المحكمة العليا الإسرائيلية تمهل المحققين60 يوما
لاستكمال التحقيقات مع ليبرمان بتهم الفساد
جيروزاليم بوست: نيتانياهو أسند لزعيم إسرائيل بيتنا
مسئولية الحوار الاستراتيجي مع أمريكا
في تطور جديد يهدد بتعقيد المشهد السياسي في إسرائيل ويطرح علامة استفهام حول مصير أفيجدور ليبرمان المرشح لتولي وزارة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية القادمة, منحت لجنة قضائية للمحكمة العليا الإسرائيلية أمس الأول, المحققين مع ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا المتطرف مهلة60 يوما لاستكمال التحقيق بشكل نهائي والخروج باستنتاجات بشأن الجرائم والانتهاكات المشينة التي يتهم ليبرمان بارتكابها والتي تشمل الفساد والرشوة والاحتيال وخيانة الثقة وغسيل الأموال.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن الشرطة والادعاء الإسرائيلي أن القرار النهائي بشأن التحقيق مع ليبرمان أصبح وشيكا. وقالت الصحيفة في تقرير أوردته أمس رفع دعوي استئناف أمام المحكمة العليا, أكد فيها أن التحقيق معه في مخالفات قانونية جاء دون استناد إلي أي قرارات أو أسس قانونية من الادعاء الإسرائيلي.
وتوجه الشرطة عدة اتهامات إلي ليبرمان منها الرشوة والاحتيال والاخلال بالأمن وغسيل الأموال والتزوير في أوراق رسمية تابعة لشركته, وكذلك اتهامه عندما كان يشغل منصب وزير البنية التحتية بادارة أعمال مع شركات مختلفة في الخارج وأخذ رشوة من أحد رجال الأعمال.
ومن جانبه, أكد أرون كوستليتش محامي ليبرمان أمام المحكمة أن التحقيقات الجارية قد ألحقت ضررا كبيرا بموكله ليبرمان أمام الرأي العام الإسرائيلي.ولكن المحققين عكسوا صورة مختلفة عن ليبرمان, حيث أكد عساف فالبيش كبير المفتشين في وحدة مكافحة التزوير الوطنية الإسرائيلية خلال الإدلاء بشهادته أن التحقيقات تخص جرائم مازالت يتم ارتكابها حتي يومنا هذا.
ونقلت الصحيفة عن راز نيزري, كبير المساعدين لدي المحامي العام الإسرائيلي مناحم مازوز, قوله إن ليبرمان سيتم استجوابه قريبا, معربا عن اعتقاده أن نتائج التحقيق لن تتأخر بعد الاستجواب ملمحا بأن الاستجواب سيتم بعد اختتام محادثات الائتلاف بفترة وجيزة.
وأمر قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية الانتهاء من التحقيق في غضون60 يوما, وذلك لاتخاذ قرار بادانة ليبرمان أو تبرئته علي ضوء نتائج تلك التحقيقات.
وعقب صدور تقرير المحققين سيكون لدي ليبرمان مهلة10 أيام للرد عليه, وعقب ذلك ستقرر المحكمة مصير طلب الاستئناف المقدم من ليبرمان لوقف التحقيق.واستنكرت إحدي قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية التأخر في التحقيق واستغراقه فترة طويلة معتبرة أنه ليس هناك أي تحقيق في تاريخ إسرائيل استمر طوال تلك الفترة حيث أن التحقيقات مستمرة منذ عام2000.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت في يناير الماضي ميشال ابنة ليبرمان وعدد من المقربين له لاستجوابهم, وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات العامة الإسرائيلية وهو ما دفع ليبرمان إلي تصعيد هجومه وانتقاداته لتلك التحقيقات.ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عن مازوز قوله لزعيم حزب الليكود المكلف بتشكيل الحكومة, إنه ليس هناك أي عوائق أمام تعيين ليبرمان وزيرا للخارجية في حكومته القادمة.وفي غضون ذلك, دعا أحمد الطيبي النائب العربي بالكنيست الإسرائيلي أمس, وزراء الخارجية الأوروبيين إلي عدم الاجتماع مع ليبرمان في حال توليه وزارة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية القادمة. وفي تطور أمني مهم, ذكرت الاذاعة الإسرائيلية الرسمية أمس, أن إسرائيل قررت تمديد حالة الطواريء في البلاد لمدة4 أشهر, موضحة أن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي وافقت علي ذلك القرار بناء علي طلب من الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يرأسها إيهود أولمرت.
وقالت الإذاعة, إن التمديد يأتي مع اقتراب نهاية حالة الطواريء المعمول بها في نهاية مارس الحالي.وتصادق حكومات إسرائيل المتعاقبة علي تمديد العمل بقانون حالة الطواريء لاعتبارات تتعلق بأمن الدولة والخطر المحدق بها. ويبقي هذا القانون إسرائيل في حالة حرب دائمة تسمح لها باتخاذ إجراءات مشددة تتضمن الاعتقال والسجن دون تهمة أو محاكمة, بالإضافة إلي الرقابة والتنصت.
وتأتي تلك التطورات بشأن تحقيق ليبرمان عقب ساعات من توقيع رئيس وزراء إسرائيل المكلف بنيامين نيتانياهو مع حزب إسرائيل بيتنا اتفاقا لتشكيل حكومته المتعثرة واسناد وزارة الخارجية إلي ليبرمان إلا أنهما اتفقا في الوقت نفسه علي إمكانية تعديل الاتفاق في حالة عودة حزب كاديما عن معارضته للانضمام إلي حكومة نيتانياهو.
وعلي صعيد التحركات المستمرة لتشكيل الحكومة, طالب نيتانياهو الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بإقناع حزبي كاديما والعمل للانضمام إلي حكومة وحدة وطنية.
وذكرت الاذاعة الإسرائيلية أمس, أن المفاوضات التي جرت بين حزبي كاديما والليكود انتهت دون أي اتفاق وأن العقبة الرئيسية تتمثل في مطلب زعيمة كاديما تسيبي ليفني أن بموافقة نيتانياهو علي حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية.
من ناحية أخري, كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن الاتفاق الموقع بين الليكود وإسرائيل بيتنا بشأن تشكيل الحكومة لم يسند إلي ليبرمان وزارة الخارجية الإسرائيلية فقط بل عهد إليه أيضا بمهمة الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي مع الولايات المتحدة حول قضايا مهمة مثل الملف الإيراني, وذلك وفقا لمسودة اتفاق حصلت عليها الصحيفة. |