بقلم: زهير دعيم
بالأمس جرت في إمارة "موناكو" الفرنسية قرعة أبطال الدّوري الأوروبيّ لكرة القدم، وسط ترقِّب واشتياق شديديْن، فهذه الدورة تجعل شتاءنا هنا في الشرق الأوسط دافئًا فكيف به في أوروبا؟
من المُتعة والفنّيّة والروعة أن ترى ريال مدريد بكوكبة أبطاله وعلى رأسهم "كريستيانو رونالدو" ينازل برشلونة والساحر "ميسي" أو "تشلسي" أو "اليونايتد" أو "الليفر" أو "ميونيخ".
أسماء لامعة لفرق لامعة، مضيئة ونجوم لامعين يلمعون في سماء الكرة العالمية فتضفي عليها رونقًا وجمالاً.
سألني أحد الأفاضل من خلال موقع الكتروني رائد، سألني كيف تقرن وتمزج بحياتك بين التسبيح ليسوع والتأمّل بالإله المُحبّ والأدب، وبين كرة القدم.. ولم أتردّد كثيرًا فقلت: "السّماء تُحدّث بمجد الله، والفَلَك يحدّث بعمل يديه"، والرياضة البدنيّة وعلى رأسها كرة القدم من إبداع الخالق وأنها مفيدة للبدن كما الرياضة الروحيّة مفيدة جدًا للنفس والروح وكلاهما رياضة.
ميسي، كريستيانو، كاكا، ايتو، وغيرهم فعلاً كواكب لامعة تضيء لنا الحياة وسط الصعاب والهموم والمشاكل، وأنا استغرب من أولئك الذين لا يميلون إلى هذا الفنّ الذي هو نكهة من نكهات الدنيا.
لم أفاجَأ حين فاز ميسي بالأمس بلقب المهاجم الأروع، واللاعب الأفضل في العالم فهو فعلاً يستحقّ هذا اللقب... إنّه معجزة هذا "القزم" العِملاق!... لأنه عملاق يخترق صفوف "العدو" بخفة ومهارة ثمّ يُطلق سهامه التي لا تطيش يطلقها مرّةً صاروخية، وأخرى لولبية خبيثة وفي كلا الحالتين تصيب مقتلاً إلا فيما ندر.
ليس هذا هو بيت القصيد! مع أنّ كرة القدم الجميلة ذات اللمسة الواحدة الشاعرية والفنيّة تسري في دمي، فالمشكلة في العقلية الشرقية وفي السياسة التي تأبىَ أن تترك الرياضة جانبًا وتقحمها عنوة في أنوفنا فتموت الرياضة أو تكاد على مذبح السياسة المقيتة.
فبالأمس كما نوهّت سابقًا جرت القرعة وجاءت النتائج للمجموعة الأولى كالتالي:
1- بايرن ميونيخ الألماني.
2- يوفنتوس الايطالي.
3- بوردو الفرنسي.
4- مكابي حيفا الإسرائيلي.
وبقدرة قادر انمحقت حيفا من المجموعة الأولى في الفضائيات والتلفزة العربية لتضحي المجموعة من ثلاث فرق بعكس المجموعات السبع المتبقيّة المُكوَّنة من أربع فرِق... ما هذا الغباء؟ التغابي؟ أيعقل هذا؟
في الرياضة لا عداوة يا سادة في الألعاب الاولمبية قبل آلاف السنين كانت الحروب تضع أوزارها حتى يتسنّى للشباب أن يتبارى ويتنافس ويُتحِف.
هيّا نترفّع فوق الترهات والسياسة، دعونا نكون واقعيين، فكثيرًا ما نقل التلفاز الإسرائيلي الرسمي مباراة للسعودية في كأس العالم أو لإيران التي يموت بها حُبَّا وعِشقًا!!
مكابي حيفا للتذكير فقط يضمّ في صفوفه لاعبان عربيان مبدعان: بيرام كيّال، ومحمد غدير ابن الثامنة عشر ربيعًا، ولعلّ الثاني كان السبب المباشر في ارتقاء مكابي حيفا لهذه الدورة اللاهبة.
حضرت أكثر من مرة في الفضائيات العربية المُشفّرة مباراة ليفربول ضد فرق إنجليزية أو أوروبية، وفي إحداها راح المُعلِّق يتهجّم على اللاعب الإسرائيلي اليهودي بنيون وقال فيما قال أنه عدو وأنه لا يستحقّ أن يلعب في صفوف الليفر، وأنه الحلقة الأضعف وأنّ ليفربول ربما يبهت بريقها في هذه السنة بسببه!!
ولم يطل الوقت فصال وجال هذا "العدو" ورجّح كفّة ليفربول فما كان من المُعلّق أن غصًَّ و"انخرس" وكأنه أصيب بصدمة.. ولعلّه ندم ولعن حظّه ولسانه!!
حقيقة الرياضة بكل فروعها جميلة وتاجها كرة القدم، فهي تُقرِّب القلوب والمسافات وتُوحّد البشر وتُلوّن الدُّنيا باللون الأخضر المليء بالحياة والحيوية.
جميل هو الفوز وجميلة هي الكرة وجميل أن نُصفّق للاعب الذي يُبدع... فأنا مُشجّع للمنتخب الألماني، لماذا؟ لست أدري!! ولكن هذا لا يمنعني من أن أصفّق لـ "كاكا" إن هو استهزأ بالألمان وزجّ في شباكهم هدفًا جميلاً. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|