CET 00:00:00 - 03/09/2009

مساحة رأي

بقلم : عـادل عطيـة
تقدم الرجل من الموظف المختص ، وأعطاه طلباً ؛ ليحصل بموجبه على بطاقة صحية بدل فاقد . ولم يكد الموظف يطلب منه التوجه إلى الخزينة ، لتسديد الرسوم المستحقة ومقدارها أربعة جنيهات ، حتى تحوّل فمه إلى بركان يقذف حمماً من السباب ، واللعنات المصحوبة بالدعاء الذي يجلب كل الامراض التي لا شفاء منها على الموظف ، وعلى زملائه ، وعلى المسئولين !

حاول الموظف الاستفسار عن سبب ثورته المفاجئة ، فاجابه الرجل : جئت توّاً من قسم الشرطة ، وقد دفعت هناك مبلغاً وقدره ثمانية جنيهات ؛ رسوماً لعمل محضر الفقد ، وها أنت ذا تطلب مني أربعة جنيهات ، وتحمّلني فوق قدرتي المادية ، فرد عليه الموظف : ان قسم الشرطة أخذ منك ثمانية جنيهات مقابل ورقة ، ولا تريد أن تدفع أربعة جنيهات مقابل بطاقة ، هناك لم تجرؤ على رفع صوتك ، ولكنك تفعل ذلك هنا .. عجبي !

ألتمعت هذه الواقعة في ذاكرتي ، عندما قرأت أحدث حادثة إنسانية مروعة في تاريخ الحرية والكرامة في بلادنا العربية : فقد قامت مجموعة أمنية مغربية بإختطاف الطفلة الصحراوية القاصر : انكية الحواصي ، الناشطة في مجال حقوق الإنسان ، والتلميذة في الإعدادية في مدينة العيون ، وعصبت عينها ، ونقلتها إلى خارج المجال الحضري ، وهناك بدأ مسلسل من التعذيب الجسدي والنفسي على حد سواء ، فتم نزع ملابسها حيث أصبحت عارية ، وبعد ساعات طويلة من التحقيق والتعذيب ، أكدوا لها بعدها أنه في المرة المقبلة ، ستتم تصفيتها جسدياً ، وأن الفيديو الذي تم تصويره لها والذي تظهر فيه عارية ، سوف يتم نشره عبر الانترنيت ، وتركوها هكذا في الظلام دون رحمة أو شفقة لحالها ، لتنتقل بعدها سيراً على الاقدام عارية من ملابسها إلى أحد منازل الصحراويين القريبة منها ؛ ليتم نقلها إلى مدينتها !

وتساءلت : أين صوت الشيوخ ، الذين يتشدقون بانهم حرّاس العقيدة ، وطالما أصموا اذننا  بتكفيراتهم ، وفتاويهم ، وأين قضاياهم التي يرفعونها ضد من يظنون انهم اساءوا إلى الدين ؟!

أليس ماتفعلة زبانية السلطات الامنية من تجاوزات شريرة  ، اساءة إلى الاسلام ، بحكم انتمائهم الديني ؟!

وهل هناك اساءة إلى الدين  أعظم من الاساءة إلى الله ، عندما نعتبر اللوحة التي يرسمها الفنان ، أثمن بكثيرمن اللوحة التي ابدعها الله في صورة إنسان ؟!
،...،...،...

ان الذين يخافون الصراخ في وجه الاقوياء ، من الخزي والعار عليهم أن يصرخوا في وجه الضعفاء !
adelattiaeg@!yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق

الكاتب

عادل عطية

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

وجه العرب

ربيع في الخريف!

ونستقبل الموت بفرح!

خطر المشاهير !

صوت الشيوخ !

جديد الموقع