بقلم: مجدى نجيب وهبة
بسوء فهم أحيانا وبسوء نية أحيانا تعاملنا خطأ مع تعبير " حرية الصحافة " .. ظن البعض أن حرية الصحافة تعنى إباحة كل شئ من الغش والتدليس وفبركة الخبر والإتهامات الباطلة ضد الأخرين والطعن فى الأعراض لنوال كلمة "أصحاب السبق الصحفى " ....... مسلسل كريه الرائحة مخجل أصبح وصمة عار فى جبين بعض الصحف الخاصة والحزبية وبعض الأقلام الموتورة فى الصحف القومية وهو ما يجعلنا نتساءل إلى متى سوف تظل تترك هذه المؤمرات الساعية إلى زعزعة إستقرار الوطن لتعبث بأمن الوطن فهناك حالة تربص مقيت وعدوانى ومستمر على الكنيسة ورموزها تسيطر عليها بعض الأقلام الصحفية فأصبحوا لا عمل لهم سوى رصد وتسجيل بعض القصص الواهية ورصد وتسجيل بعض الأكاذيب ينفخون فيها يصنعون منها بالونات معبأة بالهواء الفاسد كريه الرائحة ... يتحدثون عن الأخلاق وهم أبعد الناس عنها . أوهام وأكاذيب وتضليل تمارسها تلك الصحف كما دأبت على الطعن على الكنيسة ورموزها ...
لقد طفحت بعض المصطلحات على السطح الإعلامى مثل " نحن أصحاب السبق الصحفى " أو هناك بعض السبوبة والتى تسعى إلى التربح من ورائها بنشر أخبار كاذبة والتى ينحصر هدفها فى الحديث عن مشاكل الكنيسة أو مايسمى بالصراع بين الأساقفة وبعض الأباء الكهنة وهو ما شجع على ظهور تلك الفطريات ففى جريدة المصرى اليوم ظهر كاتب يبدو أنه من عشاق الجلوس على مقهى " الكتكوت الشرس " بجوار الكاتدرائية بالعباسية حيث يحصل الأخير على أخبار الكنيسة بينما هو يحتسى مشروب " سيكالانس " الساخن وهو خليط من الشاى والقهوة والقرفة بينما يتصاعد دخان الشيشة ليساعد الكاتب الملهم على خروج أفكاره فمرة يفاجئنا بخبر أن البابا يصرح بموافقته على محاكمة الأنبا أرميا ومرة أخرى يفاجئنا بتحويل القس مكارى يونان وكاهن كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم للمحاكمة ومرة ثالثة البابا يحجم أعمال نيافة الأنبا يوأنس وذلك تمهيدا لمحاكمته .
ومرة أخرى يتحدث عن المؤامرة ضد قداسة البابا وإشاعة موته والصراع الدائر بين الأنبا بيشوى والأنبا يوأنس للجلوس على كرسى البابوية كذلك إتهام رجل الأعمال ورئيس المجلس الملى ثروت باسيلى بالإشتراك فى هذه المؤامرة وعلى ما يبدو أن السيد رئيس تحرير المصرى اليوم بعد أن ترك تحقيقاته الصحفية عن الزبالة فى الشوارع وجد ضالته فى تلك الأخبار المفبركة عن الكنيسة للترويج للجريدة فقد أمن بميثاق " الفساد الصحفى " وليس " الشرف الصحفى " فقد حمل شعار الجريدة مبدأ نشر الخبر حتى لو كان ملفقا فلا شئ يهم فالأقباط شعب مسالم ومستأنس لن يخرج منه الفرد أو مسئول لإقامة دعوى بالبلاغ الكاذب وتكدير الأمن العام بما يتم نشره أو إقامة دعوى سب وقذف ضد صاحب الخبر فلما لا ونحن فى زمن حرية الصحافة " إقتل – إجرح – إكذب " فلا شئ يهم المهم هو أن يتحدث الجميع عن المصرى اليوم والزميل الصحفى النابغ الذى دأب على نشر أخبار الكنيسة والبابا الأستاذ عمرو بيومى صاحب أكبر موسوعة للكذب والتضليل وهو يرتدى طاقية الإخفاء ليقتحم بها الإجتماعات المغلقة لقداسة البابا أو من خلال منتدى المقهى المشهور الكتكوت الشرس.
وللأسف تركت الكنيسة لهؤلاء ولأمثالهم الحبل على الغارب ليبثوا سمومهم وينشروا أكاذيبهم وإكتفت الكنيسة بتكذيب ما يتم نشره وذلك أثناء عظة قداسة البابا الأسبوعية والتى تتلخص فى نفى الخبر فى كلمة أو كلمتين وهو للأسف لا يشبع فضول الأقباط أو العامة وخصوصا بسبب تورط أسماء كبيرة وشخصيات لها وزنها الدينى والفكرى الأمر الذى يجعل الحزن عميقا ويعطى فرصة للأخرين بالتطاول على رموز الكنيسة إنما الخطأ أن تترك تلك الأقلام تثير المشاعر ضد أبناء الكنيسة لإطلاق الشائعات ليشتعل الرماد ... ولو نظرنا للملف الطائفى لإكتشفنا أن الإرهاب نجح بنسبة كبيرة فى جر الوطن إلى صراعات طائفية فهل نترك الأقلام تعبث بأمن الكنيسة ثم تفضل الكنيسة الصمت وعدم المواجهة
لقد أعطت هذه المواقف المبرر لتلك الصحف الصفراء للهجوم وتأليف الروايات فظهرت أقلام عديدة تندد بالرموز القبطية وتتهمها بالعمالة وإثارة الفتنة الطائفية والإستجداء بأمريكا وهى اللبانة التى صارت تلوكها الأفواه والتى وصلت إلى حد إتهام قداسة البابا بالتحريض على إثارة الفتن الطائفية رغم علمنا جميعا أن قداسة البابا يفضل الصمت والصلاة لحل أى أزمة طائفية فالضربات الموجعة صارت كثيرة وسريعة وموجعة والجروح بدت تنزف من كل أرجاء الجسد .
هذه النماذج السيئة نجدها بجانب المصرى اليوم بصحيفة صوت الأمة والفجر واليوم السابع والأسبوعى وعديد من الصحف الخاصة والحزبية بل وصل التجاوزات ووباء التجريح فى الكنيسة إلى معظم الصحف الخاصة وبعض أقلام الصحف القومية ورغم بشاعة وتكرار هذه الظواهر والتى تمثل بصورة مستمرة لحالة التربص والتحريض نجد على الجانب الأخر نفى الكنيسة تلك الأكاذيب فأصبحنا فى حالة مستمرة للدفاع عن أنفسنا وكأننا تحولنا إلى متهمين بالفطرة أو أصبحنا مدانون وعلينا إثبات براءتنا من تلك التهم التى وصلت إلى حد التهكم على الكتاب المقدس والذى وصفه بعض المختلين عقليا بـ "الكتاب المكدس" ... إن ما يحزننا للأسف الشديد عدم التوحد الكنسى لمواجهة هذه الحملة الشرسة والتى تتصاعد بشكل خطير بل نجد أحيانا تصريحا لبعض الأباء الكهنة بوصفهم المتحدثون بإسم الكنييسة ثم لا نلبث أن نجد متحدث أخر يطلق عليه المتحدث الإعلامى الرسمى لقداسة البابا وفى كلا الأحوال هل يترك الأب الكاهن الكنيسة ومشاكل الاقباط والرد على تلك الصحف أم يتفرغ للعبادة والعظات الروحية فكيف تعمل الكنيسة لوقف هذه الحملات المسعورة ...
نعم هناك حملات مسعورة ضد الكنيسة يجسد خطة تستهدف تشويه الصورة .. والسمعة .. لكنيستنا الأرثوذكسية متناسين أن الكنيسة لها مواقف ثابتة للوقوف مع الدولة صفا واحدا فى مواجهة من يفتتونه وينثرون الفوضى والدمار ويسعون إلى هدم الدولة والتشكيك فىالقيادة الكنسية وحتى لا يخطئ البعض لتفسير مقالنا بالسعى للحجر على الأخرين نقول لهم أننا لا نطالب بقذف الأقلام أو حجم أخبار الكنيسة والمجتمع المسيحى عن أحداث الوطن فالجميع نسيج واحد وليس شيئين ولكن المطلوب هوالدقة فى نشر الأخبار كما نطالب الكنيسة بتأسيس مكتب إستشارى وإعلامى داخل الكنيسة تكون مهمته متابعة تلك الحملات المسعورة كذلك متابعة بعض المشاكل فهناك ما هو سلبى وهناك ما هو إيجابى كما يكون مهمة هذا المكتب الرد على هذه الحملة والذين دأبوا على مهاجمة الكنيسة كما نطالب قداسة البابا أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة أن تكون هناك رؤية واضحة لتوضيح تلك الإشاعات وتحقيق مساحتها بل والرد على مروجيها بالقانون والدستور .
هناك موضوع أخر الإعلام القبطى والمقصود هنا بالإعلام القبطى هو تلك الصحف التى تباع داخل المكتبات بالكنائس وما هو مضامينها وللأسف الشديد تقرر بعض المكتبات بيع بعض المطبوعات الكنسية وبعض الصحف وترفض البعض الأخر حتى دون قراءتها وهنا لا أتحدث عن أى مطبوعة تباع داخل الكنائس ولا أسعى لكى أروج لجريدتى ولكن للأسف الشديد هذا ما يحدث رغم أن عدد الصحف التى تباع داخل الكنيسة لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة صحف ونتساءل لمصلحة من تعلن بعض المكتبات الحرب على الصحف القبطية ونحن نرى أن هناك حملة ضد الكنيسة تتناولها معظم الصحف المصرية ... نتمنى أن نجد إجابة لدى قداسة البابا فمعظم هذه الصحف تسعى إلى الدفاع عن قضايا الأقباط وقضايا الوطن دون تهويل أو مزايدة .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
elnahr_elkhaled2009@yahoo.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|