تسبب خبر استقالة محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في إثارة الكثير من الجدل، خاصة بعد أن تناولته وسائل الإعلام المختلفة بمزيد من الاهتمام الغير مسبوق.
وما أن تم تداول الخبر حتى سارع مكتب الإرشاد في نفي ما تردد عن استقالة المرشد العام من منصبه، وتولى الدكتور محمد السيد حبيب النائب الاول أمور الجماعة لحين إجراء إنتخابات لاختيار المرشد الجديد فى بداية العام القادم.
جاء ذلك فى بيان أصدرته الجماعة حيث أكد أن المرشد لم يقدم إستقالته وأنه يمارس عملة بشكل طبيعى، في حين قال عبد المنعم عبد المقصود محامى الجماعة بأن المرشد قد حضر الى مقر عمله، وأنه ظل لعدة ساعات داخل المكتب لممارسة عمله ثم عاد الى منزله.
وعلى الرغم من نفى جماعة الاخوان إستقالة المرشد إلا ان كل الشواهد والبراهين والتصريحات الصادرة من المقربين من الجماعة تؤكد عدم إستقرار الاوضاع تماما وذلك لاول مرة منذ عدة سنوات حيث توجد هناك إنقسامات خطيرة وكبيرة جدا.
وأكدت بعض المصادر المطلعة بأن الاجتماع العاصف الذى إنسحب خلاله المرشد العام مهدى عاكف بسبب رفض كلا من محمد حبيب ومحمود عزت رغبة المرشد تعين وإختيار الدكتور عصام العريان نائبا له بعد وفاة محمد خليفة وإعتبراه مخالفة للوائح.
وقال المرشد أن اللائحة تجيز له إختيار نائب له .. وأضافت المصادر بأن الاوضاع داخل الجماعة غير مستقرة بين تيار الاصلاح والمحافظين والتى تهدد بالانفجار قريبا.
ورجحت بعض المصادر لـ "مصراوي" أن يكون المرشد العام قد استقال بالفعل، ولكن نتيجة لضغوط أعضاء مكتب الإرشاد عليه تراجع عن استقالته، حيث طلبوا منه التراجع، وأن يحضر ولو بشكل صوري إلى مكتب الإرشاد حتى تنتهي فترة ولايته بعد ثلاثة أشهر منعا لحدوث انشقاقات خطيرة داخل الجماعة.
وفي الوقت الذي نفت في جماعة الإخوان المسلمين استقالة مرشدها، جائت تصريحات النائب الأول للمرشد الدكتور محمد حبيب لتظهر تناقضا كبيراً، حيث اعترف حبيب بأن هناك أزمة داخل مكتب الإرشاد، وأن هناك غضبا بين أعضاء المكتب الذي انقسم إلى فريقين الأول يمثله جميع الأعضاء، وفي الصف الأخر يأتي المرشد بشكل فردي والذي أشعل فتيل الازمة باختياره الدكتور عصام العريان نائبا له، وهو ما رفضه المكتب كون العريان من تيار الإصلاحيين.
كما اعترف حبيب أيضا أن مهدي عاكف قد فوض له معظم صلاحيات المرشد العام كنائب أول له، وأن وجود عاكف في منصبه هو بشكل صوري حتى انتهاء مدة ولايته التي تنتهي بعد ثلاثة أشهر في أول يناير، وهو ما يرجح القول بتراجع عاكف عن الاستقالة نتيجة للضغوط.
ومن جانبه تسائل المرشد العام للإخوان المسلمين في تسجيل لمدة دقيقتان عرضه برنامج "العاشرة مساء" الذي أذيع مساء الاثنين على قناة "دريم 2" الفضائية: " أنا لا أدري لماذا هذا الإعلام الضخم حول استقالة مهدي عاكف، هل الصحافة والحكومة مهتمة بالإخوان المسلمين لهذه الدرجة ولأجل ذلك قامت بإبراز المرشد العام وخبايا الإخوان المسلمين؟!!".
وأضاف: "أنا أعتبر أن كل هذه الأمور المفتعلة لا تخدم أحدا ولا تخدم الوطن، ومن وجهة نظري أنها جائت لتصرف الناس عن حقيقة الاستبداد والفساد والفشل والإجرام في التعامل مع أبناء الإخوان المسلمين".
وأشار إلى أن هناك أكثر من 300 عضوا من أعضاء الإخوان في السجون وتم الاعتداء عليهم اعتدي على حرياتهم وأموالهم وأهاليهم كان الأولى بالصحافة أن تهتم بهم.
وطالب عاكف الإعلام بأن يدعوا الإخوان يتصرفون في جماعتهم وقضاياهم "فهم فيما بينهم يتفعلون ما يريدون حسب ما يرونه يرضي الله".
واختتم المرشد العام للإخوان حديثه بالتأكيد على أنه مهما كان هناك وجهات نظر مختلفة لا تؤدي بحال من الأحوال أن نترك رسالتنا من أجل أي خلاف جانبي أو وجهة نظر مخالفة. |