بقلم: هاني دانيال
كثيرًا ما أشرنا إلى أن الإعلام يلعب دورًا مهمًا في تكوين الرأي العام، وقدمنا الكثير من الأمثلة، ومع ذلك نجد مجموعة تخرج ببعض التصريحات والكلمات لا يظهر تأثيرها إلا بعد فترة، وهو ما يفسر انتشار حالة الاحتقان التي نعاني منها حاليًا!
أتحدث عن محمود معروف الصحفي المعروف والذى كان مدرسًا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والذى يكتب بشكل دوري بجريدة الجمهورية القومية، ولديه برامج تلفزيونية في التلفزيون المصري وأخرى في القنوات الفضائية، ورغم كل هذه المنابر الإعلامية إلا أنه لا يدرك خطورة ما يصدر منه من تصريحات قد ينظر لها البعض على أنها خطًا أحمر ما كان ينبغى أن تخرج منه!
بعد هزيمة منتخب مصر للشباب تحدث معروف في إحدى القنوات الفضائية أنه كان ينبغي أن يكون هناك مدرب وطني يقود هذا المنتخب، وتحسّر على رحيل ربيع ياسين، وحينما تذكر أن هناك شخصًا اسمه هاني رمزي عاد ليقول "صحيح هاني رمزي مدرب وطني ولو أنه مش وطني أوي هو مصري على ألماني" وهو لسان حاله هو خواجة وليس مصريًا؟!
بالطبع هي سقطة كبيرة ما كان ينبغي أن تخرج من كاتب كبير، ويعرف مدى تأثير الكلمة، لأنه هنا ينزع الوطنية عن مواطن عاش في دولة واحترف فيها عدة سنوات، والتقليل من مصريته أمر لا يمكن قبوله، خاصة وأنه كثيرًا ما يتم تجاهله لأنه كان القبطي الوحيد في صفوف المنتخب المصري لكرة القدم طوال تاريخ كرة القدم المصرية ولم يتخلف يومًا عن تلبية نداء المنتخبات الوطنية، وكان قمة في الإتزام، ويعد من أبرز اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة احتراف حقيقية إن لم يكن أفضلهم، ولم يكد المرء ينتهى من هذه المشكلة حتى عاد البعض ليقلل من وطنيته وكأنه مكتوب عليه أن يظل متهمًا بعدم الوطنية والبينة عليه وليس على من أدعى؟!
إنه أمر فى غاية الغرابة أن تظل نظرتنا لهذه الأمور بهذا الحد، وأن نظل نستخف بعقول الجماهير، وأن نظل نستخدم الكلمات والشعارات من أجل تغذية المناخ المريض الذي يفضله البعض ويصر على وجوده ويتلذذ في تعبئة الجماهير من خلاله، وكثيرًا ما نتحدث عن ضرورة تكافؤ الفرص والعمل مع الشخص حسب الكفاءة دون أن يكون لتلك التصريحات مكانًا على أرض الواقع؟!
إنها إشكالية كبيرة خلقها بعض الإعلاميين والسياسيين والمثقفين، وعليهم وحدهم فقط علاجها! |