بقلم- اماني موسى
بينما تقترب الأيام من 21 مارس ويستعد الجميع للاحتفال بعيد الأم وإحضار الهدايا كتعبير بسيط عن عمق الحب والشكر والعرفان لكل أم قدمت لأبنائها الكثير من الوقت والجهد والحب، هلّت علينا الجماعة الإسلامية اللولبية صاحبة الفتاوى والأفكار الجهنمية لتحرم الاحتفال بعيد الأم وتحث الشباب على عدم تقديم أية هدايا للأمهات حتى لا يتشبهون بالكفرة والفرنجة، واعتبروا أن الاحتفال بعيد الأم من أساطير اليونان والغرب وأن يوم 21 مارس هو رأس السنة عند الأقباط وهو يوم عيد النيروز عند الأكراد، ولا أدري من أين أتوا بتلك المعلومات الخاطئة؟؟
ولكني لم أندهش من تصريحاتهم تلك، فقد اعتدت سماعها قبل كل عيد أم أو عيد حب أو ما شابه، ولكن دهشتي الحقيقية هي حول أسبابهم المنطقية والمقنعة برأيهم لتحريم الاحتفال بتلك الأعياد التي تحث على الحب والمودة؟؟
هل فقط لكونها تشترك مع اليهود والنصارى؟؟ وهل هذا مبرر مقنع لتحريم الاحتفال بها؟؟ بظني أن مسألة التحريم هذه ليست بالأمر السهل لنطلقها على العديد من الأمور بشكل جزافي يدعو للسخرية بل تستخدم في الأمور القصوى حين يكون للإتيان بفعل ما نتائج وخيمة على صاحبها أو المجتمع من حوله، ولكن هل تخصيص يوم للحب أو للاحتفال بالأمهات على مستوى العالم لتكريمهن وتذكّرهن بكلمات طيبة أو هدايا يعد شيء قبيح لا يغتفر ويستحق التحريم؟؟
ألم يوصي الرسول (ص) بالأمهات وقال أن الجنة تحت أقدامهن، وقال أمك ثم أمك ثم أمك؟؟!! فلماذا إذاً التحريم؟
لماذا يحرمون الحب والأعياد ويحللون الدماء والتفجيرات بل يشجعون الشباب عليها؟ أليس هذا بمنطق غريب يدعو للدهشة بل منتهى الدهشة!!!
إن كانت تلك الاحتفالات تحث على الحب والفجور باعتقادهم، فمرحباً بذلك الفجور والكفر الذي ينشر الحب بين الناس ويجعلنا نتذكر أمهاتنا بأجمل وأرق الكلمات والهدايا.
وبالطبع القرار والحسم متروك لاختيارك عزيزي القارئ، إما أن ترفض التشبه باليهود والنصارى وتقول (بلا عيد أم بلا هم) وإما أن ترفض التشبه بأصحاب تلك الدعوات وتذهب لأمك أو حماتك لتقول لها ( شكراً يا أمي... كل سنة وأنتي طيبة يا حبيبتي.... ربنا يخليكي ليا).
|