باكستان تهاجم طالبان وتغلق المدارس خوفا من هجمات انتقامية

هاجمت طائرات هليكوبتر باكستانية قواعد حركة طالبان قرب الحدود الأفغانية الأربعاء وأصدرت السلطات تعليمات بإغلاق المؤسسات التعليمية وسط مخاوف من هجمات انتقامية قد يشنها المتشددون.
وبدأت القوات الباكستانية السبت الماضي هجوما للسيطرة على منطقة وزيرستان الجنوبية بعد أن هز المتشددون البلاد بسلسلة تفجيرات وهجمات انتحارية في الأسابيع الأخيرة مما أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا.
وقتل ستة أشخاص في هجومين انتحاريين عند الجامعة الإسلامية الدولية في العاصمة إسلام أباد الثلاثاء مما دفع السلطات إلى إصدار أمر بإغلاق المدارس والجامعات الأمر الذي أثار قلق المستثمرين في البورصة حيث سجل المؤشر الرئيسي تراجعا عند إغلاق التداول بنسبة 3.36 في المئة إلى 9247.78 نقطة.
وقال أسد إقبال عضو مجلس الإدارة المنتدب في شركة إسماعيل إقبال المحدودة للأوراق المالية الوضع المتوتر فيما يتعلق بفرض النظام والقانون كما يتضح من إغلاق المدارس في أرجاء البلاد أثار حقا فزع المستثمرين في البورصة.
وتتابع الولايات المتحدة والقوى الأخرى التي أرسلت قوات إلى أفغانستان الهجوم في وزيرستان الجنوبية عن كثب.

وقوبلت القوات الحكومية في البداية بمقاومة بسيطة ولكن القتال اشتد مع اقتراب الجنود من مخابئ المتشددين الرئيسية في الجبال.
وذكر مسؤولون أمنيون أن القوات الحكومية هاجمت معاقل المتشددين في مكين ولادا بطائرات الهليكوبتر ونيران المدفعية الأربعاء.
واتصل قاري حسين محسود وهو قائد كبير في حركة طالبان معروف بمرشد المفجرين الانتحاريين بهيئة الإذاعة البريطانية لإعلان المسؤولية عن هجومي الثلاثاء على الجامعة الإسلامية الدولية في العاصمة وقال إن باكستان بأكملها منطقة حرب.
وأفاد الجيش بأن قتالا عنيفا وقع من أجل السيطرة على منطقة كوتكاي مسقط رأس حسين وقائد حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود.
وسيطرت قوات الأمن لفترة قصيرة على كوتكاي في قتال وقع مساء يوم الاثنين إلا أن المتشددين استعادوها في هجوم مضاد.
وقال مسؤولون أمنيون إن أربعة متشددين من بينهم اثنان من العرب قتلوا في حادث منفصل في وزيرستان الشمالية عندما انفجرت دون قصد قنبلة كانوا يصنعونها.

وتؤيد وسائل الإعلام الباكستانية والجمهور بشكل عام الهجوم ولكن الذعر الذي أثاره أمر بإغلاق المدارس والتراجع في أسعار الأسهم الذي نتج عن ذلك أظهر قلق المواطنين.
وقد يبدأ تكثيف الهجمات التي يشنها المتشددون في المراكز الحضرية اختبار صبر الجمهور. ويقول محللون إن هجوم وزيرستان قد يستمر أسابيع.
ورأس رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني اجتماعا وزاريا وتعهد بأن تكون الحكومة أكثر تصميما على القضاء على التشدد في البلاد.
وطمأن جيلاني أيضا البلاد والمجتمع الدولي على أمن البنية الأساسية النووية لباكستان وقال: هؤلاء الإرهابيون لا يمثلون تهديدا لسلامتها.
ومع مضي القوات الحكومية قدما في الهجوم بوزيرستان الجنوبية طلب الجيش من قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إغلاق الحدود لوقف حركة
لمتشددين وتدفق الأسلحة عبر الحدود.
وذكرت صحف باكستانية في الأيام الأخيرة أن قوات حلف الأطلسي تخلت عن مواقع حدودية مواجهة لوزيرستان الجنوبية الأمر الذي أثار احتمال مجيء مقاتلين من حركة طالبان الأفغانية لمساعدة زملائهم في باكستان أو إمكانية فرار مقاتلي حركة طالبان الباكستانية.

وأفاد بيان للجيش بأن الجنرال طارق مجيد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية دعا إلى جهود متزامنة من الجانبين وتبادل معلومات المخابرات لحظة بلحظة فيما يتعلق بالعمليات الجارية.
ويقول الجيش إن 115 متشددا و16 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم يوم السبت ولكن لم يرد تأكيد لهذه الأعداد من مصادر مستقلة.
ولا يسمح للصحفيين الأجانب بالاقتراب من منطقة المعركة كما أن زيارتها تمثل خطرا على الصحفيين الباكستانيين. وغادر كثير من وسائل الإعلام الباكستانية التي لها وجود في وزيرستان الجنوبية المنطقة.
ويقاتل زهاء 28 ألف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي طالبان وبينهم نحو ألف من المقاتلين الأوزبك الأشداء وبعض أعضاء تنظيم القاعدة من العرب.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف مدني فروا من وزيرستان الجنوبية بينهم نحو 32 ألفا غادروا المنطقة منذ 13 أكتوبر تشرين الأول. ويقول الجيش إن ما يصل إلى 200 ألف شخص قد يفرون من المنطقة.
وشن الجيش في السابق هجمات في وزيرستان الجنوبية استمرت لفترة قصيرة كان أولها في عام 2004 عندما تكبد خسائر جسيمة قبل أن يبرم اتفاقا للسلام.