بقلم: سحر غريب
كيف أضحك وهي حزينة؟! كيف أسعد في حياتي وهي تعيسة؟! كيف يهنأ بالي وهي تتلوى أمامي ألمًا، وتتعايش مع ألمها بكل شجاعة؟ ولكني أنا الإنسانة الضعيفة لا أستطيع أن أتعايش مع نظرات عينيها التي غابت عنهما أمارات الراحة والاطمئنان، انظر إليها وأتمنى أن يكون بيدي طوقًا للنجاة لأنتشلها من براثن الألم العنيف ولكني أقف أمامها عاجزة لا أملك لها غير جملة سلامتك يا غالية التي من كتر تكرارها أصبحت سخيفة لا معنى لها، أخجل من ضعفي وقلة حيلتي.
أبكي وحدي على حظها العاثر الذي أوقعها فريسة لهذا المرض المتوحش، لا أريدها أن ترى دموع عيناي التي أذرفها ليلاً فحالتها النفسية مُهمة ويجب عليها أن ترانا جميعًا متماسكين أمامها.
تدخل في دوامة الأطباء الذين يعطونها مواعيد شتى لكى تقوم بالفحوصات المختلفة ومع هذا الألم لم يشفق عليها أي منهما ويمدها بمسكن يمتص منها آلامها التي تعتصر أحشائها وتهدها.
حبيبتي الآن فقط أندم على استهتاري في دراستى وعدم دخولي كلية الطب لأتخرج منها طبيبة تعرف كيف تداوي ألم أمها الحبيبة وتريحها منه ولكنه القدر الذي جعلنى على ما أنا عليه وأصابك بما أنتِ فيه.
حبيبتي أحبك وتشهد أيامي التي أقضيها في الدعاء لكِ على تقديري لكل لحظة عشتها معك وأحمد ربي أناء الليل والنهار أنكِ هدية السماء الغالية لي.
كم منا يملك مريضًا عزيزًا على قلبه ويدعي كل لحظة على السبب في إصابته بهذه الأمراض الخطيرة التي تصيب الأجساد الضعيفة الفانية من طول استخدامها لأطعمة تستوردها الحكومة البكر النظيفة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي، أو تترك المحاصيل ليتم زراعتها بمياه الصرف الصحي أو فاكهة وخضروات تم استخدام مبيدات حشرية ممنوعة دوليًا في زراعتها، أو قانون مرور يهتم بسيارة لا يلبس قائدها حزامًا للأمان ويترك بجوارها سيارة تسير فى أمان الله وخلفها سحابة غامقة كبيرة من الدخان تضر بنا جميعًا.
ارحمينا ياحكومة وارحمي قلوبنا التي لم تعد تحتمل ألم الأحباب وراعي أن الزلط لم يعد يصلح لمعدة المصريين.
سحر غريب |