CET 00:00:00 - 18/03/2009

مقالات مختارة

بقلم / سامي البحيري

لا أعتقد أنه يوجد هناك ما يسمى الفن الهابط أو غير الهابط، بل يوجد فن مميز للخاصة وفن شعبى بسيط للعامة وفن ما بين بين للناس (إللى) ما بين بين، فمن يستمتع لغناء أم كلثوم لا يحق له أن يطلق على أغانى نانسى عجرم أنها فن هابط، فالأيام تتغير والأذواق تتغير و كل جيل له مطربوه. حتى أم كلثوم نفسها عند ظهورها كان الناس وقتها يستمعون إلى منيرة المهدية وكانوا يطلقون عليها السلطانة "سلطانة الطرب" وهاجم الكثير أم كلثوم لمجرد أنها كانت تغنى واقفة، بينما منيرة المهدية كانت تغنى جالسة!! تخيلوا، لوحدث أن أبناء جيل منيرة المهدية شاهدوا هيفاء وهبى وهى تغنى ليس جالسة، بل في وضع راقص ومشخلع لأصيبوا بسكتة قلبية وربما إنزلاق غضروفى.
ونفس الشئ حدث عند ظهور سيد درويش بعد الشيخ سلامة حجازى، كان فن سيد درويش يعتبر فنا هابطا بالنسبة لفن الشيخ سلامة حجازى، وقديما كانوا يطلقون لقب الشيخ على المطربين الشيخ سلامة حجازى والشيخ سيد درويش والشيخ صالح عبد الحى، تخيلوا لو ظل هذا التقليد حتى اليوم وأطلقنا إسم الشيخ على مطربى اليوم مثل عمرو دياب يصبح الشيخ عمرو دياب و شعبان عبد الرحيم، يصبح الشيخ شعبولا.. وأيييييه!! (ولكن شيوخ اليوم لا يستطيعون التنازل عن تلك الألقاب وخاصة للمطربين)، ثم جاء محمد عبد الوهاب بعد سيد درويش وصالح عبد الحى وإعتبرالكثيرون أن فن عبد الوهاب هو فن هابط بالنسبة لفن الشيخ صالح عبد الحى، تخيلوا فن عبد الوهاب إعتبر فنا هابطا فى وقت ما لأنه غنى إغنية: "فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة"!! فالأمور نسبية فما يطلق عليه الفن الهابط اليوم قد يصبح فنا كلاسيكيا يوما ما، فأنا أتوقع أن رائعة أحمد عدوية: "السح.. الدح.. إمبو.. إدى الوا د لأبوه" سوف تصبح إحدى كلاسيكيات أحمد عدوية!! والشئ بالشئ يذكر، أذكر أن أخى الأكبر رحمه الله كان لا يطيق عبد الحليم حافظ لأنه كان من المغرمين بعبد الوهاب وأم كلثوم وكان يعتبر فن عبد الحليم فنا هابطا وخليعا.

وأنا من أكبر مؤيدى أغانى الشباب أو ما أطلق عليه فى وقت ما الإغنية الشبابية، لقد تخطينا والحمد لله مرحلة المطرب الأوحد ومرحلة كوكب الشرق (رغم إعجابى بفنها)، لقد أصبح لدينا اليوم عشرات المطربين والمطربات وكل مطرب له جمهور وكل مطربة لها جمهورها، حتى شعبولا له جمهور عريض معجب بخفة فنه، لذلك لا يحق لأى من المثقفين المتحزلقين أن يطلق على فن شعبولا أنه فن هابط، لكن من حقة أن يقول أننى لا أحب أن أستمع إلى شعبولا أو أن شعبولا يتوجه بفنه إلى طائفة شعبية من الناس، والمقولة بأن إحدى وظائف الفن هو الإرتقاء بذوق الناس هى مقولة خادعة ففى رأيي أن هذه ليست وظيفة الفن ولكنها وظيفة المدرسة والبيت، الفن هو مرآة المجتمع، والشعوب قد تحررت الآن من فكرة الزعيم الأوحد والكاتب الأوحد لذلك ففى الفن أيضا تحررت من فكرة الفنان الأوحد والمطرب الأوحد والممثل الأوحد ومحطة التليفزيون الوحيدة، تعددت وسائل العرض فزاد عدد المطربين والمطربات وتعددت الأذواق قما زال هناك من يحب الإستماع إلى عبد الحيم حافظ وتعاد إذاعة أغانيه بأصوات جديدة وهناك من يحب الإستماع إلى شعبولا وسعد الصغير وخلافه من مطربى الإغنية الشعبية.
....
ومصر كانت دائما ومازالت عاصمة الطرب والفن العربى وهذا ربما بحكم موضعها وبحكم عدد سكانها وبحكم أنها إحتكت أكثر من غيرها بالغرب وساعد هذا قى إنفتاح المصريين بصفة عامة على كل الثقافات وفتحت قلبها وذراعيها لكل الفنانين والصحفيين من بلاد الشام خاصة وكنت تستمع إلى فريد الأطرش ولا تعرف إلى أنه كان درزيا من بلاد الشام (لأن الناس وقتها كانوا لا يقيمون الناس بحسب إنتماءاتهم العرقية والدينية) وفريد الأطرش (الدرزى من بلاد الشام) كان ينافس عبد حافظ (المصرى القح من الشرقية) على إحياء حفلة الربيع من كل سنة وكان لكل مستمعين ومؤيديين وكانت المنافسة بينهما أشبه بالمنافسة بين فريقى الأهلى والزمالك (قبل إنتكاسة الزمالك الأخيرة!)، ولكن للأسف الآن نقابات الفنانين فى مصرتحاول وضع العراقيل أمام بعض الفنانات والفنانين العرب من أداء دورهم التقليدى والتاريخى فى إمتاع وتسلية المواطن العربى الغلبان الذى لا يعرف كيف له أن يهرب من حكامه الظالمين أو من شيوخه الأفاقين والذين يتاجرون به وبمستقبل أبنائه من أجل ربع ساعة من الشهرة ومن أجل حفنة دولارات.

ورغم محاولة نقابات الفنانين فى مصر لعرقلة أو مقاومة الغزو العربى وخاصة اللبنانى من بنات زى القمر مثل نانسى عجرم وأليسا وهيفاء وهبى إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وإستمرت فنانات لبنان فى الغناء وغالبا باللهجة المصرية المحببة وأحمد الله على أن نقابات الفنانين فى مصر لا تملك حقوق الطبع على اللهجة المصرية!! وبالرغم من مشاهدتى وإستماعى لغناء أليسا زنانسى عجرم وحرصى على مشاهدة هيفاء وهبى (عندما لا تكون زوجتى فى المنزل) إلا أننى بالرغم من ذلك كنت أشعر بالحزن على عدم وجود منافسة حقيقية من مطربات مصر أمام هذا الغزو اللبنانى، حتى إستمعت إلى شيرين عبد الوهاب وحتى شاهدت (روبى) وقلت لنفسى أخيرا ظهرت منافسة مصرية أصيلة لفتيات لبنان،
  
  
 وروبى كما تشاهدون فى الصورة المرفقة تذكرنى (كما ذكرت من قبل) بملكة مصر العظيمة زوجة أخناتون الملكة نفرتيتى، وقارنوا بين الصورتين وأنتم تحكم، وانا أنوى كتابة قصة مأخوذة عن حياة (نفرتيتى) على شرط أن تقوم بتمثيل بدور نفرتيتى فى الفيلم الفنانة روبى والتى وقعت فى حبها بمجرد مشاهدتى لها فى فيديو كليب (يالرموش)، وإذا أردت مشاركتى فى هذا العشق فما عليك إلى أن تضغط على الرابط التالى
http: //www.youtube.com/watch?v=_HBzZLaUHF8
وأنا أتمنى أن يكون هناك ألف نانسى وألف روبى لأن الفن والرياضة هما آخر قلعة يحاول إقتحامها المتاجرون بإسم الدين، فهم يحاولن تحريم ليس فقط الغناء ولكنهم يهاجمون عيد الحب ويحرمون بيع الورود الحمراء فى عيد الحب (ولكن هذا يستاهل مقال مستقل).
وإلى كل الرجال "التعبانين" والذين لا يستطيعون القيام بأداء مهامهم الطبيعية خير قيام عليهم مشاهدة هذا الكليب لروبى وهى تمارس الرياضة وسوف يشجعهم هذا على ممارسة الراضة البدنية من جهة كما أنه سوف يوفر عليهم المبالغ الكبيرة التى يصرفونها على شراء أقراص الفياجرا!!
http: //www.youtube.com/watch?v=flbot5mx-Ko&feature=related
samybehiri@aol.com
نقلا عن إيلاف

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع