CET 00:00:00 - 01/09/2009

المصري افندي

بقلم: حكمت حنا
بأجواء شهر رمضان المسيطرة على حركة الشارع لم أتمكن من اصطحاب (السي تي ايه) للوصول إلى ميدان الحجاز، حيث كنت على موعد مع شخصية مفكرة لإجراء حوار معها فاضطررت إلى ركوب ميني باص لروكسي وبعدها استطيع تغييره بوسيلة أخرى.
وكانت رحلتي بداخله مليئة بالأحداث المضحكة والمثيرة لاستفزاز الأعصاب في ذات الوقت، فلم ينتظر السائق أي شخص يركب معه إلا الذي يستطيع اللحاق به لأنه كما يقول الدنيا رمضان وقت الواحدة بعد الظهر فكان شخص يلعن السواق الذي لم ينتظره ليتأخر على موعده وآخر كان يدعو له بدوام العمر والصحة لينتظره وهو يركب وفجأة وبدون سابق إنذار اصطدمت سيارة ملاكي بالميني باص حتى صرخ السائق في وجه صاحبها ملقيًا عليه اللعنات والسباب ويقول في النهاية اللهم أني صائم!!

وأنا في شعور استنكاري يقتلني على ما أراه ممزوجًا بضحك غير مألوف بالنسبة لي، لتصرفات السواق وردود أفعاله وتوقف الميني باص فجأة عند مسجد الفتح المعروف برمسيس حتى شلت حركة سير السيارات في تلك اللحظة انتشلتني سيدة قعيدة على كرسي متحرك من مشاعري المتناقضة تجاه السواق وركابه لتأخذني إلى مشاعر الترقب والانتظار لتصرفاتها الغريبة التي حاولت تفسيرها حتى فهمت عندما أخذت زجاجة مياه لتفرغها على ملابسها وهي أمام بوابة المسجد وأنا أحاول تفسير ما تفعله من خلال ترقبي لها بشباك الميني باص فلمحتني بكل ذكاء حتى كادت أن تفهم قصدي تجاهها فتظاهرت إنني غير مهتمة بالأمر وأني غير عابئة بنظراتها لي بينما أحاول بطرف عيني متابعتها فكانت تنظر لي بعين خادعة لتنفي تفسير ما رأيته ولتوهم من يمر عليها بأن تلك المياه التي أغرقت الجزء السفلي منها ما هي إلا رد فعل وتصرف غير إرادي لمعاناتها من مرض معين حتى استطاعت جذب أنظار الناس إليها إشفاقًا لحالها مخفية زجاجة المياه بعيدًا عن الأعين خلف الكرسي المتحرك.

وعندما حاولت أن التقت نظرة أخيرة لها ألقتني بنظرة حادة لتجعلني انسحب من تتبعها لحظة وقوف الميني باص التي استغرقت عشرة دقائق.
وكان ما أشاهده شيء وما تعبر عنه بنظراتها لمن يراها شيء آخر، فكان الخداع يطغي على تلك المرأة في نظراتها لي وللمارة.
وأخيرًا انطلق السائق مستكملاً لرحلته وأنا مازلت انظر إليها عند أخر حركة مستغرقة التفكير فيها حتى توقف مرة أخرى وتعطلت حركة الشارع من جديد، وكان السبب أمين شرطة ابن حلال يتحدث مع أحد السواقين حتى لعنه سواقنا المحترم ولعن من كان سبب في وجوده في الحياة حتى ضاق بي الوقت فأضطررت انهي رحلتي في الميني باص لاصطحاب وسيلة أخرى لميدان الحجاز كتغيير لحالة حرق الدم التي كنت عليها وأنا مازلت أفكر في تلك العيون الخادعة.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق