بقلم: هاني دانيال
لا أعرف فائدة المبادرات التي ظهرت مؤخرًا في وسائل الإعلام المصرية بشأن تقريب وجهات النظر بين الإعلام المصري ونظيره الجزائري وقبل مباراة مصر المرتقبة في نوفمبر المقبل، خاصة وأن الذي بدأ بالهجوم هو الإعلام الجزائري، ومن يفبرك الأخبار هو الإعلام الجزائري، ومن أفسد العلاقات بين الجمهورين المصري والجزائري هو الإعلام الجزائري، وبالتالي كنت أتمنى أن تخرج هذه المبادرة من الإعلام الجزائري وليس من الإعلام المصري، والغريب رغم أنها خرجت من الإعلام المصري إلا أنه لم يتفاعل معها سوى جريدة جزائرية واحدة، بينما انضم للمبادرة صحف مصرية عديدة ومعها قنوات مصرية فضائية، أضف إلى ذلك أن الجريدة الجزائرية الوحيدة المنضمة للحملة لا تزال تنشر بعض التقارير الصحفية المفبركة والتي تستفز الجمهور الجزائري وتعمل على تعبئته ضد الجمهور المصري وضد لاعبي منتخب مصر!
أتابع بشكل يومي ما يُكتب في الصحف الجزائرية والمصرية عن المباراة المصيرية، ولاحظت أن الإعلام المصري بدأ في التعامل مع الموضوع بعقلانية، وبدأ ينشر التقارير بشكل محسوب، في حين أن الصحف الجزائرية لا تزال تنشر أخبارًا مفبركة وبدون مصادر، فعلى سبيل المثال نشرت الشروق الجزائرية بأن مصر تحاول أن تستفز الجمهور الجزائري وتقام المباراة على ملعب الإسكندرية وهذا يعني أن الجمهور الجزائري سيحصل فقط على ألف و800 تذكرة، وهم هنا يقصدون أن المباراة ستُقام على ستاد الإسكندرية والذي يسع 18 ألف متفرج، وهذا لم يُعلن على الاطلاق، بل تم طرح إقامة المباراة على ستاد برج العرب والذي يسع 84 ألف وهو من أفضل الاستادات في إفريقيا والشرق الأوسط وليس مصر فقط، كذلك نشرت نفس الجريدة خبرًا يفيد بأن مباراة الجزائر كسرت غرور الفراعنة، في إشارة إلى تصريحات ميدو بشأن الانضمام للمنتخب المصري حتى لو جمع الكرة، وتصريحات زيدان بشأن سيره ماشيًا من ألمانيا إلى مصر في مقابل ارتداء فانلة المنتخب المصري وهي بالطبع صورة مختلفة تمامًا من الواقع، كما أن جريدة الخبر الجزائرية أصبحت تنشر عشرات الأخبار عن الرياضة في مصر ولاعبي المنتخب المصري، ونفس الشيء تقوم به جريدة الشروق، بشكل جعل أخبار الرياضة في هذه الصحف تحتل منها 90% من المساحة المخصصة لها للمباراة المصيرية، وكل خبر رياضي صغير يتم نشره في الصحف المصرية أو إذاعته في القنوات الفضائية تنقل الصحف الجزائرية فورًا!
الصحف الجزائرية تتحدث الآن عن مضايقات سيتعرض لها المنتخب الجزائري، وأن المصريين يعدون لإقامة الأفراح في فندق إقامتهم على غرار ما قام به الجمهور الجزائري في المباراة الأولى بينهما، كما تتحدث الصحف عن إمكانية الحصول على تذاكر المباراة من خلال المصريين، حيث سيتم دفع أضعاف ثمن التذكرة للمصريين نظير الحصول عليها ودخول جزائري بدلاً من مصري للمباراة، وزيادة عدد المشجعين الجزائريين، وتشرح الصحف الآن كيفية الوصول إلى مصر برًا وبحرًا وجوًا وأماكن الإقامة، وهناك أخبار مفبركة، وهناك أخبار ملفقة، وهناك حملات موجههة إلى اعلاميين وخاصة عمرو أديب ومصطفى عبده وخالد الغندور، بينما لا تجد أي خبر عن المبادرات التي نراها في الإعلام المصري، ولن تجد شيئًا عن "وردة لكل لاعب" وهي الحملة التي تبنتها إحدى الصحف المصرية اليومية، ولن تجد أي صدى لحملة "نبذ التعصب" والتي قادتها صحيفة مصرية أخرى، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة، لأن الجمهور المصري وخاصة الشباب بدأ يعي الموضوع من خلال الاتصال بالإنترنت، وبدأ يعد عدته لمواجهة خاصة مع منتخب الخضر وجمهوره للدرجة التي جعلت معظم المواقع الإلكترونية الرياضية تصدر تحذيرات بتواجد العنصر النسائي في المدرجات خلال هذه المباراة لأنها ستكون مباراة من طابع خاص! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|