بقلم: د. شريف حتاتة حقيقة أننا لن نراه بعد اليوم. لن ينتظرنا عند باب مكتبه عندما نذهب إليه. لن يودعنا سائرًا حتى نهاية الممر الذي يوجد مكتبه فيه. لن يبحث في أوراقه طويلاً عندما نسأله عن موضوع أردنا أن نبحث فيه. لن يقضي الساعات في مراجعة الدراسة التي طلبنا منه أن يبدي رأيه فيها. لن يكون موجودًا لمعاونة أحد من الشباب في العثور على عمل يحتاج إليه ويناسب القدرات التي يسعى إلى تطويرها. لن نراه وهو يضع يده في جيبه ليستخرج ما فيه حتى يجتاز الشاب الأزمة التي وقع فيها. لن نقرأ المقالات والدراسات التي بذل في إنجازها الساعات الطويلة. لن نسمع صوته الهادئ عندما يتناقش معنا أو يرأس اجتماعًا أو يشارك فيه. لن نرى وجهه المصري لفحته شمس "بورسعيد" وابتسامته الودودة. لن نستفيد من إرشاداته ولن نتأمله وهو يواظب على العمل رغم الخلايا الخبيثة التي كانت تنهش في جسمه. ساعة أن مات "محمد السيد سعيد" فقدنا رجلاً نادرًا له قيمة، جمع بين العواطف الإنسانية والعمل العام في مجال السياسة وغيرها، جمع بين الفكر المستنير والقدرات العملية. فقدنا رجلاً لم يتوقف عن التطور طوال حياته لأنه ظل مفتوحًا للأفكار المتصارعة في المجتمع وللأفكار الجديدة. جرت العادة أن نقول عن الذين يختطفهم منا الموت أنهم سيظلون معنا، أنهم لم يفارقونا. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |