بقلم: إسحق إبراهيم
تحتفل مصر الأسبوع المقبل بعيد الفطر الذي يحظى كغيره من الأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية بطابع خاص، حيث يحرص المواطنون سواء مسيحيين أو مسلمين على تبادل الزيارات وإجراء الاتصالات التليفونية للمعايدة والحديث عن الذكريات الجميلة التي تجمع الأصدقاء والجيران وزملاء الدراسة.
ويحرص رجال الدين المسيحي والإسلامي على تبادل الزيارات والتهنئة بالأعياد مما يقدم صورة جميلة للتعاون والتفاهم والعيش المشترك، لكن ما زال الحوار خلال هذه الزيارات واللقاءات المهمة والضرورية يغلب عليه الكلام المنمق والمعسول والذي يُجمّل الواقع، حيث يعمل كل طرف على تأكيد مشاعره الطيبة تجاه الآخر فقط ودون التطرق إلى هموم المواطنة التى يعانيها الأقباط بشكل خاص، وكذلك المشكلات المشتركة التي يعاني منها المسلم والمسيحي معًا أو كيفية تدعيم سبل التعاون لتحقيق مزيد من الاستقرار لمصر، خاصة أن عدد كبير من الاعتداءات الطائفية يلعب رجال الدين فيها دور المُحرّض والقائد!
إن استمرار اللقاءات بشكلها الحالي سيصيبها بالروتين والنمطية وسيترتب عليه فقدان ثقة وعدم الإحساس بجدواها، وتكون النتيجة مزيدًا من الفرز والتقسيم والتباعد بين المصريين، وهذا مكمن الخطر.
أتمنى أن تكون الزيارات هذا العام مختلفة ومفيدة وفعالة في إقامة جسر مودة حقيقي لحث أبناء كل ديانة على احترام الدين الآخر وعدم التربص بخطأ هنا أو هناك، وأتمنى أن يقوم كل مسيحي بالاتصال بأصدقائه المسلمين لتهنئتهم بالعيد وتمني الخير لمصر. |