بقلم: د.تيتو غبريال
لعل البعض يتذكر معي قصة "قيصر" أو بمعنى أدق كيف قتل قيصر روما العظيم الذي تآمر عليه أقرب قادة إمبراطوريته وانهالوا عليه بالطعنات لكنه لم يمت بطعناتهم الجوفاء لكنه مات بطعنة الغدر التي اغتالت الحب تلك كانت طعنة أقرب الناس إلى قلبه ولعلها الوحيدة التي أصابته من الخلف وحينها استدار قيصر ليعرف مصدرها ولعله جال ببصره بحثاً عن حبيبه بروتس ليدافع عنه وعن الحق الذي بسببه تلقى تلك الطعنات لكنها كانت المفاجئة أن بروتس حبيب قلبه هو مَن أسدىَ له هذه الطعنة القاتلة لهذا كانت كلمته "حتى أنت يا بروتس إذاً فليمت قيصر" فقيصر لم يمت من طعنات الغدر لكنه مات من طعنة الحب.
لقد تداعت إلى ذاكرتي قصة قيصر والسبب في ذلك هو ما بدر من بعض العلمانيين وعلى رأسهم كمال زاخر الذين جعلوا من أنفسهم حجارة في أيدي المتربصين بجسد الرب (الكنيسة) تحت مسميات مختلفة منها التصحيح تارة أو التطهير تارة أخرى الخ ولم يتوانوا لحظة واحدة في قذف هذا الجسد مما لديهم من حصوات صغيرة نشأت نتيجة للأفكار الخاطئة والأفكار مثل الطعام ما لم يكن نظيفاً ومتوازناً يؤدي إلى آثار سلبية والآثار السلبية للأفكار الخاطئة أشد أثراً من أثار الطعام الفاسد ومن هذه الأفكار السلبية ما طالبوا به بضرورة اعتراف الكنيسة بالزواج المدني وهنا كانت الدهشة لأن المطالبين بهذا مسيحيين
ومدركين أن سر الزيجة من أسرار الكنيسة السبعة التي لا يمكن تغيرها أو لعلهم وسط مشاغلهم نسوا أن الرب يسوع نفسه هو الذي أسس هذا السر. (متى 5 :21 -22) (مر10 :1-12).
كما أن العريس يتسلم العروس من أمام المذبح من الرب يسوع، هذا ولن أخوض معهم في مراجع أخرى تاريخية أو طقسية تؤكد هذا المعنى وكيف عاشت الكنيسة ومازالت تعيش محافظة على ما تسلمته منذ أن فاه به رب المجد فهي تستمد قوتها من شريعتها وطقوسها وليتوروجياتها وهذه وتلك مستمدة من روح الله القدوس.
أما تصاريح الزواج فتحدث وفق معايير وشروط اتفقت عليها الكنيسة مسترشدة بالروح القدس دون المساس بأقوال السيد المسيح.
لهذا أدعوا الإخوة أن لا يزيدوا جراح الكنيسة فهم ليسوا نجوماً خفتت أضوائها وبدأ عصر زوالها لذا حاولت العودة إلى الأضواء فلم تجد سبيلاً إلا الهجوم على المسيحية.
وهي لا تعرف شيئاً عمّا تطالب به فكيف تطالب الماديات الروحيات ومثل هذه المحاولات المكشوفة التي تريد اختراق المسيحية ولن تتوقف مرتدية أقنعة الفن والإبداع تارة وحرية التعبير تارة أخرى وهي أقنعة لا يرتديها إلا أبناء الهلاك ومصيرهم للزوال وأنتم تدركون ذلك فلا تكونوا ضمن الراغبين في هدم حصون الكنيسة لرغبة سياسية أو دنيوية أو شيطانية ودائماً تذكروا أن كل آلة صُوّرت ضدها لا تنجح. (أش 54: 17).
كما عليكم أن تدركوا أن المسيح ليس قيصر فقيصر إنسان هزمه الموت أما السيد المسيح فهو الإله الحي الذي هزم الموت وقام من الأموات وستنتصر كنيسته لأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لكن الحكمة تقتضي أن نعترف أن هناك أموراً اجتماعية تنظيمية داخل الكنيسة مثل علاقة الكهنوت بالشعب وبعض الأمور الطقسية التي وضعها بعض الأباء محتاجة إلى دراسة لكنها كما قلت ليست عقائدية.
وكلي أمل في حكمة قداسة البابا شنوده الثالث أن يتسع صدره لأولاده ويحتويهم داخل حضن الكنيسة ولا يسعني في النهاية إلا أن أصرخ إلى الله مع الصارخين الضارعين ليعلن ذاته قريباً أما إن كانت هذه مشيئتك يا رب لأننا نعلم أنك رءوف رحيم طويل الأناة أن الوقت لم يحن بعد فلتشدد قلوبنا وسننتظرك يا رب. |