بقلم: صبحي فؤاد
اتصل بى صديق عزيز اعرفة منذ سنوات عديدة اعرف عنة اخلاصة وحرصة على وحدة الاقباط مصر فى بلاد المهجر ومصالحهم وقال لى غاضبا :
عجبك فلان اللى رفض يشترك فى المظاهرة ضد مبارك ؟؟
رددت علية بهدوء وقلت : الا تؤمن بالديمقراطية .. ان هذا الشخص من حقة ان يرفض المشاركة فى مظاهرة غير مقتنع بجدواها ..من حقة علينا ان نسمع لة ونتعرف على وجهة نظرة .. وسواء اتفقنا او اختلفنا معة فلا يعقل ان نقوم بعزلة بعيدا عنا واتهامة بالعمالة والخيانة وبيع القضية القبطية للسلطات المصرية
صرخ فى صديقى بعصبية شديدة وقال : بس دة مالوش دعوة بالديمقراطية .. دة اتقابل مع مدير المخابرات عمر سليمان .. ودة عميل وبعدين انتى بتدافع عنة لية ؟؟
وهكذا وفى لمح البصر وجدت نفسى متهما من صديقى العزيز بالتعاطف مع فلان وتبنى فكرة والتحالف معة . والغريب فى الامر اننى لم التقى هذا الشخص مرة واحدة فى حياتى ولم اتبادل معة مكالمة تليفونية واحدة او حتى تبادلنا اى رسائل من اى نوع او لاى سبب من الاسباب ..!!
اننى لم اجد مبررا لغضب صديقى او زعلة ..وقد كان اولى بة بدلا من توجية الاتهامات الى هذا الشخص او ذاك ان يجد لة العذر والمبرر .. فاذا كان اخطأ فمن منا على وجة الارض لم يخطىء .. من منا كاملا او معصوما من السقوط ؟؟ ان الكمال للة وحدة
لقد كنت اتمنى ان يتذكر صديقى او غيرة لهذا الشخص مجهوداتة التى بذلها طيلة السنوات الماضية من اجل حل مشاكل الاقباط فى مصر وشجاعتة فى مخاطبة المسئولين المصريين ومطالبتهم برفع الظلم والاضطهاد الواقع على الاقباط .. كنت ولا زلت اتمنى ان نركز على الايجابيات ونقوم بالبناء عليها من اجل الوصول الى تحقيق احلامنا بمجتمع ديمقراطى عادل غير متعصب فى وطنا الام مصر.
انة من المؤلم والمحزن ان نجد تصرف صديقى وغضبة واتهاماتة بلا مبرر لم يعد قاصرا علية وحدة بل اصبحت ظاهرة مؤسفة منتشرة بين هذة القلة المعدودة التى ارتضت لنفسها طواعية ودون ان يطلب منهم او يكلفهم احدا بمهمة التصدى للعمل القبطى فى بلاد المهجر. اننى احزن عندما اقرأ على شبكات الانترنت وبعض الصحف الورقية اساءات الاقباط واتهاماتهم لبعضهم البعض ونشرغسيلهم الابيض النظيف لكى يراة خلق اللة شرقا وغربا .
اننى بهذة المناسبة ادعو جميع الاخوة من اقباط مصر فى بلاد المهجر ان يتحلوا بروح ديمقراطية حقيقية وحكمة وسعة صدر وصبر تجاة بعضهم البعض وعدم الاستبداد بالراى الواحد .
وليتهم ايضا يتذكرون ان الانسان العظيم ليس هو الذى يتعالى على الاخريين ويسعى لتسليط الاضواء علية وحدة دون غيرة وركب الموجة والقضية لكى يحقق اهدافة الشخصية وانما العظيم والقائد والبطل الحقيقى هو الذى يخدم الاخريين بحب وانكار لذاتة وبالتضحية من اجل الاخرين الذين يتطلعون الينا ويرون الامل فينا والخلاص ايضا من متاعبهم ومشاكلهم ومعاناتهم .. ليت جميع الاقباط فى بلاد المهجر ينسون خلافاتهم ويضعونها وراء ظهورهم ويفتحون صفحة بيضاء جديدة من اجل تحقيق هدفهم الاعظم الا وهو تغير مصر الى الافضل والاحسن فى كافة المجالات وعلى كل المستويات لجميع ابناءها من مسلمين ومسيحيين.
واخيرا اننى ادعو الكبير المهندس عدلى ابادير لتوجية الدعوة لجميع المهتمين من الاقباط فى الخارج بحل مشاكل الاقباط فى مصر بهدف تصفية النفوس وخلق اجواء طيبة بينهم وازالة اسباب الخلافات وسوء الفهم بينهم .. وتحياتى للجميع من استراليا
صبحى فؤاد
استراليا
sobhy@iprimus.com.au |