CET 00:00:00 - 02/09/2009

مساحة رأي

بقلم: فادي ألفي
تم نشر خبر يوم الثلاثاء 25 أغسطس 2009 بعنوان "المسيح مش في الكنايس" كلمات زجلية بموسيقى "الراب" تنتقد تشدد الطوائف المسيحية"، وقد دُهشت جدًا عندما قرأت هذا العنوان حيث أن هذه الأغنية قد انتشرت عبر شبكة الإنترنت بشكل سريع وهي من تأليفي وتلحيني وأدائي الصوتي، ولا أعرف كيف انتشرت بهذا الشكل السريع، حيث أن هدفي من هذه الكلمات لم يكن لانتشارها بهذا الشكل، ودليلي على ذلك أن كل من سمعها لم يكن يعرف من مؤلفها أو مؤديها، ولكنها تعبير بكلماتي البسيطة عن حالة لمستها وعشتها داخل الكنائس بمختلف الطوائف وعبرت عنها بهذه الكلمات ولم يكن هدفي هو لنشرها.
ولكن حيث ان هذه الكلمات انتشرت، فهناك بعض من الناس اعتقد أنها خطة من بعض الطوائف لمهاجمة الطوائف الأخرى أو رسالة تحث الناس على ترك كنائسهم أو أن يصبحوا بلا هوية وبلا عقيدة أو طقس أو تدعو للتميع العقيدي (كما اتهمني البعض)، وهذا يتعارض تمامًا بشكل كلي عن قصدى من هذه الكلمات، لذلك أردت أن أكتب هذا المقال لكل من لم يستوعب معنى هذه الكلمات بالشكل الذي كنت أقصده حتى لا تثير الجدل والشكوك..

فى البداية أنا أؤكد أن هذا العمل يعتبر أغنية وليست ترنيمة فهي -كما ذكرت من قبل- كلمات بسيطة تعبر من وجهة نظري عن حالة لمستها وعشتها داخل الكنائس بمختلف الطوائف وعبرت عنها، ولكن من الواضح جدًا من تعليقات البعض على المقال الذى نُشر عدم استيعابهم تمامًا لما هو المقصود من هذه الكلمات أو ربما عدم سماعهم جيدًا للكلمات واكتفائهم بقرائتها فقط أو عدم فهمهم للرسالة المُراد توضيحها من خلال الكلمات، لذلك سأوضح ببساطة قصدي من هذه الكلمات.

الموضوع الأول الذي أثيره في الأغنية هي الاختلافات بين الطوائف والتشدد عند بعض الناس فى مُختلف الطوائف، فأقول:
"جسد المسيح خلاص اتفرق وهي دي أصل الحكاية.. ما بنقبلش بعض خالص مش بنقبل الإختلاف.. صيام بزيت صيام بجنة بمية وملح أو عيش حاف.. غمض عينيك ارفع إيديك صقّف وسبّح بالهتاف.. أوعى تصقّف في الكنيسة ومن بابا القسيس تخاف"
من الواضح هنا إنى لم أوجه الكلام أو النقض لكنيسة بعينها، فأنا هنا أتكلم عن الإنقسام بين المسيحيين ككل وأذكر بعض النماذج عن الطوائف المختلفة، ففي الطائفة الإنجيلية يكون الترنيم والتسبيح بالآلات والتصفيق وهذا ممنوع في الكنيسة القبطية. وعند بعض الطوائف الكاثوليكة يكون الصوم باللبن والجبنة والبعض الآخر يصوم بمية وملح.
وكل كنيسة مقتنعة أنها على صواب والباقى خطأ والطوائف لا تقبل بعضها البعض، وهذا هو قصدي بجسد المسيح خلاص اتفرق.

ثم أكمل كلامي عن بعض النماذج في الكنائس المختلفة وأقول:
"أو أمسك إيد أخوك اللي جنبك وقوله ليه عايش تعيس.. اطفى النور وارفع إيديك وابدأ إنتهر إبليس.. ياللا خد قرار حياتك صلي واقبل المسيح.. ما تضيعش وقت تاني ياللا خد قرار صحيح.. وده طبعًا لو كنت بروستانتي أو فى كنيسة إنجيلية.. أما لو انت أرثوذكسي وفي الكنيسة التقليدية.. هاتلاقي ألحان كنيستك نفس السلم هي هي.. الحزايني والفرايحي وبيئهموت غار وتي إكليسيا.. وبالعافية هاتتعلم قبطي علشان دي اللغة السمائية.. ولو مش فاهم أي حاجة وبنتطق بالعافية الكلام.. بردو لازم تتعلم لو عايز تبقى من الخدام.. أربع وجمعة كبير صغير أوعى تفوّت أي صيام.. ولو عملت كل دة كدة تبقى أنت في التمام"
أنا أيضًا أتكلم عن النماذج فى الكنيسة الإنجيلية والأرثوذكسية، فهذا ما يحدث تمامًا في معظم إجتماعات الكنيسة الإنجيلية وخاصة فى إجتماعات الصلاة مثل "اطفي النور، ارفع إيديك، انتهر إبليس، اقبل المسيح، إلخ.."
و هذا أيضًا ما يحدث فى الكنيسة الأرثوذكسية، فألحان الكنيسة معظمها تشبه بعضها والبعض يرون أنها صعبة جدًا في تعلمها وحفظها، وطبعًا يجب أن تتعلم اللغة القبطية لو كنت تريد أن تخدم او تكون شماسًا لأنها -في مفهوم بعض الناس وقناعاتهم الشخصية- يعتبرونها اللغة السمائية.
وبالنسبة لجملة "لو مش فاهم أي حاجة وبتنطق بالعافية الكلام"، فهذا واقع أيضًا يعيشة الكثير ممن أعرفهم في الكنيسة الأرثوذكسية، فكثير من الشعب يرى صعوبة اللغة والألحان القبطية ولايستطيعون تعلمها أو حفظها.
أما بالنسبة لموضوع الصيام، فأنا لم أقول أن الصيام خطأ ولم أشير لعدم أهمية الصيام ولكني أذكر بعض الصيامات الموجودة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ثم أكمل:
"أوعى تروح كنيسة تانية لا بروستانت ولا كاثوليك.. يسوع مش موجود هناك هو في كنيستك مستنيك.. لو تعرف أي حد منهم كان زميلك أو صديق.. أوعى تشوفه تاني أوعى ده ورا الشمس ها يوديك.. إياك تروح كنيسة تانية ومعندكش الإختيار.. هي دي كنيسة الآباء هاتعيش فيها وبالإجبار.. أوعى تتناول يوم هناك أو تقرب من الأسرار.. هايعلموك تعاليم غلط ونهايتك هاتكون النار"
في هذا الجزء ومن وجهة نظري ومن واقع ما عشته (حيث أنني شماس في الكنيسة الأرثوذكسية) انقل ما يُقال من بعض المتشددين وبعض الخدام من نقض في الطوائف الأخرى، فهذا ما يحدث ويُقال في معظم الكنائس القبطية وهذا ما حدث معي أنا شخصيًا، فأنا -وغيري كثيرين- من الأقباط ليس لديهم الإختيار ولا يستطيعون الذهاب والتعرف على الناس المختلفة ولا يستطيعون الإقتراب من الأسرار عند الكاثوليك مثلاً، وعند كتابتى لهذه الكلمات كانت هذه الأفكار تدور بذهني ولكنى لم أستطيع أن اكتبها..
إن كان الخبز والخمر يتحولان إلى جسد ودم حقيقى للرب يسوع له كل المجد (حسب العقيدة الكاثوليكية)، فلماذا هو مُحرّم للأقباط الأرثوذكس..؟
وإن كان التعليم في الكنائس الأخرى هو تعليم خطأ، أليس من حقي أن أستخدم عقلى وأوازن الأمور بنفسي وأحكم بعقلي الذي أعطاني الله إياه ما هو الصواب وما هو الخطأ، ثم أختار.. أليس الإختيار والتعقل هو حق طبيعي لأي إنسان..؟

ثم أكمل وأقول القرار وهو:
"المسيح مش في الكنايس في الشوارع هاتلاقوه.. ناس كتير قوي محتاجينه ولازم فيكوا يشوفوه"
سوف أترك هذا الجزء من الأغنية الآن بدون تعليق لأني أعتقد أن معناه سوف يتضح فيما بعد..

ثم أكمل:
"ولو كاثوليكي قبطي أوعى في تروح عند اللاتين.. أوعى تقرب من الكفاتسة لحسن دول متعصبين.. فكرهم رجعي وقديم وكلهم متخلفين.. كله شايف نفسه صح والباقي كفرة وملحدين"
وهنا أنقل أيضًا جزءًا مما يقال في الكنيسة الكاثوليكية بعدم السماح للشعب للذهاب للكنائس الأرثوذكسية حيث أنهم متعصبين وتفكيرهم رجعي (بحسب رأي البعض)، فهكذا أيضًا تُنتقد الكنيسة الأرثوذكسية في بعض الكنائس الكاثوليكية، فغير مسموح لأبناء الكنيسة الكاثوليكية (وخاصة القبطية) الذهاب عند الأقباط الأرثوذكس، وغير مسموح لهم أيضًا للذهاب عند الكاثوليك غير الأقباط مثل"اللاتين"، كما هو غير مسموح للأقباط الأرثوذكس للذهاب للكنائس "الروم الأرثوذكس" مثلاً.. إلخ، فللأسف كل طائفة ترى أنها على صواب وتمتلك الحق الكامل والطوائف الأخرى خطأ.

ثم أكمل بذكر الطوائف المختلفة وأقول:
"أرثوذكسي، كاثوليكي، وبروستانت ويسوعيين.. إنجيلية، رسولية، خمسينية (دول ناس مجانين).. هو يسوع موجود معانا ولا إحنا بس الموجودين.. ولا ساب كنيستنا فعلاً وبيدور على ناس تانيين"
وهنا ببساطة أذكر التفرق الحادث بين المسيحيين كلهم وما يُقال من بعض المتشددين في الطوائف عن الطوائف الأخرى، وأتساءل هل يسوع موجود وسط كل هذا النزاع والإختلاف والنقض لبعضنا البعض.. أم كل هذا من صنعنا نحن البشر وغير مرضي للمسيح ويسبب حزن عميق وجرح لقلبه؟ وأتساءل سؤالاً آخر، هل يمكن أن يرضى أن يكون المسيح في وسط كل هذا النزاع؟ هل يرضى أن يكون جسده وكنيسته متفرقة؟ أم هو يبحث عن ناس آخرين يعرفون المحبة وقبول الآخر بالرغم من اختلافه؟؟ (مجرد تساؤل)

ثم أكمل قائلاً:
"يظهر نسينا أن المسيح ماجاش يأسس دين جديد.. ماجاش عشان يعمل طقوس وفروض جديدة أو تقليد.. جه عشان يغير حياتنا ويكسر الفكر العنيد.. ويبدل القلب الحجر ويدينا القلب الجديد"
فلم يُذكر ولو لمرة واحدة أن المسيح قال وحدد طقوس معينة وطريقة معينة للصلاة مثلاً أو الصيام.. إلخ.
لقد ذكر المسيح سبب تجسده ونزوله على الأرض عندما قال "أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل"، وأنا لا أقلل من أهمية التقليد والعقائد والطقوس، ولكني أرى أنها –كما يُطلق عليها– وسائط نعمة، أي أنها وسائل لتقربنا للمسيح ولتنظيم علاقاتنا معه ويجب ألا تكون على حساب محبتنا لبعضنا البعض.

"أنا مش بقول أنه غلط أنه في كنايسنا فيه نظام.. الغلط هو التحزب والإدانة والخصام... سواء تعصب أو نميمة أو حتى عدم احترام.. ليه دايمًا بنجرح في بعض وعمرنا ما نبطل كلام"
فكما ذكرت من قبل أنا لا أنكر وجود وأهمية العقيدة أو النظام (الطقس) في الكنيسة، بل بالعكس لأنه لا يمكن أن تقوم أى كنيسة بدون عقيدة وطقس أو نظام يحكمها.. ولكني أشير أن الخطأ هو التعصب والإدانة والخصام والنميمة وعدم الإحترام والتجريح.

النقطة الثانية التي اثرتها وهي في رأيي نقطة مهمة جدًا، سوف أشرحها بالتفصيل الآن، فأنا أنتقل لموضوع آخر وأقول:
"صاحبي اللي كان مش مسيحي قاللى إنتوا ناس متدلعين.. عايشين مسيحية باردة فاترة وفي كنايسكوا متدفيين.. المسيح قال إذهبوا مش تعيشوا مبلطين.. بتروحوا إجتماعاتكم حزانى وتطلعوا متعزيين... كل العالم دول خطاة وإنتوا بس المؤمنين.. ونسيتوا الناس اللي برة وبتقولوا عليهم ضالين.. هم صحيح عايشين في ضلمة ولمسيحكم محتاجين.. قدر الشيطان يضحك عليكم ويعيشكم معميين".
فى هذا الجزء أنا أتكلم عن واقعة حقيقية وهي حالة من هو خارج الكنيسة وما يراه عن المسيحيين فى الكنائس، فمعظم المسيحيين بمختلف طوائفهم يعيشون في الكنايس "متدفيين" ولا يخرجوا منها لإظهار محبة المسيح وخبر الخلاص للعالم، فالمسيح لم يدعو الكنيسة لكي تعيش منغلقة على نفسها فقط والمسيح قال: "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم..." فهذه هي وصية المسيح للمسيحيين أجمعين وليس وصيته: "امكثوا في كنائسكم ولا تقبلوا الآخرين المختلفين عنكم، فقط اهتموا بطائفتكم وبأبناء كنيستكم وباختلافكم مع الطوائف الأخرى ودعوا الناس الذين هم خارج الكنائس يهلكون بسبب إنغلاقكم ومكوثكم في الكنائس..!!"
ألا يوضح كلامي هذا هذه الحقيقة المُرّة، وهي عدم قيامنا بدورنا وواجبنا تجاه الآخرين المحرومين من المسيح والذين يهلكون كل يوم بدونه، فقد قال المسيح "الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده"، ألا يعتبر هذا جهل وعمى روحي ونحن المسيحيين لا نفكر إلا في أنفسنا وفي كنائسنا وفي اختلافاتنا والناس يهلكون دون المسيح؟؟

ثم أُكمل وأقول:
"إنتوا كان من صغركم إنجيلكوا ده تحت المخدة.. عايشين مسيحية ميتة مسيحية ناشفة فاترة باردة.. ده المسيح خبز الحياة مش مجرد لقمة بايتة.. المسيحية مش ديانة المسيحية دي حياة".
أليس هذا هو حال معظمنا كمسيحيين في الكنائس؟ والدليل على ما أقول هو أن التلاميذ الذين فتنوا المسكونة كان عددهم ١٢ تلميذ فقط، ومن خلالهم عُرف المسيح في كل العالم..
هل هناك خلل ما في هذه المعادلة البسيطة، وهي أن يقوم فقط ١٢ تلميذًا بنشر كلمة الله ومحبة المسيح لكل المسكونة ونحن المسيحيين الآن لا نستطيع أن نُظهر المحبة لبعضنا البعض أو لمن هم خارج كنائسنا؟! ألم نجعل هذا المسيح الحي الذي هو خبز الحياة، لقمة بايتة في كنايسنا؟

وأُكمل بعد ذلك مأساة هذا الشخص الذي يقول:
"أنا مسيحي غير مسيحكوا انا ذقت المر عشان ألاقيه.. إتبهدلت عشان أعاشره ولا يمكن أفرط يوم فيه.. مسيحي أنا مش في الكنايس في الشوارع هاتلاقيه.. هو ده المسيح بتاعي واللي هاعيش طول عمري ليه"
ما معنى كلمة المسيح مش في الكنايس في الشوارع هتلاقيه؟ هل معناها حرفيًا أن المسيح ليس في الكنائس؟
المعنى الذي أقصده هنا هو أن المسيح هو نحن، نحن أبناء وجسد المسيح، المسيح يحيا فينا ولكي يرى الآخرين المسيح الذي فينا يجب أن نخرج لهم حتى يروه ولا نكتفي بمكوثنا في الكنائس، مثلما فعل هو مع المرأة السامرية ومع زكا العشار وغيرهم وغيرهم الذين ذهب لهم المسيح إلى بيوتهم لأنه يحبهم ويهتم بهم وبخلاصهم..
فلم يبقى المسيح يعلّم في الهيكل وترك الذين هم في الخارج وقال: "الذين يحتاجون إليّ يجب أن يأتوا ليروني في الهيكل، فأنا في الهيكل، ولا أخرج خارج الهيكل".
هذا هو المعنى من المسيح مش في الكنايس، هو أن نخرج بهذا المسيح الذي يحيا في داخلنا إلى العالم "لكي يروا الناس أعمالنا ويمجدوا أبانا الذي في السموات"..
هل عرفت السامرية وزكا العشار والمرأة التي أُمسكت في ذات الفعل وكثيرين غيرهم، هل عرفوا المسيح فى الهيكل؟ هل عرف اللص اليمين المسيح وهو في الهيكل؟
ولكن هل معنى هذا أن الهيكل ليس له أي أهمية أو أن المسيح لم يكن موجودًا ويعلم فى الهيكل؟
ولكنه خرج خارج جدران هذا الهيكل ليعرفه الناس الذين هم خارجه.

وهنا أكمل بصرخة الإنسان المحروم من المسيح والذي يحتاجه حقًا ويقول:
"كفاياكوا تعيشوا في الكنايس وتنسوا الناس اللي برة.. دي العيشة من غير يسوع عيشة صعبة عيشة مرة.. قال عليكوا نور العالم وإنتوا عندكوا الإختيار.. يا تفضلوا عايشين في الكنايس يا تقوموا تهدوا الأسوار"
وهذه دعوة لنا كمسيحيين للتحرك خارج جدران الكنائس وإظهار المسيح الذي يحيا فينا ومحبته لكل الناس.

"أنا كنت محتاج للمسيح وفي الكنايس مالاقيتوش.. كل اللي شفته في الكنيسة إن الغريب مابنقبالوش.. إبعد عنا الله يباركك وإنت على كفه منقوش.. هانصليلك من بعيد والإجتماع ماتعتبوش"
وهذا حال من يريدون الإنضمام للكنيسة، وللأسف لا يجدوا كنيسة تقبلهم او تقبل الناس المختلفين..!

"الناس مش عايزة دين جديد الناس عايزة تشوف المسيح.. والمفروض تشوفه فيكوا وتكونوا إنتوا الحضن المريح.. مش عايزين وعاظ كفاية مش عايزين كلام فصيح.. وكفايه إجتماعات التوبة وإجتماعات الصلاة والتسبيح"
وقصدي هنا هو "كفايه" أن نقوم نحن ككنيسة وكمسيحيين بكل هذه الصلوات والطقوس بدون الإستفادة منها وأن تصبح هذه الصلوات والتسبيح والطقوس مجرد عادات خالية من الروح والمعنى الحقيقي له وهو التقرب من الرب يسوع وإعلانه للآخرين، وإلا فقدت معناها وهدفها الحقيقي.

"آخر حاجة عايز أقولها وهاختم بيها الكلام.. الحاجة اللي بتيجي بالساهل بتضيع بسهولة مع الأيام.. والمسيح نفسه قال السكة معايا سكة صعبة.. ماتصلبوش تاني المسيح بإختلافاتكوا والخصام... من صغركوا لاقيتوه بالساهل والساهل أهه بيضيع منكم.. إصحوا فوقوا كفايه نوم العالم مليان ناس غيركم.. متعذبين من غير يسوع وذنبهم ده في رقبتكم.. لازم يعرفوا المسيح وهو ده واجبكم ودوركم"

فى رأيى ألا نُعتبر نحن المسيحيين والكنائس فى غفلة حقيقية بعد كل هذا؟ ألا تؤلم المسيح وتصلبه هذه الإختلافات التي في كنيسته؟ ألا يتعذب الناس بدون المسيح ويعيشون في الظُلمة خارج الكنائس ونحن منشغلون باختلافاتنا فقط؟
ألا يجب أن يعرف الناس هذا المسيح الحى من خلال أتباعه وكنيسيته؟

أرجو من كل من اسمتع لهذه الكلمات وتأثر فقط بعنوانها، ان يُتيح الفرصة لنفسه للتفكير في معناها وربما سماع باقي كلام الأغنية وتحليل الكلام بعيدًا عن الكلام المحفوظ.
فليس معنى هذا الكلام إطلاقًا هو أن المسيح مش في الكنايس حرفيًا، فطبعًا لا خلاص للإنسان خارج الكنيسة، ويجب علينا نحن المسيحيين أن نُظهر محبة المسيح لمن هم خارج الكنائس لكى يروا المسيح فينا وفي كنائسنا ويجدوا خلاصًا لأنفسهم.

أخيرًا أريد أن أوضح أن هذه الكلمات التي كتبتها بالتأكيد لا تُعبر عن حالة عامة لكل المسيحيين في كل الطوائف، ولكني نقلت حالة من التشدد الحقيقية التي واجهتها من بعض المتشددين في مختلف الطوائف، ولا تهدف أيضًا لمهاجمة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والتي أنتمى إليها.
أرجو أيضًا للنظر للمفهوم الروحي وليس الحرفي لهذه الكلمات وتحليلها تحليلاً صحيحًا وليس حرفيًا خاليًا من الروحانية "لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيي".

أشكر موقع الأقباط متحدون من أجل نشر المقال عن هذه الكلمات بتاريخ 25 أغسطس 2009، وأشكرهم أيضًا لأتاحة الفرصة لي لنشر هذا المقال أوضح فيه وجهة نظري من هذه الكلمات ومعانيها.
فادي ألفي

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٢ تعليق

الكاتب

فادي ألفي

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

توضيح لا بد منه

جديد الموقع