بقلم: ماجد سمير
فجأة "فطت" في دماغ الخواجة "ألكسندر جرهام بيل" فكرة شيطانية منذ نحو قرن وعدة عقود، الفكرة الجهنمية التي تم تصنيعها هي عبارة مجموعة من الدوائر الإليكترونية موضوعة في صندوق حديد له قرص يلف ويعود إلى موقعه من جديد وكأنه مثبت على سوستة أو "ياي" أو ملبوس بروح شيطانية والعياذ بالله، الإختراع يُمكّن أي فرد يمتلك الصندوق السحري من نقل الصوت من مكان لمكان عبر أسلاك، وأطلق "بل" على الإختراع الجديد اسم "تليفون"، وعندما واكبت مصر العصر وأدخلت إلى أرضها العلبة العفاريتي التي تنقل الصوت من مكان إلى مكان وكأن بداخلها "عفريت بن علبة"، لم يختلف المصريون مع الخواجات في تسمية الإختراع –تليفون- إلا أن المجمع اللغوي المصري أراد تعريب الكلمة فسماها فورًا "المسرة" كأول إسم تم إطلاقة على التليفون تيمنًا بالأخبارة السارة التي سينقلها الإختراع الجديد.
وربما تعود فكرة وجود فاتورة سنوية أو ربع سنوية إلى أن الترجمة الحرفية لكلمة "بيل" مخترع التليفون "فاتورة"، ومن المحتمل أن يكون للمجمع اللغوي أيضًا دورًا بارزًا في ظهور "الفاتورة التليفونية" إلى الحياة، وربما في القريب العاجل أن يتم إضافة بند خاص بالزبالة للفاتورة المبجلة.
ومرت السنوات ودخل التليفون لكل بيوت مصر تقريبًا واختفى إسم "مسرة" من الوجود لأن الإختراع لم ينقل الأخبار السارة فقط بل نقل أيضًا كل أنواع الأخبار والمفرحة منها والمحزنة على حد سواء.
ولم يسلم الإختراع الجديد من رياح الغزو الديني التي هبت في زمن توقف فيه إعمال العقل بل وتم إلغائه من الوجود أساسًا، وتم تدين كل شيء، فظهرت إعلانات عن التليفون "الإسلامي" المصحوب برنات بصوت مشاهير المرلتلين ونظيره المسيحي الذي يحمل رنات متفقة مع العقدية المسيحية وبالطبع المعلن يؤكد على موافقة الكنيسة عليها، وضاع المجمتع بين استغلال رنات الشيخ والقسيس في قيادة فكر البلد وتوجيه ما يخدم أهداف محددة سلفًا طبقًا لخطة دولة مصر ستان.
والغريب أن بعض الأقباط يسيرون في نفس الإتجاه وهناك من يستفتي رجال الدين في كيفية طبخ الملوخية بالإتساق مع العقيدة المسيحية، وتحول بعض رجال الدين المسيحي إلى أمير جماعة يحرم ويحل الأمور حسب ما يراه، وربما تعود فكرة تدين التليفون طبقًا للرنات المسيحية إلى أن "مسرة" الاسم القديم للتليفون الآن أصبح إسمًا لشارع كبير به محطة مترو أنفاق رئيسة في حي شبرا ذو الأغلبية القبطية. |