انتقد عدد من الصحف الألمانية ما أثير حول وجود مصلين للتطعيم ضد فيروس H١N١ المعروف عالمياً باسم أنفلونزا الخنازير، أحدهما خاص بأعضاء الحكومة الألمانية والجنود، والآخر للمواطنين، مما يولد انطباعاً بوجود طبقتين فى المجتمع.
وذكرت صحيفة «شبيجل أون لاين الألمانية» إن أعضاء الحكومة الألمانية سيحصلون على تطعيم ضد أنفلونزا الخنازير لا يحتوى على محفز المادة الفعالة المثيرة للخلاف، ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية كريستوف هوبنر قوله: «اشترينا ٢٠٠ ألف لقاح لا يحتوى على مادة سيلفابان المعززة للمادة الفعالة من شركة باكستر،
مشيراً إلى أنه سيتم تطعيم الجنود الألمان بهذا اللقاح، فى حين من المنتظر توزيع لقاح آخر على المواطنين يحتوى على عنصر معزز لمادة فعالة قد تتسبب فى آثار جانبية قوية ـ بحسب الأطباء ـ لكن الحكومة الألمانية شددت على عدم وجود أى خطورة على المواطنين، وسارعت إلى التأكيد على أن اللقاح المستخدم فى ألمانيا تم فحصه بدقة وأنه آمن وفعال.
وفى غضون ذلك، اتهم رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر يورجن تريتن الحكومة الألمانية بأنها تضع المواطنين «تحت التجربة»، فى حين تحمى نفسها من الآثار الجانبية المحتملة التى يمكن أن يسببها التطعيم الآخر.
كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت، الاثنين الماضى، أنها لن تتناول المصل الواقى من أنفلونزا الخنازير إلا بعد استشارة طبيبها الخاص. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل ستحصل فى هذه الحالة على مصل من الأنواع العادية الجارى توزيعها على الأطباء، ولن تحصل على مصل من نوع خاص.
جاء ذلك فيما دعت مديرة المركز الوطنى الأمريكى للمناعة والأمراض التنفسية، آن شوتشات، أمس الأول، الأطباء إلى علاج الحالات التى يشتبه فى إصابتها بفيروس H١N١ على الفور، بدلاً من انتظار نتائج التحاليل التى لا يمكن التعويل عليها،
وأكدت شوتشات أن الأطفال والشباب تحت سن ٢٥ عاماً الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض، وهو ما يتعارض مع نمط الأنفلونزا العادية التى تصيب بشكل شرس الأشخاص فوق سن الـ٦٥، وتوقعت شوتشات موسماً «طويلاً جداً» لأنفلونزا الخنازير مع عودتها للظهور فى الربيع، على غرار نمط الأنفلونزا الآسيوية التى انتشرت عام ١٩٥٧.
وبينما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما حصل، أمس الأول، على تطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية، وأن أوباما ينتظر دوره للحصول على تطعيم للوقاية من أنفلونزا الخنازير، أعلن النائب الجمهورى جريج والدن إصابته على الأرجح بأنفلونزا H١N١، مما سيجعله أول نائب يصاب بعدوى هذا المرض.
وفى بريطانيا، بدأ تطبيق برنامج قومى يستهدف مواجهة انتشار أنفلونزا الخنازير، لاسيما بعد وفاة ١٠٠ شخص من بين نحو ٥٠٠ ألف أصيبوا بالمرض فى البلاد، ويستهدف البرنامج تطعيم ١٤ مليون شخص من المرضى بالمستشفيات ومن يعملون على رعايتهم من موظفى الرعاية الصحية، واعتباراً من الأسبوع المقبل، فإن الأطباء سيبدأون فى دعوة أصحاب الأمراض المزمنة ونقص المناعة والحوامل للتطعيم.
وفى كوريا الجنوبية، منحت السلطات الصحية، أمس، موافقة لشركة إنتاج عقاقير طبية محلية لبيع أول لقاح لأنفلونزا الخنازير.
ويعد اللقاح هو ثامن لقاح لأنفلونزا من نوع H١N١ يحصل على إذن حكومى لبيعه فى بلدان حول العالم، ومن ناحية أخرى، قال مسؤولون حكوميون إقليميون، أمس الأول، إن قطيعاً من الديوك الرومية «الحبش» فى إقليم «أونتاريو» الكندى أصبح مصاباً بفيروس H١N١، لكن لم يدخل أى طائر أو بيضة من هذه المزرعة إلى المعروض من الغذاء،
وقالت أرلين كينج، كبيرة أطباء الإدارة الصحية فى أونتاريو، إن هذه الإصابة لا تمثل مخاطر تذكر على صحة الإنسان، غير أنها أشارت إلى أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الحاجة إلى تطعيم أولئك الذين يعملون مع حيوانات المزارع ضد الأنفلونزا الموسمية وسلالة فيروس أنفلونزا H١N١. |