بقلم / بولس رمزي المحور الأول: المادة الثانية من الدستور المصري: أولاًَ – ما هو الإسلام المقصود فيه نص المادة الثانية من الدستور الذي يلقي إجماع جميع المسلمين في مصر؟ هل هو إسلام الحزب الوطني؟ ام إسلام جماعة الإخوان المسلمين؟ هل هو الإسلام السني؟ وإن كان الإسلام السني هل يقبل مليون شيعي مسلم مصري بأحكامه؟ وهنا يتضح لنا أنه لا يمكن أن نجد على أي صورة سيكون إسلام الدولة كما إنه من المؤكد لا يمكن أن يكون هناك إجماعاًَ بين مسلمي مصر على صيغة معينة لدين الدولة الموضح طبقاًَ لنص المادة الثانية من الدستور المصري. ثانياًَ - أقباط مصر يمثلون شريحه كبرى لا يستهان بها في المجتمع المصري تم تحييدها سياسياًَ وإخراسها بتهميشها فعندما نجد أن "الإسلام دين الدولة" ونجد أيضاًَ من يرفع شعار "الإسلام هو الحل" فإن الناتج الطبيعي لهذه الفئة الخروج بكامل إرادتها من المعترك السياسي حتى لا تقع في سجالات دينية بدلاًَ منها سياسياًَ لأن هذين الشعارين انهيا تماماًَ أي مشاركة للأقباط سياسياًَ لأنه غير مقبول لأي سياسي يختلف مع هذه الشعارات أن يكون له أي دور فعال في المجتمع، الأمر الذي أخرج الأقباط من الخريطة السياسية للدولة تماماًَ ونظراًَ لأن الأقباط فئة تمثل الإعتدال السياسي داخل المجتمع المصري فئة مؤيدة للسلام الدولي والإقليمي والداخلي فقد أضاع النظام السياسي المصري قدرة سياسية هائلة يمكنها أن تخلق مناخاًَ مؤيداًَ لتوجهاتها في مسيرتها السلمية وأصبح نظام الحكم يقف وحيداًَ بلا أي دعم شعبي في مواجهة من يطالبون بإلغاء إتفاقيات السلام والخوض في حروب جديده مع إسرائيل يدفع ثمنها الشعب المصري بكل فئاته من إهدار دماء وضياع إقتصادي أكثر مما نحن فيه من ضياع. ثالثاًَ- هذه المادة أدت إلى تفتيت المجتمع المصري إلى مجموعة من الفئات ذات توجهات دينية مختلفة فمنها المسلم السني ومنها المسلم الشيعي ومنها من يرى بأن نظام الحكم لا يطبق صحيح الدين ومنها من يؤيد النظام ومنها من هو ليس بمسلم ويرفض أن تطبق عليه شريعة دينية تختلف عن شرائعه فعلى سبيل المثال عندما أفتت مشيخة الأزهر بجواز تعدد الأزواج للأقباط كان ذلك إستخداماًَ لهذه المادة التي أعطت مشيخة الأزهر الحق بفرض شرائعها على غير المسلمين الأمر الذي يؤدي إلى تفتيت الطاقة السياسية للمجتمع المصري بدلاًَ من توحدها. المحور الثاني: العلمانية هي الحل لذلك فإننا نجد أن علمانية الدولة هي الحل الأمثل لإفراز مجتمع مصري سليم لا يمارس العمل السياسي على اساس الهوية الدينية بل على البرامج السياسية فنجد على سبيل المثال ان الحزب اليساري يتكون من مجموعة من الأعضاء الذين ينتمون لديانات مختلفة لكن فكرهم السياسي هو الذي يوحد إنتمائهم تحت رأية هذا الحزب الذي يوحد إتجاهاتهم السياسية وبالتالي فإن علمانية الدولة سوف تؤدي بالتبعية إلى القضاء على المرض المزمن الذي يجتاح مصر منذ اكثر من خمسين عاماًَ وهو مرض الفرز الطائفي. أخيراًَ: |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |