بقلم / مجدي جورج
بعد أن نجح الإسلاميين والمتأسلمين في صبغ بلادنا الحبيبة مصر بصبغة إسلامية واضحة منذ فترة السبعينات تمثل هذا في جميع المجالات وخصوصاًَ في اللباس الذي تستطيع من خلاله أن تميز بين المسلم وغير المسلم وتمثل أيضاًَ في أسماء الشوارع والميادين التي حولوا أغلبها إلى أسماء إسلامية وتمثل هذا أيضاًَ في الإقتصاد فأصبح هناك الآن ما يسمى الإقتصاد الإسلامي والذي أعلن عن نفسه من خلال البنوك والشركات الإسلامية التي إنتشرت فروعها في كل مكان تعلن عن هوية الفترة القادمة وتعلن عن رفضها توظيف المسيحيين.
وتمثل هذا الأمر أيضاًَ في التحيات اليومية بين الناس فبعد أن كنا نسمع أحدهم يقابل الأخر هاشاًَ باشاًَ مصبحاًَ عليه "صباح الخير" او "صباحك فل" أو "صباحك وردي" أو مقبلاًَ عليه بالقول "يومك سعيد" أصبحنا نرى الآن الواحد منهم يقابل الأخر متجهماًَ قائلاًَ له "السلام عليكم" صباحاًَ ومساءاًَ، ويا ويلك إذا تأخرت في الرد أو لم ترد السلام كاملاًَ.
ولم يكتفي الإسلاميين بهذا فقط بل غيروا التحيات عبر التليفون فقبل ان ترفع سماعة التليفون لتقول "آلو" تسمعه في الطرف الأخر يقول "السلام عليكم" يفرضها عليك فرضاًَ وكأنها الجزية يريد أن يستوفيها منك ويريدك أن تقدمها له صاغراًَ ذليلاًَ .
ولأن الحكومة والنظام عندنا ممثلين حقيقيين للشعب!!
ولأن مجلس الشورى جزء من هذا النظام حيث قمة الديمقراطية ان يقوم الرئيس بإختيار ثلث أعضائه والثلثان الآخران ينجح أغلبهم بالتزكية والتدخلات الأمنية.
أقول ان هذا المجلس الذي يعتبر مثل الزائدة الدودية في جسم الإنسان بصفته ممثل حقيقي للشعب فإنه وهو سيد قراره قرر أن يسير خلف الشعب المصري في هوسه الديني وقرر أسلمة "مجلة صباح الخير" في التغييرات الصحفية الأخيرة التي أجراها أمس وقرر إختيار محمد عبد النور كأول مسلم يتم إختياره لهذا المنصب منذ فترة بعيدة حيث تعاقب على رئاسة "مجلة صباح الخير" عدد من الصحفيين الأقباط وهم كل من لويس جريس ثم مفيد فوزي ثم رؤوف توفيق وأخيراًَ رشاد كامل وهكذا نجح مجلس الشورى في أسلمة مجلة صباح الخير وخرج الأقباط كعادتهم دائماًَ في مصر من مولد التغييرات الصحفية بلا حمص. |