وقتا طويلا‏.‏

وقد منع المسئولون عن المحكمة دخول اية اجهزة تصوير أو تسجيل أو حتي التليفونات المحمولة إلي القاعة الرئيسية طوال فترة المحاكمة‏,‏ كما تم تخصيص ممر خاص محاط بالحواجز داخل المحكمة نفسها ليمر منه المتهم اليكس خوفا من تعرض اي احد له‏.‏

وصرح بيتركيس المتحدث باسم المحكمة بان الجلسة بدأت بقراءة عريضة الاتهام ثم الاستماع إلي الطلبات التي سيتقدم بها محامو الدفاع عن المتهم والتي لايعرف احد مضمونها‏.‏

ومن ناحية أخري طالب عدد من العلماء الالمان المتخصصين في الدراسات الإسلامية وشئون العالم العربي والإسلامي في مقدمتهم دكتور راينر شراينر من جامعة برلين الحرة ان توجه المانيا من خلال هذه المحاكمة رسالة للجميع في العالم العربي والإسلامي بأن المانيا تدرك حجم الجريمة وانها تسعي إلي تحقيق العدالة‏,‏ في هذه الاثناء صرح المهندس طارق الشربيني شقيق القتيلة بان هناك دعوي جنائية سينظر فيها خلال ساعات ضد القاتل‏.‏

وأضاف في تصريحات لوكالة انباء الشرق الأوسط ان هناك دعوي اخري تقدمت بها عائلة مروة ضد رئيس محكمة دريسدن وهيئة المحكمة بسبب الإهمال الجسيم الذي ادي إلي مقتل مروة في ساحة المحكمة وبحضور القضاة وهيئة الدفاع وعدم تدخل اي من الموجودين في محاولة لانقاذها أو التصدي للقاتل‏,‏ وقال اننا نتحدث عن جريمة قتل في ساحة محكمة وليست في احد الشوارع أو الاماكن العامة‏.‏

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع