CET 00:00:00 - 08/09/2009

مساحة رأي

بقلم: مدحت قلاده
"لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً" من أقوال مارتن لوثر كينج الأب الروحي لثورة السود في أمريكا وهي مقولة تنطبق على حال قبط مصر!!

نظرة سريعة لأحداث الاعتداءات على الأقباط نجد أنها تتصف باضطراد سريع، وتصاعد عنفي، وتعبئة شعبوية، ضدهم فعلى سبيل المثال استطاع محافظ المنيا الساحر في تحويل محافظة المنيا من عروس الصعيد إلى بؤرة ملتهبة، تماماً كما فعل محمد عثمان إسماعيل في سبعينيات القرن الماضي بتحويل محافظة أسيوط إلى بؤرة للجماعات المتطرفة، ويكفي أن نعرف ما حدث خلال أسبوعين في قرى محافظة المنيا..
مركز سمالوط، قرية بشرى، وجرجس، والحواصلية، وباسيليوس، ودفش، وداود يوسف ...الخ من اعتداءات على الأقباط وحرق بيوتهم!! وتخريب كنائسهم!! خلال أسبوعين فقط!!

أليس هذا مؤشر على عظم الاضطهاد على الأقباط ؟ وتدمير للنسيج الواحد بالطبع في ظل صمت وإنكار تام من السلطة المصرية وتضليل إعلامي كاسح...
كل هذه الأسباب قوة دافعة لعدد من الشباب القبطي المحب لمصر بالدعوة للمشاركة في الإضراب يوم رأس السنة القبطية.
هذه المرة الأولى التي يتحرك فيها شباب الأقباط ربما يشاركهم إخوة مسلمين محبين لمصر.. شغوفين لإيقاظ النظام من المزايدة على الجامعات المتطرفة ليدرك أن مزايدته على التطرف ستحرق البلد وصمته على الاعتداءات وتستره على المعتدين يهدد أركان مصر.
"كثرة الضرب يعلم البكاء" هذا ما جعل الأقباط يصرخون يرفعون أصواتهم بكل الأساليب المشروعة يصرخون من الظلم يصرخون من تهاون رجال الأمن في الحفاظ على بناتهم يصرخون من حرمانهم من التصريح لهم بدار مناسبات أو كنيسة أو مدافن!!!

إن الأقباط في صعيد مصر ينتقلون عشرات الكيلومترات للصلاة في القرى المجاورة!!
هل تعلم إن قرية باسيليوس انتظرت التصريح ببناء كنيسة منذ عام 1979 اى مايزيد عن 30 عاما!!
هل تعلم أن هناك آلاف الأقباط يسيرون عشرات الكيلو مترات للصلاة في اقرب الكنائس إليهم .
هل تعلم ان تم اهدار دم كاهن القس اسطفانوس شحاتة بقرية داود يوسف التابعة لمركز سمالوط لكونه طلب اقامة دار مناسبات للصلاة على أموات الأقباط رغم وجود 800 فرد قبطى فى القرية مائة عائلة !!
هل يرضى المسلم الظلم الواقع على شريكة في الوطن !!؟؟
هل بناء الكنيسة من أموال الأقباط  إثم؟!! أم أن الإثم هو تهاون الدولة تجاه 15 مليون قبطي يتم حرمانهم من الصلاة!!

أخيراً تحية وتقدير للاخوة المشاركين في الإضراب يوم 11 سبتمبر يوم رأس السنة القبطية مع آمال عديدة تتمنى أن تكون تلك الإضرابات بداية لصحوة قبطية، نطالب فيها بحقوق مهدرة، وتهميش متعمد، واغتصاب شرعي لحقوق الأقباط على أرض وطنهم، من النظام والإسلاميين معا ...
تحية لكل أخ مسلم يشارك أخوته الأقباط في رفع ثقل الظلم عنهم..
تحية لكل إعلامي أمين يظهر تعاطفه مع الأقليات المضطهدة..
تحية للأخيار من شعب مصر الرافضين للظلم لاخوانهم شركاء الوطن .
تحية لكم أيها الشباب أنتم أمل مصر في حياة جديدة يسودها الحب والعدل والمساواة..
تحية لكم أيها الرجال من أعماق قلب مصر الأم التي تنبذ التفرقة بين أبنائها..
تحية لكم من قلب مصر العادلة بين أبنائها فقد تثلجون قلب الوطن القبطي..
تحية لكل القائمين على العمل الجاد العظيم..
أخيراَ "العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئاًَ"
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق