جبرائيل ينتقد المنحى الديني لهيئة قضايا الدولة

كتب: جرجس بشرى – خاص الأقباط متحدون
انتقد نجيب جبرائيل "رئيس مُنظمة الإتحاد المصري لحقوق الإنسان" ما قامت به مؤخرًا هيئة قضايا الدولة بالدعوة إلى تنظيم مُسابقتين إسلاميتين، تتعلق الأولى منهما بتصحيح المفاهيم الخاطئة المنسوبة إلى الإسلام، أما الثانية فتتعلق بحل مُشكلة الفقر من منظور إسلامي.
وقال جبرائيل في تصريح خاص لـ"الأقباط مُتحدون" أن هذه الدعوة من قبل الهيئة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على ترسيخ فكرة الدولة الدينية في مصر، في الوقت الذي يسعى فيه المصريين وكافة القوى الليبرالية إلى المناداة بتطبيق مفهوم الدولة المدنية في البلاد، مشيرًا إلى أن الجوائز التي سيتم تخصيصهما للفائزين في المسابقتين ممولتين من جيوب دافعي الضرائب سواء كان من المسيحيين أو المسلمين أو من أتباع الأقليات الدينية في مصر.
كما بعث جبرائيل أول أمس الأحد برسالة إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك بصفته الرئيس الأعلى للهيئات القضائية، مُنتقدًا ما قامت به الهيئة في هذا الشأن.
كما أعرب جبرائيل عن تخوفه الزائد من أن تتحول هيئة قضايا الدولة إلى هيئة دينية تكون الدعوة من أهم اختصاصاتها، وهو الأمر الذي يدعو إلى القلق بخصوص القضايا المسيحية المُلحة كقضايا العائدين إلى المسيحية وقضايا إعادة جلسات النصح والإرشاد ومطالب الأقباط باعتبار عيد القيامة المجيد عيدًا رسميًا في البلاد.
وقال جبرائيل أن هيئة قضايا الدولة هي التي تمثل الدولة وكافة أجهزة الدولة في الدفاع عنها وفقًا للدستور والقانون، وأن قانون الهيئات القضائية ينص على أن أعضاء هيئة قضايا الدولة يعينون بقرار جمهوري وغير قابلين للعزل، ومن ثم يجب أن تتوافر فيهم النزاهة والحيدة، كما يجب أن لا يكونوا منتمين لأي أحزاب سياسية، وليس لديهم انتماءات دينية معينة.
كما أعرب جبرائيل عن دهشته من قيام هيئة قضايا الدولة بهذا العمل، مؤكدًا على أن تنظيم مثل هذه المسابقات الدينية ليس من اختصاصات هيئة قضايا الدولة ولكن من صميم اختصاصات وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وإدارة الدعوة، وقد أكد جبرائيل على أن هذا المنحى الذي اتخذته الهيئة مؤخرًا قد أوضح أن هناك اتجاهًا ما داخل الهيئة نحو ما أسماه بالأسلمة غير المباشرة، والذي ظهرت دلائله في قضايا العائدين إلى المسيحية وقضايا إعادة جلسات النصح والإرشاد والقضايا المُطالبة باعتبار عيد القيامة المجيد عيدًا رسميًا بالدولة.
وطالب جبرائيل الرئيس مبارك بصفته الرئيس الأعلى للهيئات القضائية بالتدخل العاجل في هذا الأمر، لأجل فض الاشتباك الحادث، الذي لو استمر على هذا النحو ستكون له تداعيات خطيرة على الوحدة الوطنية ومستقبل الدولة المدنية.