بقلم: جرجس بشرى
حضرت الندوة التي عقدها مؤخرًا مركز الأرض لحقوق الإنسان بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة بخصوص "الهجرة غير المُنظمة" وقد جمّعت الندوة أهالي ضحايا الهجرة غير المُنظمة أو كما يطلق عليها البعض الهجرة غير الشرعية، وقد وصل عدد الحضور من أهالي الضحايا ما يُقارب المائة فرد.
ومن الأمور المُحزنة بحق أن تحولت ما أشبه بالميتم، حيث غطت صرخات النساء والأطفال والشيوخ جنبات القاعة، وكان النساء يلطمن على غياب أزواجهن أو أولادهن وإيداعهم المعتقلات بلا مُبرر أو ذنب اقترفوه، ومعظم أهالي الضحايا كانوا من أبو قير بالإسكندرية.
والسؤال الذي يفرض نفسه بشدة هنا لماذا يتم القبض على هؤلاء الأشخاص دون وجود أدلة لإدانتهم، حيث أكد معظم كل أهالي الضحايا بلا استثناء أن ذويهم قد حصلوا على أحكام بالبراءة أكثر من مرة وبرغم ذلك يتم اعتقالهم بموجب قانون الطوارئ الذي تتغنىَ الحكومة المصرية برئيسها أمام العالم بأن هذا القانون لا يتم تطبيقه إلا في حالات تهديد الأمن القومي أو بمعنى أدق في مواجهة الإرهاب!!
ما ذنب هؤلاء الأفراد الذين يتم القبض عليهم ويودعون في معتقل برج العرب بالغربليات بدون جريمة؟ الكارثة أن أهالي هؤلاء المعتقلين قد أعلنوها صراحةً في الندوة بأنهم باعوا كل شيء لديهم لينفقوا على تعليم ومأكل ومشرب أولادهم، وهناك مَن أكدوا أن أطفالهم خرجوا من المدارس، وهناك مَن قالوا بأن أولادهم انحرفوا أخلاقيًا ومنهم مَن انجرف إلى طريق الإدمان، كما لجأت بعض السيدات إلى تشغيل أطفالها في بعض المهن الصعبة لكي يصرف عليها.
لقد كانت الندوة عبارة عن فضيحة بكل المقاييس ووصمة عار على جبين الحكومة المصرية التي تصدع رؤوسنا بحقوق الإنسان وأنها خادمة للشعب، ومن العجب العجاب أن كشف أهالي الضحايا عن المُعاملات اللا إنسانية التي يلاقونها داخل أقسام الشرطة والمُعتقلات عند زيارة ذويهم، وهناك مَن أشاروا إلى التعذيب الذي يحدث للمعتقلين داخل مُعتقل برج العرب بالغربليات بالإسكندرية، مشيرين إلى أن أبسط أنواع التعذيب التي يلاقيها المعتقل هناك هو منعه عن الطعام والشراب ووضع 36 معتقل في غرفة صغيرة مساحتها لا تتجاوز 16 متر.
أنني أطالب الرئيس مبارك بالتدخل شخصيًا للإفراج عن هؤلاء الضحايا قبل أن تتحول أسرهم إلى قنابل موقوتة تضرب في وجه المجتمع وتهدد أمنه وسلامته لأنه قبل أن نطالب الشعب بالانتماء لابد وبالضرورة أن نثبت له عمليًا أنه يعيش في دولة قانون ودولة تحترم حق الفقير قبل الكبير في حياة كريمة
إذ أنه ما ذنب الشخص الذي يخرج لكسب قوته وقوت أولاده في رحلة صيد على مركب يمتلكه ثم يفاجئ في النهاية برميه في المعتقل؟؟، وأرجو من المنظمات الحقوقية في مصر بل والعالم -وعلى الأخص مركز الأرض لحقوق الإنسان- أن تقوم بزيارة لمعتقل برج العرب بالغربليات وترصد المعاملة والأوضاع هناك وتكتب بها تقريرًا تنشره على وسائل الإعلام قبل أن يتحول المعتقل من معتقل برج العرب إلى جوانتانامو برج العرب! |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|