فجأة وبدون مقدمات تحول نزيل بسجن ليمان طرة بالقاهرة من شخص يقضى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لإرتكابه جريمة قتل "حماته" إلى مليونير، فقد تلقت مسامعه وهو خلف القضبان وفى نفس التوقيت خبرين كل منهما كان بمثابة الزلزال الذى هز حياته، الخبر الأول كان فوزه بجائزة قدرها مليون جنيه حيث فازت شهادة المليونير التى كان والده قد إشتراها له من المصرف المتحد وهو فى السجن، أما الخبر الثانى فكان صدور قرار اللجنة العليا للإفراج الشرطى بمصلحة السجون المصرية بالإفراج عنه بعد قضائه ثلاثة أرباع المدة لحسن سيره وسلوكه .
شبكة الإعلام العربية "محيط" التقت السجين المليونير عماد بشرى أطناس "45 سنة" مدرس رياضيات والذى قال إنه شعر بسعادة كبيرة ودمعت عيناه ولم يستطع الوقوف على قدميه عندما أخبرته إدارة السجون بفوزه بشهادة المليونير من المصرف المتحد بعد 20 عاما قضاها خلف الأسوار على جريمة إرتكبها فىٍ لحظة غضب ودفع ثمنها غاليا من سنوات شبابه، مضيفا أنه لم يتوقع أبدا أن تأتى مكافأة ندمه وإستقامته وحسن سيره وسلوكه سريعا لتعوضه عن سنوات الحرمان والتعب التى قضاها خلف القضبان .
وأشار السجين المليونير خلال الإحتفال الكبير الذى أقامه قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية صباح الخميس 8 أكتوبر لتسليمه شهادة المليونير وشيكا بقيمة المبلغ، إلى أن حكايته بدأت منذ أكثر من 20 عاما عندما إرتبط عاطفيا بفتاة أحبها من كل قلبه وقررا الزواج، وقبل زفافه وإرتداء بدلة الفرح بأيام توجه إلى منزل عروسته لإعطاء حماته دعوات الفرح إلا أنه تشاجر معها بعد أن سمعها تقول عليه إنه سيئ المظهر وبه بعض العيوب الخلقية فى وجهه ، أسفرت المشاجرة عن مصرع حماته ليلقى القبض عليه ويحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ويزج به خلف القضبان .
أضاف عماد أنه خلال تلك الفترة التى قضاها خلف الأسوار لم يتم توقيع أى جزاء أو عقوبة عليه، الأمر الذى أهله للحصول على لقب السجين المثالى 10 مرات، ودفع إدارة السجون للسماح له بالخروج وزيارة أسرته التى تعيش بمنطقة مصر القديمة وتتكون من الأب "ضابط سابق" والأم "ربة منزل" وشقيقه ""دكتور صيدلى" وشقيقته "دكتورة بيطرية"، مشيرا إلى أنه خلال إحدى الزيارات طلب من والده أن يشترى له شهادة المليونير أملاً فى الفوز بقيمتها بعد خروجه من السجن .
وأوضح السجين المليونير أنه سوف يقوم بإنشاء مدرسة لإستكمال مسيرته العملية حيث أنه يعمل مدرسا للرياضيات وحاصل على دبلومتين " معلمين وتجارة" ، مشيرا فى الوقت ذاته إلى رغبته فى الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه لإستكمال مسيرته العلمية، وقال إنه سيقوم بإجراء عملية لوالده المريض والإعتناء بوالدته وشقيقيه كنوع من رد الجميل لهم على حسن رعايتهم له وإهتمامهم به خلال فترة سجنه وأنه سوف يخصص جزء من قيمة الجائزة لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين والسجناء الفقراء .
فى نهاية حديثه وجه عماد الشكر لوزارة الداخلية المصرية ووزيرها حبيب العادلى وقطاع مصلحة السجون على حسن المعاملة والرعاية الممتازة التى لاقاها خلف القضبان خلال فترة سجنه والتى ساعدته على ممارسة نفس العمل الذى كان يؤديه قبل سجنه، حيث كان يقوم بمحو أمية وتعليم زملائه من السجناء ومساعدتهم على إستكمال تعليمهم فى المراحل المختلفة والحصول على شهادات علمية، كما وجه الشكر لأسرته التى وقفت بجواره طوال فترة سجنه فى الوقت الذى تخلى عنه الكثيرون من أصدقائه وأقاربه، ثم وجه عماد نصيحة لكل الشباب مفادها أن يفكروا مليون مرة قبل أن يقدموا على إرتكاب أية جريمة، بعدها إحتضن والده الذى حضر معه الإحتفال وأخذ فى تقبيله ثم إنخرط فى البكاء . |