CET 00:00:00 - 17/10/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
فكرة أن فلسطين وقضيتها هي الدجاجة التي تبيض بيضًا من ذهب للحكومات العربية المختلفة تثير منطق ظريف جدًا، فلو تخلينا أن "الفرخة" الفلسطينية بدأت الإستعداد لوضع البيض والأخوة العرب واقفون كل يحمل كيس أوقرطاس أو أي شيء يحمل بداخله البيضة الخاصة به ويطير فورًا إلى الشعب حتى يأخد كل فرد نصيبه من البيضة، والتعاطي يتم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وتشعر وأنت تتلقى نصيبك البيضة أن عقلك اقترب بشدة من أن يصبح "ممششًا" وأن قناة التليفزيون التي تذيع أنباء "البيضة" لاموآخدة "بصفارين".
وللحق كانت وما زلت الحكومة المصرية تجري جري الوحوش على مدار عقودًا طويلة من أجل حل القضية الفلسطينية وتسعى دائمًا للوصول إلى الحل المأمول، وفي بلدنا من يسعى يحصل مكافأة على سيعيه طبقًا لقانون الليلة الكبيرة صورة ستة في تسعة، وكأن الهدف من الجهد وصرف المال والتضحية بالأرواح هو الصورة التي يتم وضعها في برواز ولا تُعلق أبدًا على الحائط، لأن وهم ما يُسمى بالريادة وقيادة الدول العربية بما أننا الشقيقة الكبرى علينا أن نتحمل دورنا كاف ولا بد أن نعمل في صمت، إننا وبعد عشرات السنين من الجري والمشاوير رايح جاي بين مصر والمدن الفلسطينية وغيرها من مناطق مختلفة من الوطن العربي، الشيء الوحيد الذي تمكنت الحكومة من حله "وسط مصر" وباتت الشقيقة الكبرى بلا "وسط" وأصبحت في نظر الأشقاء الصغار ملهى يقضون فيه ساعات أو أيام ممتعة واسألوا شارع جامعة الدول العربية، وتأجلت كل الأحلام مقابل الحلم العربي الوحيد الدولة الفلسطينية، وتطور الامور ووقع الأخوة الفلسطنيين في بعض وأصبحوا قوى متناحرة تكفر بعضها البعض وزاد مصر من مسئوليتها تجاه الأشقاء، وبات رأب الصدع بين الفضائل هو الحلم المصري الذي تسعى دائمًا الحكومات المتتالية في بلدنا العزيزة، لدرجة أنه تم اختراع وزارة خاصة لا عمل لها إلا رعاية الشئون الفلسطينية تولاها الوزير عمر سيلمان الذي حصل على منصب وزير دون حقيبة وزارية.
والبيضة من وجهة نظر الحكومة والشعب في مصر أهم بكثير من كل شئون البلد خطر البطالة ومناهج التعليم المفصولة تمامًا عن احتياجات سوق العمل الفساد المستشري في قطاعات البلد التي وصف شعبها دائمًا بأنه أكثر شعوب الأرض تدينًا لا أهمية له، احتمالات غرق الدلتا بعد عدة عقود لا يستفز أحد حتى يفكر ولو للحظة في مستقبل هذا البلد، كل هذا غير مهم بالمرة لأن حماية "الفرخة" وبيضها الأمل الوحيد لاستمرار مصر في قيادة "العشة" وبات كل فرد في الشعب يملك كرتونة لكي يقوم بتعبئتها أولاً بأول ببيض الفرخة وبات المصري حفيد الفراعنة ليس إلا "أبو كرتونة".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق