CET 00:34:39 - 14/10/2009

مساحة رأي

بقلم: صبري فوزي جوهرة
يفرض الإرهاب أعباء ثقيلة على العالم  المتحضر، فناهيك عن خسائر الأرواح التي لا يُقدّر الفرد الواحد منها بثمن, و الضحايا من الجرحى والمشوهين مدى الحياة والخسائر في الممتلكات والاموال.
هناك أعباء ثقيلة أخرى يفرضها الرعب الجماعي (وهو تعريف الإرهاب) على الحكومات الساعية للعمل على رفاهية شعوبها يدفعها إلى محاولات القضاء بقوة الحروب على منابع الإرهاب في عقر دارها مثل الحرب في أفغانستان وعلى حدود باكستان وما ينتج عن ذلك من استنزاف الأموال التي كان من الأجدر أن تنفق في المجالات المؤدية إلى تقدم الشعوب ورفاهيتها. الإرهاب هو سرطان هذا العصر بعد اندحار النازية وسقوط الشيوعية.

الإرهاب في أصوله فكر وإن كان فكرًا سقيمًا معتلاً مشوشًا غير مستقر أو ملتزم بواقع الأمور وحقائقها, يرتكز على خرافتين جسيمتين تمثلان أقبح ما قيل عنه أنه فكر هو في حقيقة أمره أبعد ما يكون عن نتاج عقل الإنسان القويم، والفكر يحارب بالفكر وليس بالخرافات والأساطير.
أول الخرافات هو القول بأن الخالق المهيمن على كل ما أبدع من وجود يفضل بعض أبناء خليقته على الآخرين, وكاستمرار لهذا السلوك الإلهي الغريب المعيب يزودها تعالى حبتين ويضحك على هذه الجماعة المصطفاة ويقول لهم أنهم خير أمة أخرجت للناس.
أما ثانية الأثافي فجاءت عندما حث تبارك في علاه هذه الجماعة "المختارة" على السيطرة والسيادة على الأرض بما فيها من الغير وأمرهم ألا يتوقفوا عن السلب والنهب والسبي والأسر والضرب والرزع والقتل إلى أن يستسلم آخر كفرة الخليقة لمشيئته السامية, أم أن هذه الوصية الأخيرة قد استحدثت لتبرير عدوانية متأصلة فيمن اختار واصطفى؟ مش متأكد.

ربنا يعمل إيه؟ خالق غلبان مش قادر اتلخبط وهو بيخلق وما طلعش كل الناس "اسطمبه" واحدة زي ما كان عايز فلحق روحه واختار "مؤمنين" ليصلحوا له ما أفسد وقال لهم أنتو أجدع ناس وما فيش بني آدم عندي غيركم ولما ييجى واحد غيركم يكلمني هأسد ودانى وأدور له ضهري ومش ممكن هاسأل فيه وفي الأخر هاحدفه في النار.... فانطلقوا يا شطار تعيثون في الأرض إرادتي.
أنا الرحمن اسمح لكم بقتل من لا ينصاع لجزيتكم, وأنا مالك الملك الذي سيغدق عليكم ملكات اليمين حتى تفرفشوا بيهم شوية بعد عناء قتل الكفرة, وتتذوقوا عينة مجانية مصغرة مما ينتظركم في الجنة حيث سيكون بدل الأربعة اتنين وسبعين مع الفارق أنه بعد عملتكم مفيش داعي تصرفوا 12 دولار على الواحدة ثمن البكارة الصيني لأن عنده سبحانه وتعالى ماكينة تدخل فيها الحور الثيب من ناحية تطلع بكر تاني من الناحية التانية, تمام زي ماكينة أبو لمعة اللي كان يدخل فيها البولوبيف من ناحية تطلع بقرة من الناحية التانية. وبذلك تنعمون بغاية المراد من رب العباد وهو فض بكارات شمال ويمين وإلى ما لا نهاية لكل من هبت ودبت. 

وفعلاً ربنا عملها وأكثر من إعداد "مؤمنيه" حتى أصبحوا أكثر من ال .م على ال.. ب - ولا بلاش, خليني أقول مثل عدد رمال الصحراء, ووضعهم في أجمل وأغنى بقاع العالم وتوقع منهم أنهم مش هيكسفوه ويطلعوا فعلاً خير أمة أخرجت للناس.
فاذا بهم ينتجون أقل ما تنتجه دولة نص كم زى أسبانيا ويصدرون من الكتب في أعوام أقل مما ينتجه أحفاد القردة والخنازير في يوم, ويتبارون في البحث عما إذا كان الأصح هو تزويد خيامهم السوداء المتحركة في شوارعهم و طرقاتهم بفتحة عين واحد ولا اتنين ولا تتساب تمشى تطبش من غير فتحات خالص زى باقي الأمة.
هذه هي أحوال مصر الآن. وعلى من يتحسر على هذا الواقع الغريب أن يتكلم إن لم يستطع أن يفعل شيئًا قبال هذا الإهدار المريع لتفهم طبيعة الله ومشيئته وخليقته وكنانته على الأرض.
أما الكفرة والمشركون والملحدون فسادرون في غيهم يتبارون في بناء أفضل الجامعات ويحصدون جوائز نوبل الهايفة الواحدة تلو الأخرى ويحترمون ما يسمون بالقانون والحرية والحقوق ليس لأنفسهم ولغيرهم من بني البشر فقط  بل يمدونها جميعها حتى إلى حيواناتهم! فيه حد شاف عبط أكثر من كده؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق