بقلم: لطيف شاكر
كم أدهشني حقا التقرير الذي وضعه المنتدى الفكري الأمريكي "بيو لدراسة الأديان والحياة العامة" والذي يعنيني في هذا التقرير نسبة وعدد الاقليات ومما يذكر ان هيئة بيو ذكرت ضمن ماذكرته من ارقام مشكوك فيها تماما ان عدد الاقليات في مصر 5.4 مليون شاملة المسيحيون بطوائفهم والشيعة والبهائيون والملحدون وانا وانت .....الخ واود ان اوضح فيما بلي اسباب الشك في الارقام المذكورة في التقرير كلها وليس بعضها .
اولا ان الجهة التي اصدرت هذه الاحصائية جهة أهلية اي ليست جهة رسمية مفوضة من هيئة الامم المتحدة المنوط بالمسائل الدولية والامور العالمية وهي غير ملزمة للدول بمدهم بالعدد الصحيح وتوزيعه علي الاجناس والاديا ن والمذاهب المختلفة للمواطنين.
واخص امريكا بالذات لان الدين يعتبر خصوصية شخصية ولاتذكربيان الديانة لاي انسان مواطن او زائرفي اية اوراق ثبوتية اوشخصية ولا يمكن باي حال من الاحوال وانا مقيم بامريكا منذ فترة طويلة ان يسألني احد علي ديانتي لانه يعتبر بمثابة التعدي علي حقوقي ويصب في خانةdiscriminationاي التمييزالديني أو العنصري بل ويمكن ان يتعرض صاحب السؤال الي المساءلة القانونية والمحاكمة ايضا في حالة ثبوت هذه التهمة واقول التهمة خاصة امام جهات العمل الرسمية والغير رسمية علي السواء.
هذا الكلام ينطبق ليس علي امريكا فقط بل علي كل بلاد المهجر وعلي البلاد الاوربية الشرقية والغربية لانهم لاينظرون للانسان من خلال دينه أو جنسه بل من خلال تواجده بالوطن وانسان مواطن حتي لو كان غريبا او ضيفا , ولذلك نجد كثيرا من جنسيات واديان مختلفة يتبوأون اعلي المناصب السياسية والعسكرية والمخابراتية والعلمية.في هذه البلاد... والدين هنا ليس له دور البتة في كل امور الدولة او في حياة الناس, وبالتالي فانه ليس من شأن الدولة الفحص عن اديان مواطنيها أوالتحقق في ضمائرهم . لان هذا شأن الانسان مع الله ولايتعلق برجال الدين واهل الفتوي . ولان الدين في هذه الدول التي عرفت النور وتمتعت برؤيته تفصل الدين عن الدولة والسياسة والقرار.
والامر الهام ان الانسان في هذه البلاد يغير دينه عدة مرات ربما في اليوم الواحد ولا احد يسأله في هذا الموضوع لانني كما قلت موضوع شخصي جدا ونجد في العائلة الواحدة كوكتيل من الاديان قد تكون العائلة مكونة من اربعة اشخاص كل منهم يحمل دين مختلف عن الاخر وهذا الامر لايسبب مشاكل للاسرة فهم يعيشون في ود ومحبة أسرية دون الدخول في نقاش في مثل هذه الامورلانها لاتخص احد سواه ويعطوا مالقيصر لقيصر ومالله لله فالدين علاقة بين الانسان وربه والوطن مسئولية كل مواطن.
لم نري يوما ان صدرت احصائيات تقسيميةاو تصنيفية بعدد الاجناس او الاديان او الاثينيات الموجودة حتي في امريكا نفسها مقر مؤسسة بيو لكن تعلن الاحصائية بعدد المواطنين الامريكان دون الدخول في اية تفاصيل او تصنبف للمواطنين ونفس الحال في بلاد المهجرالاخري واوربا وهذه البلاد لايهمها سوي مواطن صالح بغض النظر الي ديانته او جنسه وولائه لوطنه الجديد الذي حلم به ليلا ونهارا لذلك تقدمت هذه البلاد في كل نواحي الحياة واقول ان بالرغم من تقدم بلاد النور الا انه من الصعب وفي ظل قوانين عدم التمييز ان يوضحوا عدد كل دين وكل ملة وكل مذهب وكل الذين ليس لهم دين او ملة فضلا عن اسباب التزاوج المختلط بدون قلق. والسبب الاخر هم سرعة تغيير الدين والمذهب مع تغير الزوج او الزوجة او حتي الحبيب أ والعشيقة او للحصول علي اقامة في بلاد الاحلام .
و ربما يكون هذه الاحصائية مجرد فرقعة اعلامية مقصود بها انذار للعالم من الاسلاموفبيا او من الشيوعية التي بدأت تزحف مرة ثانية ان لم تكن في العقول فهي تكمن في القلوب خاصة بعد قصور الرأسمالية في استقرار الاقتصاد العالمي.
استمد ت هذه الجهة التي اصدرت هذا التعداد معلوماتها من كل البلاد ومنها بلاد العالم الثالث الذي يعتبر ان تعداد المواطنين وتصنيفهم من اهم الاسرار قاطبة ويدخل تحت بند الاسرار الامنية والعسكرية والحربية والمخابراتية وممكن ايضا الادبية والنفسية........الخ والتي لايعرف احدا حقيقة الارقام سوي افراد يعدو علي اصابع اليد الواحدة وطبيعي كان الرقم المقدم من مصر علي الاقليات مجافي تماما للحقيقة فاعلان صحة الرقم من رابع المستحيلات او ملايين المستحيلات لانه سيترتب عنه امور كثيرة من الحقوق قد يؤدي في خيالهم المريض الي نشوب الخلافات واشعال النيران .
وسؤالي علي اي تعداد استندت عليه هذه الجهة لان اغلب بلاد العالم الثالث تقوم بالتعداد في اوقات بعيدة عن تعداد بيو , وبطرق بدائية جدا لاترقي الي الحقيقة اما عن قصد او عن جهل لان هذا من خصوصيات وسياسة الدولة ,وتدخل تحت نطاق الاسرار ولايحق لاي من كان الاطلاع علي حقيقة الرقم الصحيح .
و المعروف ان الاقليات مهما كان نوعها تهتم دائما بحصر عددها كنوع من التمسك بالحياة والابقاء علي جنسهم اودينهم أ ومذهبهم باذلين كل جهدهم لمعرفة حقيقة تعدادهم بشكل ادق لان عددهم اقل من الاكثرية الذي يحتاج الي تجنيد جيش من العدادين واستعدادات جبارة كما ان في بعض الاحيان تكون للاقليات عادات وتقاليد تمكنهم من التوصل الي التعداد التقريبي لهم وخير مثل ان تعداد الاقباط في اول زيارة للبابا عام 1979م للولايات المتحدة الامريكية كان العدد المتطابق بين الرئيس كارتر رئيس امريكا وبابا الاقباط كان العدد حول 10 مليون قبطي وهو رقم اقرب للحقيقة والواقع للاسباب التالية:
ان رئيس امريكا لايقول الكلام اعتباطا بل من واقع احصائيات دقيقة ومسئولة ولاينطق كلامه علي الهوي ولايهتم ان يتملق للاقباط لانهم لايمثلوا اهمية لسياسته وتكون هذه الارقام علي مكتبه قبل مقابلة ضيفه.
ان تطابق الرقم مع قداسة البابا الذي يعرف شعبه من خلال كل ايبارشية وكنيسة ومن خلال زيارات او افتقادات رعوية لكهنة وقسوس الكنائس لرعيتهم يؤكد علي صحة الرقم بالاضافة الي سجلات العماد والزواج.
ان قداسة البابا اعلن في احدي الفضائيات ان عدد المسيحين الان 12 مليون فهذا الرقم طبيعي ويتماشي مع المنطق والعقل ومع الزيادة الطبيعية ولاتحتمل غش او مبالغة فاذا كان العدد 10 مليون عام 1979 فيكون العددالان 12مليون اي بزيادة نتيجة المواليد 2 مليون خلال 30 سنة ولا غرابة في هذا او اوهام خاصة ان الاقباط يتزاوجوا ويتناسلوا شأنهم شأن البشر كله !!! .
واذا اعطينا هذا المثل المخالف تماما للاحصائية المذكورة يكون حال البلاد الاخري المتخلفة ودول العالم الثالث تماثل حالتنا وتسير علي نفس النهج وبذلك تكون كل احصائيات مؤسسة بيو وتعدادها خطأ وجانبها الصواب وخلت من الدقة ولاتمثل ارقامها ادني صحة او حقيقة .
دعوني اشبه تصريحات واحصائية مؤسسة بيو الامريكية بمثل المحاسب الذي يقدم ميزانية عملائه لاجهزة الدولة موضحا ان الاقام المذكورة بالميزانية طبقا لما قدم له من بيانات العميل(الكاذبة) والمستندات (الخاطئة) المقدمة منهم حتي يفلت عملائه من الضرائب المستحقة عليهم وبذلك يكون قد قدم ميزانيات للدولة -لاتمثل الحقيقة الغائبة- ويؤخذ بها كما يؤخذ بتقرير بيو وتكون قد قدمت لامريكا عملها بالتمام والكمال وتحصل علي الاموال الطائلة من الحصص المخصصة لهذه الاعمالنظير ماقامت به مثلها مثل هيئات ومؤسسات كثيرة تعمل في نفس المجال وارقامهم مختلفة تماما عن بيولان كل شيخ له طريقته.وعادة لايؤخذ بها لان الحكومة الامريكية باجهزة مخابراتها الدقيقة ووسائلها التقنية المتعددة تعرف حقيقة الارقام وصحتها .
ومن هنا لايمكن بأي حال من الاحوال ان نجزم بان هذه الاحصائية تمثل حقيقة فهي بعيدة كل البعد عن الحق والصواب .. .
بعد الانتهاء من كتابة مقالي هذا وقبل ارساله للموقع المميزة وجدت علي لحدهم تصريح يحمل شفافية مطلقة من رئيس جهاز التعبئة والاحصاءالسيد اللواء ابو بكر الجندي يقول بالنص الاتي:
وأشار الجندى إلى قيام العديد من دول العالم بالشكوى لدى الأمم المتحدة، بسبب البيانات التى تنشرها بعض المنظمات الدولية والتى لا يعرف أحد مصدر بياناتها، لافتا إلى أنه حاول معرفة مصدر معلومات التقرير الأمريكى إلا أنه لم يتوصل إلى شىء، وقال الجندى: "مستعد لاحترام أى رقم يصدره أى شخص، بشرط توضيح مصدر المعلومات".وشكرا لسيادته علي أمانته وصدقه. |