CET 00:00:00 - 22/03/2009

من الاخر

بقلم / أماني موسى
انهاردة هنحكي عن عم سيد أفندي عبد الجواد بس دة مش الراجل بتاع فيلم بين القصرين، دة راجل صاحب عم سعيد مسعد أبو السعد وكان راجل مثالي جداً ومنضبط وبيحب النظام موووت.
يوم سيد أفندي بيبدأ خمسة الصبح بالثانية عشان يلحق يصلي الفجر ويفطر صحن الفول بالبصل ويحبس بكوباية الشاي مع مراته زي كل يوم، وبعدها علطول ينزل يجيب العيش من الطابونة اللي على أول الشارع، طبعاً هتستغرب وتقوللي ومراته متنزلش ليه عشان هو يلحق شغله خصوصاً أن كلنا عارفين إيه اللي بيحصل في طوابير العيش اللي بتكون بالساعات، هقولك أنه بيحب ينزل بنفسه لأنه راجل دقيق جداً ومنظم وبيحب كل الأمور يعملها بنفسه بشكل مثالي، ولأنه دقيق زي ما قلنا فتلاقيه واقف في الطابور عمال يزعق للواقفين خارج الصف ويحاول أن ينظم الصف والطابور بأي وسيلة وطبعاً بتكون النتيجة الحتمية اللي كلكم عارفينها علقة لكل يوم وقفاه طبعاً بياخد النصيب الأكبر والغريبة أنه مش بيحرم ويبطل نظام وترتيب وكأنه أتعود على الجرعة الصباحية اليومية من الضرب!!
المهم أنه بعد ما ياخد العيش والعلقة التمام من الرجالة وكمان النسوان وكل واحدة منهم تستخدم قنابلها الموقوتة في وش سيد أفندي –قنابل فوقية وتحتية- وبعدها يسرع إلى بيته ويلبس عشان يروح الشغل.

وتحصل نفس الكرة وهو بيركب الأتوبيس ويفضل ينظم في الناس ويقول للي جنبه والنبي متزقش وللي وراه حاسب يا عم هقع على اللي قدامي والناس تفضل تبص له بقرف وكأنه بيشتمهم، لكن طبعاً سيد أفندي المنظم بينسى النظام دة أول ما يكون وسط زنقة ستات وبلاش بقى نقول لأن كلكم فاقسين السبب.
ينزل سيد أفندي من الأتوبيس بقوة الدفع كالعادة ويطلع لمكتبه وبعد ما يصبح على زمايله يجي عم فرحان الساعي مبتسم في وش الكل ويجيبلهم المشاريب والطلبات إلا لما يجي في وش سيد أفندي تلاقيه بيكشر لأنه عارف أنه راجل بيقف عالواحدة وبيبقى ناقص يوزن السكر والشاي بالجرام ويغسل الكوباية بمطهر ودة طبعاً بيضايق عم فرحان الساعي لأنه بيفكره بالبراد المصدي اللي يجيب المرض دة غير الصراصير والفيران اللي بيجروا ويلعبوا طول النهار في المطبخ والباقي بقى بلاش نقوله عشان تقدروا تكملوا قراية.

المهم أن سيد أفندي بقى مشهور وسط زمايله وجيرانه في المنطقة بسيد آلاطة وانتكة، وكانوا طول اليوم مش بيحبوا يكلموه عشان الصداع –النظام- وبعد انتهاء يوم الشغل لسيد أفندي يروح البيت ويقضي يومه في روتين وملل بيسميه نظام وترتيب وبعد ما ينام الضهر ساعتين ويتفرج على التلفزيون (النشرة بس طبعاً) وهيفا وروبي بالليل لما تكون أم العيال نامت هي والعيال، وهكذا دواليك يوم ورا يوم وكل الأيام شبه بعضها.
وفي يوم راح سيد أفندي يجيب أنبوبة البوتاجاز وطبعاً أهتم أنه ينظم الطابور وقعد يزعق بس المرة دي محدش ضربه زي طابور العيش لكن اللي حصل أنه بعد ما نظم الطابور شوية وتنفس الصعداء لأنه نجح في تنفيذ مبدئه وتعليم الناس النظام ولكنه للأسف رجع لقى مفاجأة وملاقاش الأنبوبة.
فزعل جداً وقعد يقول واحسراتاه راحت الأنبوبة يا ولداه وأم العيال هتشغل أبو وردة ورجوع الأنبوبة بقى من الأمور اللي مش واردة، استرها يا رب انهاردة.....

وراح قعد على القهوة شوية وفضل يقول أنا زعلان، أنا قرفان، أنا غلطان
حرمت أعلم الناس النظام
ماله الجهل؟ مالها الفوضى؟
 دي تمام وأخر جودة
بتخلي الكل سعيد ومرتاح
لا أنبوبته هتتسرق ولا هيبته هتذهب أدراج الرياح
عادي في بلادي: تعم الفوضى لتصبح هي الشيء الطبيعي والنظام هو الاستثناء الذي تُعاقب على ممارسته.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق

الكاتب

أماني موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

أيوة، بحبك يا حمار

قصة موت ضمير

فجل عربي

سيد انتكة

من فضلك، ابتسم

جديد الموقع