بقلم: د. ميشيل فهمي
في إطار الجريمة الكُبري التي دأبت جريدة الأهرام اليومية القومية على ارتكابها بصفة مستمرة ومنتظمة، وفي سياق ما كتبه الأستاذ عماد توماس "بالأقباط متحدون" ونُشر اليوم الثلاثاء 17 الجاري بعنوان ((النجار يواصل هجومه على الكتاب المقدس)) في باب تغطيات اخبارية، ولِفداحة هذا الجُرم المتكرر أسبوعياً من الجريدة المذكورة...
فإنني أهيب بكل مصري يدين بالمسيحية داخل مصر المحروسة أوخارجها أن يقوم –ولأول مرة في حياتنا– بعمل إيجابي، وإن كان ظاهره سلبي، لكن مُوجِع بالنسبة لجريدة الأهرام القومية المصرية التي تأخذ ميزانيتها ومُرتبات ومزايا رئيس تحريرها ومحرريها وموظفيها من أموال وجيوب المسيحيين المصريين دافعي الضرائب أولاً.. وممن يقومون بشراء أعدادها ثانياً... وثالثا من أموال الناشرين إعلانات بها سواء أكانت إعلانات تجارية أو إعلانات وفاة ومواساة، وبدلاً من سيل الكلمات التي سيدبجها الأقباط المسيحيين الشاجبة والرافضة لازدراء هذه الجريدة للدين المسيحي بإصرار وتعمد وباستمرار، بنشر مقالات حضرة صاحب الفضيلة الدكتور الجيولوجي زغلول النجار، وصاحب الفضيلة المفكر الشيوعي محمد عمارة... المتخصصان في إهانة وسب أسمى معاني وأقدس كلمات ظهرت في تاريخ الإنسانية، أي كلمات ومعاني الكتاب المقدس... إنجيل البشارة، بدلاً من الشكوى الكلامية الحنجورية التي نتباكى بها كأقباط على تلك الإهانات الرهيبة..
يجب أن يقوم كل مصري مسيحي مهما اختلفت مِلته أو طائفته بالإمتناع فوراً عن التعامل مع هذه الجريدة التي تفتقر لأضعف صِفات المواطنة، بل المُحملة بكل صِفَات الحقد على الدين المسيحي، والمتبنية بذلك الدعوة العامة للشارع المصري المُسلِم بأن يقوم بالمثل من كُره وإزدراء للدين المسيحي ومن يتبعونه أيضاً، وإذا كانت الجهات الرِقابية ذات العلاقة بالدولة متعمدة الغفلة عما يحدث بتلك المؤسسة الصحفية وغيرها...، فيجب علينا نحن المصريين الأقباط القيام بمقاطعة جميع التعاملات مع تلك المؤسسة وجريدتها الطائفية...، ولنا في ذلك أسوة ومِثَالاً يُحتذى، عندما هبّت شعوب الأمة الإسلامية جمعاء، ليس بمقاطعة الصحف أو الجريدة الدنماركية التي نشرت رسوم كاريكاتورية مُسيئة عن نبي الإسلام.. بل قاطعوا كل ما هو دانماركي، بل وصل الأمر للمطالبة بمقاطعة كل ما هو أجنبي وقامت شعوب كثير من الدول الإسلامية بحرق أعلام تلك الدول وتحطيم سفاراتها بها...إلخ، ما معروف ومعلوم للقاصي والداني.
يا كل أقباط مصر المحروسة
تُهاجمون وتسبون بكل قوة وشراسة.. وغِيّرة مُتقِدة... كل من يُظَنّ به شبهة أنه يقوم بمهاجمة قيادات الكنيسة ورجال كهنوتها، فهل من يُهاجِم عقيدتكم وإنجيلكم المقدس لا يستحق أن يُعَاقب سلمياً بالمقاطعة المؤلمة والموجعة مادياً، هل تُساهم أيها المصري القبطي بأن تدفع من حُر مالك أجر ومكافأة من قام بإزدراء وبسب وإهانة دينك؟؟؟؟
فلتقم الآن حملة لتوعية كل أقباط مصر بالداخل والخارج بأن يكفوا في اللحظة والتو عن التعامل مع تلك المؤسسة الإعلامية الجهنمية الداعية لبذر وغرس بذور الفتنة والكراهية بين أقباط مصر ومسلميها!!!
حيث أن...، وكنتيجة لمثل ما تقوم به جريدة الأهرام وغيرها، قامت مطبعة الدريني وصاحبها مصري مُسلِم برد نقود وصيغة كروت دعوة لحضور قداس ذكرى الأربعين لحفيد وزوجة إبن المُستشار لبيب حليم المستشار بمجلس الدولة المكلوم فيهما رافضاً طباعة أي عمل للكفرة (هكذا)... الذين هم أقباط مصر... قام بنشر هذا الخبر المؤلم -والمسكوت عنه من الدولة المصرية العصرية- الأستاذ سعد هجرس بجريدة نهضة مصر بالعدد الصادر يوم الخميس الماضي.
بينما –وبكل سماحة– رفض قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية قبول أو حتى قراءة تقرير حقوقي يُسجل أن الأقباط بمصر المحروسة أقلية وأنهم يتعرضون للإضطهاد، والتقرير مُقدم من مركز الكلمة لحقوق الإنسان، وفي هذا السياق صرح نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أن الكنيسة ترفض كلمة "إضطهاد الأقباط" التي تنشرها بعض مراكز حقوق الإنسان، الأمر الذي يؤدي إلى شحن طائفي مُشيراً أن البابا شنوده ليس لديه الوقت الكافي لقراءة مثل هذه الدراسات!
وكردة فعل لِما تقوم به الأهرام من شحن طائفي عن طريق هذا الزغلول وذلك العِمارة بنشر مقالاتهم وأبحاثهم المزدرية للإنجيل المقدس ولكلمة رب الأرباب، يجب أن نوقف التعامل فوراً كمجتمع مدني أفراداً وشركات وهيئات ومؤسسات مع هذه المؤسسة...، بوقف شراء الصحيفة، وإلغاء الإشتراكات، ووقف التعامل بالإعلانات...، ولتوقف الكنائس وعلى رأسها قداسة البابا شنودة الثالث التعامل مع صحفيي ومحرري تلك المؤسسة الصحفية حتي تتم الترضية الكاملة والإعتذار الوافي للشعب القبطي عن هذه المهزلة التي يتعرض لها الدين المسيحي بالعالم.
وليتبنى موقع "الأقباط متحدون" تلك المقاطعة كونه موقع يخدم القضية القبطية خصوصاً والشعب المصري عموماً، وكجزء من واجباته المنوط له القيام بها والمذكورة في صدر الغرض من تأسيسه، مثل أن يقوم بتذكير جميع الأقباط يومياً في جميع أعداده بتذكير الأقباط بالمقاطعة داخل إطار كبير، بالإضافة إلى أن يقوم بإرسال بريد إليكتروني لجميع المشتركين في خدمة الأخبار العاجلة، وكذا مُخاطبة جميع المواقع الأخرى للحث على المقاطعة.
هذا من ناحية.... لكن من ناحية أخرى ألا يستحق موضوع تلك الإزدراءات للمسيحية أن تكون مجال لكلمة تُقال بالكنائس طوال أيام الخدمة للصوم الأربعيني المقدس.
هل يستحق صِفة مسيحي بالمعنى واللفظ كل من يتعامل مع تلك الجريدة؟؟
أم نهّب فقط ونشجب ونستنكر من يتعرضون للأشخاص؟ لكن لإلهنا فيكفي مصمصة الشفاه والتحسر على أيام الإضطهادات المُستنكرة؟
العرضحالجي المصري – د.ميشيل فهمي |