CET 00:00:00 - 02/09/2009

مساحة رأي

بقلم: نشأت عدلي
أيتها الأيام.. لا تخلو أيامك من الدموع.. ولا من الأفراح.. لكن أسوأ ما فيكِ.. هي أن تُخرجي الدموع من بين الضحكات.. أيتها الأيام.. تضحكين كثيرًا وأيضًا تدمعي كثيرًا.. ولكني أجهل.. هل هذا من أجلي أم عليّ.. ولكنك دائمًا تبكيني.. وأيضا تُبكيني.. فسألت نفسي.. لماذا تبكي؟؟

- تبكينا قلوب قاسية.. لم تعرف بعد معنى الحب.. لم تعرف كيف تُحب بصدق وعمق.. لم تعرف أن تحتوي الكون كله بداخلها لتسعَد وتُسعد غيرها.. قلوب تحجرت حتى أمام أصدق المشاعر.. حتى سهام الدموع لم تستطع أن تُذيب تحجرها.
- تبكينا الجروح التي تأتي من الأحباء.. فآلامها شديدة وعميقة.. وعلى قدر الحب وعمقه.. هكذا يكون الجرح وألمه.
- تُدمع الأيام على مُجرّحي العلاقات الإنسانية.. ملوّحوا بالأعراض مهددين غير عابئين إلا بالتشفي واستباحوا لأنفسهم أن يجرحوا حتى يرضوا غرورهم والحقد الدفين الذي بداخلهم.. متجاهلين نتيجة تجريحهم وما يترتب عليه من قتل نفوس كل ذنبها أنها أخلصت في صداقتهم ومحبتهم.
- تبكي على بلد مزقت أبنائها وزرعت بينهم انشقاقات وفرقت بينهم، وأقامت جدران وسدود كبيرة بين الأشقاء.. وحفرت مقابر عميقة دفنت فيها القيم والأخلاق وعلاقات المحبة الحميمة التي لا زالت بقاياها موجودة بعاداتها الشرقية الأصيلة..
- تبكي على صراعات دائرة بين رموزنا ومثلنا الأعلى على مناصب لن تبقى طويلاً مهما طال الزمن بها.. وجعلوها أحاديث الساعة.. ولم يستحوا في أن أباهم لا زال جالس على الكرسي الطامعين فيه.
- يدمع القلب على أوفى الأوفياء.. وأصدق الأصدقاء الذين انسحبوا من عالمنا المليء بالغش والخداع والرياء.. تاركين المتلاعبين بكل القيم الجميلة يعبثوا بكل شيء جميل في حياتنا.. مبعثرين كلماتهم القاتلة بحرفية لتجرح وتصيب وتقتل كل معاني الشرف والأخلاق والشهامة.
- دمعة على خدّ الأيام من أنُاس وضعتهم في مناصب عالية مرموقة ليخدموا اخوتهم بها فإذ بهم ينقلبون إلى أسود شرسة يمزقوا كل شيء جميل.. ويلتهموا كل ضمير باق على قيد الحياة.. يكسرون كل نفس أبيّة تسعى نحو كرامتها حتى يروا دموع الإذلال تنهار من قلوبهم.. فيقفوا شامخين شامتين.. مُفاخرين بقسوتهم مُتفاخرين بجبروتهم.. فرحين وسعداء بنظرة الذل في عيونهم ليشعروا بقوة مكانتهم.. غير حاسبين أن القسوة لا تلد إلا القسوة.. وتصنع الجفاء في نفوس المقهورين.
- دموع من أجل أقلام جندت نفسها للمتاجرة بكل شيء حتى قضايانا ومشاكلنا.. أقلام تنشب أسنانها فى القلوب لتمزقها وتنهش اللحوم حتى تتهرأ.. تكتب فى كل شيء دون أن يكون لها قضية جوهرية مهمومة بها.
- كثيرة دموع هذه الأيام.. فأيامنا تبكي على أيامنا التي كانت.. تبحث عن الإنسان فلا تجده.. تصرخ بعلو صوتها.. أين أنت يا إنساني الجميل؟؟ ذو القلب الطيب الحنون.. سأظل أبحث عنك إلى يوم أن تنتهي الأيام.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق