بقلم: يوسف سيدهم فالمادة« 136» من القانون المشار إليه تنص علي أن يكون تعيين المعيدين بناء علي إعلان عن الوظائف الشاغرة ويشترط فيمن يعين معيداً أن يكون حاصلاً علي تقدير «جيد جداً» علي الأقل في التقدير العام، وتقدير «جيد» علي الأقل في مادة التخصص،وفي حالة التساوي في التقديرات تجري المفاضلة بين المتقدمين علي أساس الأعلي في مجموع الدرجات. يقول الدكتور ريمون إنه بتطبيق الشروط المذكورة يكون هو الأحق بالتعيين معيداً من زميله وزميلته، فثلاثتهم تخرجوا بتقدير عام «جيد جداً مع مرتبة الشرف»، لكن مجموع درجاته 5189.5 بينما مجموع درجات زميله الدكتور محمد مصطفي أحمد5174 ومجموع درجات زميلة الدكتورة عبير أحمد فواز 5.5094، فكيف تم تطبيق شروط المفاضلة التي نص عليها القانون؟ تفحصت ملف الأوراق والمستندات الذي أرسله الدكتور ريمون رفق شكواه وأنا أعرف أنني أمام مشكلة معروفة ومزمنة سبق أن تناولتها في هذا المكان،وهي مشكلة الفرز والطبقية المستشرية في الكليات الجامعية خاصة في كليات الطب حيث التميز العلمي وحده ليس معياراً لاستحقاق التعيين أو الترقي لكن تتدخل عوامل أخري للترجيح علي رأسها الديانة والقرابة لأعضاء هيئات التدريس بجانب شيطان الواسطة والمحسوبية...وكلها من الأمور المسكوت عنها التي لا يريد أحد التصدي لها وإصلاحها ضمن التشدق بإصلاح التعليم الذي يملأ أجواءنا ضجيجاً وصخباً دون اقتراب حقيقي من أصل الداء. ولي ثلاث ملاحظات علي ملف الأوراق أود أن أسجلها وأرسلها لصاحب المشكلة الدكتور ريمون: >> ملف الأوراق لا يتضمن ما يشير إلي احتجاجك علي هذا الاستبعاد غير المبرر والمخالف للقانون،فالواجب أن تسلك الطريق الإداري أو القانوني للمطالبة بحقك وأنا أثق أنك سوف تحصل عليه مثل الكثيرين الذين أنصفهم القضاء...صحيح أن المنطق كان يملي أن تتظلم من الضرر الواقع عليك لدي رئاسة الكلية ومن بعدها رئاسة الجامعة وربما وزير التعليم العالي قبل أن تلجأ إلي القضاء،لكن للأسف الواقع يشهد بأن من سبقوك في هذا الموقف المرير وجدوا تنكراً كاملاً من كوادر الكلية والجامعة وميلا لمجاملة بعضهم البعض والدفاع عن أي تجاوز حدث في حق أمثالك من صغار الأطباء الذين يخطون أولي خطواتهم في الحياة الأكاديمية والعملية، فإذا بهم يواجهون أدني درجات الأمانة العلمية والالتزام الأخلاقي ممن في مرتبة أساتذتهم المفترض أن يكونوا لهم بمثابة النموذج والقدوة...وفوق ذلك كله تتنصل وزارة التعليم العالي من مسئولية التدخل لحسم الأمر وترسيخ العدالة والقانون بدعوي «استقلال الجامعات»!!!...إذن ارتضي الجميع بقاء الواقع المريض والفاسد دون إصلاح في الوقت الذي يطالبون فيه الدولة بإنفاق المليارات لإصلاح التعليم الجامعي!!! >> شهادة تقديراتك الصادرة عن الكلية والتي تحدد تفصيلاً تقديراتك التي حصلت عليها خلال سنوات الدراسة الست تعكس وضعاً جديراً بالملاحظة وسبق إثارته كثيراً في الحالات المماثلة لحالتك،وهو مقدرتك علي التفوق والتميز خلال سنوات الدراسة الأولي حيث شبهة المنافسة علي حقوق ما بعد التخرج تكون غير ملحة،لكن كلما اقتربنا من السنتين النهائيتين تبدأ هذه التقديرات الانكماش والتراجع استعداداً لكبح جماح انطلاقك إلي المراتب العليا...الأمر الذي يسخر منه البعض بمرارة حين يقولون: «أبناؤنا وبناتنا يمتلكون النبوغ والتفوق خلال المراحل التمهيدية للتعليم الجامعي،ثم يصابون فجأة بالغباء والفشل كلما اقتربوا من المراحل النهائية»!!فقد لاحظت أن تقديراتك في السنة الأولي: «ممتاز»في ثلاث مواد و«جيد جداً» في ثلاث مواد،وفي السنة الثانية:«ممتاز»في ست مواد و«جيد جداً» في مادة واحدة،وفي السنة الثالثة:«ممتاز» في أربع مواد و«جيد مرتفع»في مادة واحدة،وفي السنة الرابعة: «ممتاز»في مادتين و«جيد جداً» في مادتين، وفي السنة الخامسة: «جيد جداً» في مادتين و«جيد مرتفع»في مادة التوليد وأمراض النساء(!!)، وأخيراً في السنة السادسة «جيد جداً» في المواد الثلاث...أرأيت كيف زحف الغباء تدريجيا علي عقلك؟! >> لاحظت وأنا أتصفح صورة القرار رقم 115 الصادر بتاريخ23/3/2008 عن إدارة التعيينات بجامعة سوهاج والمعتمد من رئيس الجامعة والمتضمن أسماء من أسعدهم الحظ بالتعيين في وظيفة «معيد»وعددهم 23 بينهم قبطي واحد فقط هو الدكتور جون شاكر لبيب روفائيل في قسم جراحة المخ والأعصاب، إن القرار ينص علي أن الراتب الشهري لسعداء الحظ هؤلاء 48.00 جنيها (ثمانية وأربعون جنيهاً بالتمام والكمال)...وأعدت القراءة معتقداً أن هناك خطأ في الرقم أو أن يكون هذا هو الأجر الأسبوعي أو حتي الأجر اليومي، لكن للأسف لم يكن هنالك خطأ وبالفعل ذلك هو الراتب الشهري الذي يتقاضاه المعيد سعيد الحظ بعد عمل شهر كامل!!...وقفت عاجزاً عن التعليق متسائلاً بيني وبين نفسي عن نوعية الفرصة التي يكفلها نظامنا التعليمي للطبيب الممتاز الذي يؤهله تفوقه للانضمام إلي كادر أعضاء هيئة التدريس بكليته الجامعية، وكيف يستغل هذه الفرصة التي يكفلها نظامنا التعليمي للطبيب الممتاز الذي يؤهله تفوقه للانضمام إلي كادر أعضاء هيئة التدريس بكليته الجامعية، وكيف يستغل هذه الفرصة ويخلص لها ويتفاني في عمله؟.. فلم أملك إلا أن أواسي الدكتور ريمون علي الفرصة التي ضاعت والتي يحاول استعادتها، وأتقدم بالتهنئة لمن سبقوه إليها!! |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |