CET 00:00:00 - 23/03/2009

تعليقات الزوار

الراسل: عاطف الفرماوي
في رحلتي للبحث عن عمل بعد التخرج تقدمت لإحدى المصالح الحكومية، وفى يوم الإختبار توجهت لمقر الإمتحان فوجدت أعداد كبيرة بالطبع تتفوق على الأعداد المطلوب توظيفها، وانتظرت دوري الذي لم يأتي بسهولة فقد كان يدخل أولاً أصحاب الوسايط الكبيرة ويدخل اللجنة الباشا الكبير ومعه الممتحن للوظيفة وتطلب اللجنة واجب الضيافة للباشا الكبير مع وعود مؤكدة بتعيين نجله أو قريبه.
وكل ذلك يحدث وأنا أراقب هذه المهزلة واقفاً على الباب وحينها أدركت أن الإمتحان مسألة صورية لا أكثر ولا أقل والناجحين تم تسجيل بياناتهم قبل موعد الإمتحان المزعوم وحضور الباشوات مع أقربائهم من قبيل التأكيد.
وجاء دوري لمقابلة اللجنة وامتلكت الشجاعة لسؤال رئيس اللجنة وقلت له: يا سيدي لقد رأيت عدد كبير من الوسطاء يدخلون للتوصية على أقربائهم فهل العدد المطلوب للتعيين يسمح بامتحان أمثالي من الذين لا واسطة لهم سوى الله وقدراتهم ومؤهلاتهم؟
فنظر إليّ باغتياظ وقال: نعم مطلوب عدد كبير.
فابتسمت وقلت له: يعني فيه أمل لأمثالي.
فقال: نعم.
فقلت له: لو سمحت إعطني أصعب الإمتحانات التي لم تقدمها لأحد قبلي لأثبت لك كفاءتي وأعطني ضعف الأسئلة التي قدمتها لغيري.
فقال لي: هل أنت واثق من نفسك إلى هذا الحد.
فقلت نعم.
فبالفعل نفذ ما طلبت وفى زمن قياسي وُفقت بحل الإمتحان بتفوق وجدارة مستحقة فقال لي: عظيم جداً.
فقلت: هل لي من فرصة يا سيدي.
فقال: بالتأكيد سوف أسجل توصية بشأن تعيينك.
ويوم ظهور النتيجة فلم أجد اسمي بين الناجحين فتوجهت لرئيس اللجنة الذي بادرني بقوله: الموضوع خارج عن يدي فقد كتبت عنك ما رأيته ولكن تم تغيير كشوف الناجحين واحتمال سقوط اسمك سهواً أو تم ذلك بفعل فاعل.. وضحك، فعرفت أنني كنت فرد في مسرحية هزلية اسمها لجنة اختبار الوظائف.
ثم بحثت عن واسطة للتعيين في مصلحة أخرى وتم تعييني بدون حضوري أي إختبارات، حتى أنني حينما ذهبت لتقديم أوراقي سألني مدير شئون العاملين عن الوظيفة التي تقدمت لها فلم أستطيع الإجابة، وفي النهاية قال لي إنت تبع مين فقلت له الباشا فلان، فقال لي أهلاً وسهلاً وطلب لى واجب ضيافة وبحث فى كشوف الناجحين غير الممتحنين وقال لي مبروك إنت اتعينت في وظيفة كذا، وسلمته أوراقي وانصرفت.
وهذا هو حال مصر وسايط ومحسوبيات ولتسقط الكفاءات ولتتأخر مصر وتذهب إلى الجحيم والتخلف.
على موضوع: ماجد إسرائيل يهدى قصته لمدعي الوحدة الوطنية

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع