CET 00:00:00 - 16/10/2009

مساحة رأي

بقلم: د. رأفت فهيم جندى
نشطت بعض القوى مؤخرا للعمل على الوقيعة بين الأقباط لإحباط العمل القبطى الجماعى الذى أخذ يتبلور بشكل مؤثر فى السنوات الأخيرة. فلأول مرة يذكر الرئيس الأمريكى الشعب القبطى المضطهد فى خطاب له، ولأول مرة يتكلم رئيس الأتحاد الأوربى عن ظلم الأقباط فى مصر. لأول مرة أيضا يقوم إتحاد لأقباط اوربا، ولأول مرة تتطرح فكرة الكونجرس القبطى العالمى. لأول مرة يظهر النظام اهتماما بالأقباط فى المهجر لكى يرسل لهم وفود خاسرة تحاول خداعهم، ولأول مرة تربط جريدة واحدة أقباط كندا من المحيط للمحيط. وكلما خرج عمل قبطى جديد لزيادة البناء كلما خرجت عليه قوات الشر للإفناء.

منذ سنوات تحاول هذه القوى ان توجد الوقيعة بين قيادات الأقباط بعضهم ببعض، أو بين شعب الاقباط والقيادات. ويستخدمون الآن مواقع مدسوسة للعمل على ارسال الرسائل الألكترونية التى تارة تشير إلى تشكيك فى القيادات القبطية الكنسية والعلمانية، وتارة فى النزاهة المادية لبعض الكنائس، وأخرى فى المواقع المخلصة للقضية. ولم تنس هذه القوى ايضا أن تلعب على الأختلافات الطائفية بين المسيحيين. وتستخدم هذه القوى ايضا بعض الصحف المصرية وبعض الأقلام والألسنة الغير أمينة فى مصر وايضا بعض الشخصيات المنتفعة فى المهجر لزرع هذه الشكوك. 

كلما ذادت جدية الشخص العامل فى هذا المجال القبطى كلما بعد بنفسه عن هذه الأختلافات وركز فقط على نجاح ما يعمله، وجريدة الأهرام الجديد مثل حى للجميع فى هذا، مثلها مثل بعض المواقع الأخرى. لقد وضعت جريدة الأهرام الجديد نصب أعينها منذ البداية أن لا تدخل فى معارك او خلافات او اى مهاترات تبعدها قيد أنملة عن القضية الحقيقة. 

العمل القبطى مثل العمل الكنسى تماما يلزم له الإيمان وإنكار الذات والتواضع وتقديم الآخر، ومن اراد أن يكون اولا عليه أن يضع نفسه الأخير ويصير خادما للكل، ومن انكر نفسه يجدها، ومن أراد أن يجد نفسه يضيعها. وكما أن فحص النفس مهم فى الحياة الروحية فهو مهم أيضا فى العمل القبطى، من السهل تبرير اى عمل امام الآخرين والباسه ثوب الحق وهو بالداخل ممتلى كل نجاسه. الرب يعاين القلب قبل الشفتين ويحكم على الضمير والنية الداخلية ونستطيع خداع انفسنا وكل الناس ولكنه هو المطلع على المحرك والدافع والنية الداخلية، وهناك فرق كبير بين المخطئ والشرير. 

المطلوب منا جميعا الإخلاص والثبات للعمل الذى اؤتمنا عليه، وأن لا نخضع للضغط مهما كان لكى لا نحيد عن خدمة القضية. المطلوب منا جميعا أن نتحلى بالحكمة، ولا نصدق أى اشاعة بل نمتحن الأرواح، وكما قال قداسة البابا مؤخرا "بطلوا تصدقوا إشاعات الجرايد واسمعوا الحقائق من الكنيسة فقط". المطلوب منا جميعا أن لا ننفعل ولا نسارع بالظنون لإلقاء الإتهامات والنقد بل نتروى فى الأمور، وأن اخطأنا مرة نتعلم ولا نعاود فعلها، وأن اخطأ احدنا أن لا نسارع ونسن السكاكين حول رقبته، فجميعنا أخطأ ويخطئ سواء فى هذا او ذاك، لأن جميعنا تحت التجربة. وكما هو الواجب من الشعب أن يطيعوا الرياسات، المطلوب ايضا أن هذه الرياسات لا تعثر الشعب.

الذات، الشك، الحسد، النميمة، عدم التسامح، ضعف المحبة، عدم البحث عن الأعذار للآخرين كلها نقائص روحية نطلب من الرب الأله أن يجنبنا اياها ويعطينا المحبة التى قال عنها الكتاب "الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا". وهذ لكى نكمل العمل الذى اعطانا الرب اياه، والأمين فى القليل يقيمه على الكثير.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق