|
- د. صلاح قنصوة: مش المهم تكون صح ولا غلط.. والمصري دائمًا يفلسف الأمور بطريقته. |
| شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
| أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
|
تقييم الموضوع:
|
|
|
تحظىَ مصر بمعدل عال من انتشار الشائعات بشكل تكاد تكون الأولى عالميًا في تصديرها لهذا المنتج البسيط في التكلفة الغالي في نتائجه، فالإشاعة لا تكلف صاحبها إلا عدد من كرات تحريك اللسان وإخراج بعض الكلمات تتناقلها ألسنة عديدة تتمدد بعدها لتملأ مساحة كبيرة هي المسافة بين الحدث وردود الأفعال عليه في مجالات عديدة قد تكون الاقتصاد أو السياسة أو فروع أخرى، وعمومًا تبقى المحصلة النهائية في خسارة المجتمع.
ويؤكد الدكتور "صلاح قنصوة" أستاذ الفلسفة بأكاديمية الفنون ومقرر لجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة: أن المحدد ليس هو مدى صحة أو عدم صحة الإشاعة، إذ أن مثل هذه الشائعات تنطلق من خلال موروث قديم أو تراكم في العقل الجمعي من خلال ملاحظة شيء معين وبالتالي يبدأ المواطن في نسج الخيالات من حوله ويتناقله مع ذويه، وهذه المسألة متأصلة في الشعب المصري عمومًا لدرجة أنك تجد من كثرة الإشاعات التي تنطلق في مصر أن يقول لك البعض تعليقًا على موقف معين أو خبر معين: "دي بلد إشاعات"، فتركيبة الشعب المصري المحب للحديث في كل ما هو جديد بطبعه تجعله لابتكار واختراع مواقف معينة ونسج الأخاييل حولها وبالتالي فهو ربما لم يكن يقصد أن تنتشر بهذه الصورة.
ويشير المؤرخ خيري شلبي إلى أن غياب الشفافية والمعلومات السليمة وتدفقها بشكل طبيعي من الجهات المسئولة في الدولة هو السبب الأساسي والرئيسي في اندفاع تيار الشائعات ليجرف المجتمع وربما يسبب له المشكلات التي تكبده خسائر في مجال الاقتصاد والسياسة وطريقة سير الأمور الطبيعية داخل هذا المجتمع.

