CET 00:00:00 - 15/09/2009

مساحة رأي

بقلم: عساسي عبدالحميد
مقدمة لابد منها : تتفق \"النازية الهتلرية\" و\"القومجية العروبية\" و\"الوهابية السعدانية \" على شيء واحد وهو أن اليهود هم سبب كل مآسي العالم و أن إبادتهم واجب الهي . في كل مرة نشم فيها رائحة التطبيع اللعين أو نرى مسؤولا عربيا مشبوها يصافح وزيرا أو رجل أعمال إسرائيلي على هامش ملتقى أو مؤتمر، أو عندما نقرأ خبرا صحفيا يلمح لنوع من العلاقات مع تل أبيب إلا ووسوس \"الشيطان عكرمة\" في النفس اللوامة القوامة وعمت شوارع بلداننا نوبة من الهستيريا الخيبرية و رفعت شعارات غليظة تندد بمشروع التطبيع المشؤوم ...وتذكر اليهود الأنجاس بأصولهم الحقيرة \"أحفاد القردة والخنازير\" و تذكرهم بما فعله الرعيل الأول من حملة رسالة الهدى والنور في حق يهود الجزيرة من بني النضير والقينقاع وبني قريظة من مجازر و تهجير وتطهير عرقي وسبي و سلب ... هذا ما جرى في الأسبوع الفارط بشارع محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط عندما أحس غرانيق العروبة بالمغرب أن ثمة مؤامرة تحاك ضد الوطن وأشارت أصابع الاتهام إلى ناشطين أمازيغ وجمعيات مغربية مشبوهة تدفع نحو علاقات أوطد و أرسخ مع الكيان الإسرائيلي، فقام سدنة صنم العروبة من المصابين بالإفلاس الفكري بالمغرب بتنظيم وقفة احتجاجية قبالة البرلمان لتذكير الرأي العام الوطني و الدولي بعروبة المغرب !!؟؟ و بفضح المتآمرين الخونة ....

و بتذكير الأمازيغ الرافضين لعروبة شمال أفريقية بأن القضية الفلسطينية قضية وطنية تسبق قضايا التنمية والديمقراطية والوحدة الترابية.... فلا يحق أبدا لجمعية أمازيغية مهما كانت أن تتحدث عن البعد اليهودي في الثقافة الأمازيغية أو بربط علاقات مع اليهود في إسرائيل من أصول أمازيغية تحت ذريعة الثقافة والتراث أو أن تتنكر لقضايا العروبة، وما أسداه بوحفرة صدام حسين و حافظ الأسد ونظام بني سعود للجنس العربي جعلت من بلداننا رائدة في جميع الميادين و قطبا عالميا مؤثرا وقوة اقتصادية عظمى!!؟؟... إن السؤال الذي يجب توجيهه لغرانيق العروبة بالمغرب هو كالآتي ماذا ربح المغرب من العروبة منذ الاستقلال الشكلي إلى يومنا هذا ؟؟ يالطبع ربحنا الرتبة 126 على 177 حسب مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، فالمغرب أصبح ولله الحمد ضمن البلدان ذات التنمية الأقل من المتوسطة وقد تم هذا التصنيف اعتبارا لأربع مؤشرات ... 1- مستوى التعليم 2- الدخل الفردي 3- كيفية توزيع الثروة 4- متوسط العمر فقد أفلسنا على جميع المستويات بما فيها القطاع الرياضي حتى أصبحت منتخبات افريقية مغمورة تتفوق علينا في عقر دارنا و تقصينا من الاستحقاقات القارية والدولية ..و أصبحت مشاركتنا في جميع أنواع الرياضات أكثر من باهتة ومخزية ، بطولة ألعاب القوى الأخيرة نموذجا .

وعودة لموضوع هذا التطبيع مع دولة إسرائيل والذي يخيفنا، إن التطبيع سيفيد المغرب على جميع الأصعدة، نعم سيفيد زراعتنا ومصانعنا وسياحتنا وجامعاتنا ومعاهدنا ...و حتى أولائك الذين خرجوا خلف خالد الشفياني في التظاهرة للتنديد بمشروع التطبيع سيكونون في الصفوف الأولى أمام سفارة إسرائيل بالرباط لطلب عقود عمل بالدولة العبــــرية ... من الناحية الإنسانية فإن كل امرئ سوي وعاقل إلا وسيكون مع الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ومزدهرة إلى جانب دولة إسرائيل في حدود آمنة، وكل عاقل سوي يرى بضرورة تعديل المناهج التربوية المعتمدة في مختلف أطوار التعليم بالكثير من بلداننا والتي تفوح منها روائح الوهابية العنصرية و القومجية المتعصبة فالشلل الفكري و الجهل التي تعاني منه شعوبنا مرده إلى الفكر الوهابي والقومحي العنصري بالدرجة الأولى ، وكل عاقل سوي يدرك بأن منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقية ليست حكرا على العرب وحدهم بل تسكنها منذ قرون عديدة اثنيات و قوميات وحضارات أخرى كالأمازيغ و المصريين والعبرانيين و السريان و الأرمن و والكرد و التركمان والكلدان .....و أن هذه التعددية بمنطقتنا يجب أن تكون عنصر إثراء وتكامل عوض عنصر خلاف و شقاق...
عساسي عبدالحميد – المغرب
Assassi_64@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق