ياسر سعد: الإخوان تلاعبوا بنا للقفز على الحكم تحت زعم تحقيق المشروع الإسلامي
توفى صباح أمس "الأحد"، عن عمر يناهز 70 عاماً، الشيخ طلال الأنصاري "أحد أعضاء التنظيم الإسلامي السري الذي شكلته جماعة الإخوان المسلمين للانقلاب العسكري والقفز على الحكم خلال عام 1974، وهي القضية الشهيرة والمعروفة إعلامياً "بانقلاب الفنية العسكرية"، والذي قاده القيادي الإخوانى الذي نزح إلى مصر من العراق صالح سرية.
يقول ياسر السري، أحد قيادات جماعة الجهاد، إن طلال الأنصاري ـ رحمه الله ـ كان أحد القيادات الإسلامية التي شغلت نفسها بالمشروع الإسلامي، وكان أحد قيادات قضية "الفنية العسكرية"، وحكم عليه بالإعدام، وكان من أهم شهود العيان على الحركة الإسلامية المصرية في الستينات والسبعينات والتي صدر الحكم فيها بالإعدام على صالح سرية قائد التنظيم وكارم الأناضولي وطلال الأنصاري حتى قرر الرئيس السادات تخفيف الحكم إلى المؤبد.
الشيخ ياسر سعد، أحد قيادات انقلاب "الفنية العسكرية"، شاهد عيان على أحداث هذا الانقلاب، والذي أكد في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن نفي جماعة الإخوان المسلمين، أنهم لم يشتركوا من قبل في أي انقلاب عسكري على الحكم عار تماماً عن الصحة.
وأوضح، أن طلال الأنصاري، رصد كل كبيرة وصغيرة عن انقلاب الفنية العسكرية في كتابه "من النكسة إلى المشنقة"، مؤكداً أنه شاهد على كل الوقائع والتي تؤكد شروع الإخوان في قضية "الفنية العسكرية" للانقلاب على النظام والقفز على الحكم حيث كان قائد التنظيم الشيخ صالح سرية من قادة جماعة الإخوان المسلمين بالعراق، ونزح إلى مصر، وذهب بصحبة الشيخ علي عبده إسماعيل لمنزل حسن الهضيبي، أثناء توليه منصب مرشد عام الجماعة وبايعه ومكث في بيت زينب الغزالي 6 أشهر كاملة.
وكشف سعد، عن أنهم في بداية السبعينات كانوا مجموعة من الشباب المتحمس لتحقيق المشروع الإسلامي، وإحياء الخلافة وأنهم تأثروا وقتها بفكر الإخوان المسلمين، واهتموا بدراسة كتبهم والإيمان بأفكارها خاصةً كتب القيادي الإخوانى سيد قطب، لافتا إلى أن الإخوان استغلوا حماسهم وأقنعوهم أن فكرة الانقلاب العسكري ضرورة ملحة من أجل هدف واحد هو تحقيق المشروع الإسلامي وإحياء الخلافة.
وتابع الشيخ ياسر سعد، أن المشروع الإسلامي الذي أوهمهم به الإخوان ما هو إلا مشروع إخواني بحت يحقق مصالحهم والهدف الذي لهثوا وراءه منذ إنشاء الجماعة، والمتمثل في الوصول لسدة الحكم فبعد تعمقهم في دراسة الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي، اكتشفوا أن الإسلام يسع لكل الأفكار ولا يمنح أحد التحكم الكامل في فرض رأية على الجميع كما تفعل جماعة الإخوان حالياً وهو نفس الفكر الذي قام عليه نظام مبارك البائد.
ورفض الشيخ ياسر، محاولات الإخوان التنصل من تورطهم في انقلاب "الفنية العسكرية"، والذي يعتبر أول انقلاب عسكري إسلامي في تاريخ مصر، مؤكداً أنهم أنفسهم الذين شاركوا في الانقلاب إعترفوا أكثر من مرة أنهم كانوا تابعين للإخوان، لافتاً إلى أن قائد التنظيم الإخواني صالح سرية أطلع الهضيبي على خطة الانقلاب، وكانت مكتوبة في 30 ورقة أي أنه كان يعلم بموعد الانقلاب وخطته والتي كانت تقوم على اقتحام مبنى الكلية الحربية والاستحواذ على الأسلحة من داخل الكلية فمعظم المشاركين في الانقلاب طلبة في الكلية ويعرفون جيداً المخزن الخاص بالأسلحة ثم يقتحمون مبنى الاتحاد الإشتراكي ومجلس الشعب وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس.
وتابع، إنهم فوجئوا يوم الانقلاب بحشد كبير من قوات الأمن مدججين بالسلا، ما أدى إلى فشل الانقلاب، وتم القبض على عناصر التنظيم السري الذي تم التخطيط له.
وأكد أن فكرة الخلافة الإسلامية التي حاول الإخوان المسلمين إقناعنا بها للمشاركة في انقلاب "الفنية العسكرية"، ما هي إلا وسيلة استخدموها للوصول للحكم، موضحاً أنهم وصلوا للحكم بالفعل، وأصبح رئيس الجمهورية عضوا من أعضاء الجماعة والطريق مفتوح أمامه لتطبيق الشريعة الإسلامية وإحياء دولة الخلافة. لكن الإخوان والكلام للشيخ ياسر سعد لن ولم يطبقوها في مصر ولن تجد الشريعة الإسلامية السبيل لتكون هي الأساس في حكم البلاد. فالخلافة تعتمد على أساس عدل الفرد فإذا كان الخليفة عادل فالبلاد بحالة جيدة أما إذا كان عكس ذلك فإن البلاد تعاني من المشكلات المستعصية ونحن في العالم الحديث تم استحداث سلطات جديدة أفضل مليون مرة من فكرة إحياء الخلافة الإسلامية التي تقوم على حكم الفرد. |