بقلم / مجدي ملاك
تغييرات الصحف القومية الأخيرة توضح أن تلك الصحف ما هي إلا كعكة تريد الدولة توزيعها على من يساندها في أوقات الأزمة، والغريب أن العديد من تلك الإصدارات فقدت فاعليتها وأصبحت تمثل عبء كبير على الدولة، تتحمل موازنتها ذلك الفشل الذي يعبر عن سقوط تلك الجرائد والمؤسسات أمام الصحف المستقلة التي استطاعت أن تثبت وجودها في خلال الفترة الماضية بما يساعد على ضرورة إعادة التفكير في تلك الجرائد والمؤسسات.
واعتقد أن توقيت تطوير تلك المؤسسات قد فات وأنه حان الوقت للعمل على تصفية تلك المؤسسات فلا يمكن أن تتحمل موازنة الدولة فشل تلك المؤسسات خاصة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة لا يمكن للموازنة العامة للدولة أن تتحمل في سبيلها المزيد من الخسائر المادية، ولكن التغييرات الأخيرة أوضحت أن الدولة لا تكترث بأي أمور مادية بقدر اهتمامها بوجود مؤسسات يستطيع النظام استخدامها في الوقت الذي يريده.
لا اعتقد أن الدولة لم تعد تدرك أن المنظومة الصحفية قد تغيرت وأن العالم كله يتجه نحو منظومة جامعة بين لك التي تساند النظام أو الحزب الحاكم وتلك التي تمثل الاستقلال في الرأي والمراقبة الجيدة من أجل العمل على تحسين أوضاع المجتمع بالشكل البرجماتي الذي يشعر المواطن عن وجود اتجاهات مختلفة داخل الوطن حتى لا يشعر حين يقرأ جريدة قومية وأخرى مستقلة أنه يعيش في مجتمعين مختلفين، وهو ما شاهده المجتمع المصري في بداية الألفية الثالثة ومع بداية بزوغ الإعلام المستقل.
التفكير الرشيد في تلك المؤسسات من وجهة نظري يقتضي تحويلها إلى مكتبات أو مراكز ثقافية يمكن أن تفيد المواطن المصري وإمداده بمزيد من المعلومات الوثائقية خاصة فيما يتعلق بظروف نشأة تلك المؤسسات التي صاحبت نظام الحزب الواحد من أجل ترسيخ نظامه الديكتاتوري، ومن ثم يمكن تفهم رسالة تلك المؤسسات في تلك الحالة، إما أن يتحمل المواطن البسيط خسارة تلك المؤسسات لمجرد أنها بوق النظام الحاكم فهو أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال.
وحتى إذا أصرت الدول على ضرورة استمرار تلك المؤسسات فعليها أن تشترط التطوير حتى يمكن لتلك المؤسسات أن تغطي تكاليفها لا أن تحقق أرباح وذلك على أقل تقدير يمكن مطالبة تلك الصحف به، لا أن تقوم بتوزيع الكعكة من أجل إرضاء من ساندوا النظام على حساب الشعب. |