CET 00:00:00 - 20/10/2009

مساحة رأي

بقلم: جرجس بشرى
في ظل ازدياد وتصاعُد وتيرة وحِدَة العُنف الطائفي التي تستهدف أقباط مصر لدوافع دينية بحته من قبل أفراد وجماعات متطرفة دينيًا تعمل في غيبة من القانون وبدعم غير مباشر من بعض الأجهزة الرسمية بالدولة، وفي ظل التجاهل والصمت الحكومي الفاضح لمطالب الأقباط والذي وصل إلى الذروة في هذه الأيام، كان من الضروي أن تتبنى إحدى المنظمات أو مجموعة من المُنظمات الحقوقية في مصر فكرة الإعداد لعقد مؤتمر صحفي عالمي يجمع ضحايا أعمال العنف الطائفي وذويهم بشخصيات ومنظمات حقوقية، في حشد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية، ليتعرف العالم كله على مُعاناة المسيحيين في مصر ليس من خلال تقارير مُسيسة كالتي تخرج بها الحكومة المصرية على العالم مُعطية صورة مغلوطة بل وزائفة عن أوضاع المسيحيين في مصر، ولكن من خلال الشهادات الحية التي يُدلي بها الأقباط وذويهم والتي يقصون فيها مُعاناتهم والمواقف التي اتخذتها الحكومات المصرية المُتعاقبة من قضاياهم.
ومن المؤكد أن انعقاد مثل هذا المؤتمر قد يواجه برفض ومقاومة حكومية خاصة وأنه سوف يضع الحكومة المصرية وأجهزتها المختلفة في موقف حرج أمام المجتمع الدولي كله، وسوف يهدم ادعاءات الحكومة المصرية التي تُصدرها للعالم بعدم وجود اضطهاد أو تمييز أو حوادث طائفية تستهدف أقباط مصر، وسوف يكشف هذا المؤتمر النقاب عن وجود حكومة ليست إسلامية فحسب بل إسلامية مُتطرفة تمضي قُدمًا في تمرير مُُخطط الأسلمة الجبرية في مصر.
وهذا المؤتمر المنشود لا بد أن يدعو كافة المتضررين من أقباط مصر، بدءًا من الفتيات القبطيات القاصرات اللواتي تم خطفهن والتغرير بهن وأسلمتهن على يد أفراد أو جماعات متشددة ممولة من بعض الدول الإسلامية، وكذلك المضطهدين في المصالح الحكومية لدافع ديني بحت، وأهالي الشهداء الأقباط الذين تم ذبحهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم في أحداث عدوان طائفي ضد أقباط مصر، كما يجب وبالضرورة ولا حرج في ذلك من حضور كهنة أو قساوسة عانوا وما زالوا يعانوا من مُمارسات الحكومة المصرية معهم في الأمور المُتعلقة بترميم وبناء دور الكنائس، والطلبة الذين يضطهدون ويرسبون على أيدي أساتذة جامعات متطرفين لا لشيء إلا لأنهم مسيحيين وبس!!!
إن تبني منظمة أو عدة منظمات حقوقية مصرية مجتمعة لعقد مؤتمر صحفي عالمي لهذا الشكل له مزايا عديدة أهمها توثيق مُعاناة الأقباط عبر شهاداتهم الحية، وكذلك رفع الوعي الاحتجاجي الشرعي الذي يفتقر إليه الأقباط، ووضع الحكومة المصرية في موقف لا تحسد عليه أمام العالم، فهناك حوالي 4000 قتيل وجريح حصدتهم الإهمال الإرهابية والحوادث الطائفية ضد الأقباط من سبعينات القرن الماضي إلى عام 2007 فقط، خاصة وأن هناك أحداثًا وضحايا كثيرين لم يكشف عنهم النقاب بعد، كما يُفضل أن يجمع المؤتمر ضحايا أعمال العنف الطائفي التي استهدفت البهائيين المصريين والشيعة!!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق