CET 00:00:00 - 01/10/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
حين تزور بلدة جديدة أو تسافر لمدينة ما، فيكون الشارع ونظافته وتنظيمه المروري من أناس ووسائل مواصلات هم عنوان واضح وجلي لمدى تقدم ورقي هذه المدينة وأناسها أيضًا، فحين يسعدك حظك (دة احتمال) وتسافر لإحدى دول الفرنجة أو حتى ترى صور الشوارع هناك تتحسر على حالك لسببين أولهما حين تنظر من البلكونة للشارع حولك وترى القمم تحاصرك، فتجد أكوام الزبالة ملئ العين وريحتها ملئ الأنف وأكوام غسيل وأكوام بشرية وأكوام سيارات ودخان!!، والثاني لأنك هتسأل ليه مكونش أنا هناك في الجمال دة أو الجمال دة يجي عندنا؟!
وطبعًا يا حضرة المواطن المحترم هتفضل تتمنى كدة كتير من غير ما يحصل أي تغيير لأن كله مبيحبش التغيير وليبقى الوضع في الطرق كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للمستشفى! ولأن كل أخواتك المواطنين الباقيين من سائقي السيارات الأجرة والملاكي وأخواتك الماشين على الطرق معندهمش وعي ولا حتى عايزين يكون عندهم وعي ولأن أخواتك المسئولين مش فاضين للطرق والكلام الفارغ دة.
فحين يأتيك الحظ وتنزل شوارع وسط البلد تشم شوية هوا على دخان سوبر وتلاقي نفسك عايز تعدي من مكانك للجهة المقابلة عليك بحل من اتنين إما أنك تخاطر وتعدي وتشرب "ديو" وتجمد قلبك، إما أنك تتراجع وتفضل مكمل طريقك في خط مستقيم.

ولو اتهورت واخترت أنك تعدي فعليك أن تقول آيات من الإنجيل لو كنت مسيحي وتقرا الشهادتين والفاتحة لو كنت مسلم ودة من باب الاحتياط لأنه محتمل جدًا يجيلك الأخ عزرائيل وأنت بتعدي الشارع، لأنك هتلاقي نفسك يا مسكين كأنك في متاهة مفتوحة من الأربع جهات والعربيات والعجل والموتوسكلات ماشية في كل الاتجاهات يمين وشمال وفوق وتحت، وتروح باصص فوقك يمكن تلاقي إشارة مرور من اللي سمعت عنهم في كتب ابتدائي وتستدعي ذاكرتك عشان تفتكر معنى الألوان اللي في الإشارة، ولكن وأنت مستغرق في النظر فوق هينبهك صوت كلاكس وفرامل جاية من بعيد وهتتأكد أنه مفيش إشارة مرور فوق ولا ألوان ولازم تعدي وإلا الفرامل المرة الجاية هتكون فوقك، فتروح برده باصص لفوق (بس المرة دي للسما) وتقول لربنا أمنيتك اللي ممكن تكون الأخيرة، وتروح باصص حواليك شمال ويمين (وطبعًا دة مش عشان تاخد بأيد اللي جنبك) لكن عشان تبص كويس قبل ما تعدي وساعتها هتشغل عينيك في أربع اتجاهات وودنك مع كل الكلاكسات ورجلك في حركة سريعة لقدام وإيدك على قلبك ولسانك بيدعي أنك تعدي بسلام، وتتابع سرعة العربيات وتحاول تفلت بينهم عشان تعدي للناحية التانية زي الفار اللي بيزوغ من مجموعة قطط محاصرة المكان.
بعد ما تعدي وتوصل للناحية التانية تسجد عالأرض شاكر فضل ربنا وإحسانه أنه أداك عمر جديد ونجاك من الهلاك.
وطبعًا هتشكر المسئولين اللي أدوك فرصة لتشغيل كل حواسك لتعدية الشارع ودة ثبت علميًا وديناميكيًا وبهلوانيًا أنه مفيد للمواطن وبيعمل على سرعة خفقان القلب والتهاب في المفاصل مع دوخة خفيفة وصداع نصفي مؤقت مزمن.
وحمدًا لله على سلامتك يا مواطن المرة دي عدت بخير بس خد بالك مش كل مرة تسلم الجرة ومن خاف سلم وعشان كدة لازم تمشي جنب الحيط وأحيانًا تمشي عليه زي الحشرات الزاحفة عشان تفسح مكان للعربيات بأنواعها.

عادي في بلادي: عدم وجود إشارات مرور تنظم حركة الشارع من سائقين ومشاة تجعل المواطن وهو يتجه للجهة الأخرى من الشارع كمن يهرب من السيارات، ولذا فالأفضل تغيير اسم إشارات المرور إلى إشارات الهروب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق

الكاتب

أماني موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

كله تحت السيطرة!!

إشارات الهروب

ضرائب هوائية

خواطر مبعثرة

وزارة الكمامة

جديد الموقع