CET 00:00:00 - 01/03/2009

مساحة رأي

القضية القبطية قوية في مضمونها وجوهرها لأنها تحمل معاناة شعب لأكثر من 1400 عام من الاضطهاد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن ليس هناك من يحمل هذه القضية بين كفيه ليضعها في ميزان العدالة الدولي بعد أن غابت هذه العدالة في بلادنا.
فلو نظرنا إلى الوضع الحالي داخل مصر سنجد أنه لا يوجد أي عمل فعلي تستطيع أن تقوم عليه أركان هذه القضية، فالذي يمثل الوجه القبطي داخل مصر هم صفوة رجال الأعمال والذين لا يجرئون على أن يتحدثوا حتى عن مشكلة بناء كنيسة وذلك خوفاً على البيزنس الذي بين حوزتهم، فهم يعلمون جيداً أن مجرد الكلام عن مشاكل للأقباط بمثابة خط أحمر ليس في مقدورهم تجاوزه بأي حال من الأحوال.
هناك أيضاً شريحة كبيرة لسان حالها يقول (خليني في حالي وأنا مالي عايزين نربي العيال) وهذه تمثل أكبر شريحة في المجتمع القبطي داخل مصر ولا يشعر سوى بعد أن يكتوي بنار التمييز سواء في العمل أو الحياة اليومية.
شريحة أخرى مريضة بفوبيا الإسلام والمسلمين وهذه لا حول لها ولا قوة، تخشى مجرد حتى الحديث في هذه الأمور وتحاول إجهاض أي عمل يقوم به أي شخص ليس خوفاً على هؤلاء الأشخاص بل خوفاً على أنفسهم ومجاملة للإخوة المسلمين ولسان حالهم عايزين نعيش.
شريحة أخرى باعت القضية وهي قليلة ولكنها موجودة في كل مكان ويطلق عليها الأقباط يهوذات القرن وهم منتشرين في كل مكان وبالأخص في دوائر السُلطة وصنع القرار.
هذا هو الوضع في الداخل، أما عن الوضع الخارجي فمن وجهة نظري مع احترامي الشديد لكل الخطوات التي يتم عملها ولكن كلها لم تخرج عن نطاق الكلمة، كلام في كلام لكن خطوات عملية على أرض الواقع لم نجد وذلك نتيجة حالة التشتيت التي يعيشها أقباط المهجر فكل يوم نسمع عن الاتحاد القبطي الفلاني والاتحاد العلاني وهو في الواقع لا يوجد اتحاد ولا قاعدة أو خط واحد يضم كل الأطراف، فمع هذا التشتيت ضاعت الجهود ولم يصبح لها تأثير قوي يذكر بالرغم من أن الأمل في القضية القبطية وتحريكها هو بين أيدي المهجريين فهناك نماذج قوية وفاعلة في المحافل الدولية ولكن ينقصها التنسيق والعمل بروح الفريق الواحد والقلب الواحد واضعين أمام أعيننا إن مَن يتكلم عن الأقباط إنما يحمل بين يديه دماء تصرخ من أجل دمها المهدور وأطفال محرومون من أن يعيشوا حياتهم وطفولتهم نتيجة ضغوط تُمَارس عليهم ليتركوا ديانتهم ليكونوا في دين الحق.
مَن يتكلم باسم الأقباط يجب أن يضع ذاته جانباً وتحل محلها مشاكلهم وهمومهم، أنا أعلم الآن إن هناك خطوات أرى أنها ستكون اللبنة الأولى للعمل القبطي الجاد وهي لملمة الشتات القبطي في أوروبا وأمريكا من القيادات الفاعلة والتي يقوم بها بعض النشطاء من الأقباط، فهذه الخطوة لو تمت اعتقد إننا سنكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في العمل القبطي الحقيقي بعيداً عن الأعمال الدعائية والتوصيات الروتينية.
أتمنى من كل الفاعلين والعاملين في المجال القبطي أن يكونوا بقدر المسئولية الملقاة على عاتقهم وأن يستجيبوا لأي خطوة وأن يعلموا أن الاتحاد هو أصل العمل الجاد وأن يحترزوا من الاختراق

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق