بقلم: عماد توماس
تبارت بعض الصحف المصرية فى سباق لا طائل منه فى معرفة أسباب استقالة او إقالة الدكتور محمود أبوزيد، وزير الموارد المائية والرى السابق، ما بين أسباب صحية، أو خلل فى أداء مهامه أثناء انعقاد اجتماعات مجلس وزراء النيل الشرقى فى السودان يوم ٢ مارس الجارى، وعدم رده على هجوم الوفد الأثيوبى والسودانى على مصر مثلما ذكرت بعض الصحف.
ولأن قضية المياه، قضية استراتيجة، حتى أن بعض التحليلات تردد أن الحرب القادمة ستكون على المياة، نتيجة نقص الموارد المائية مع زيادة الاستهلاك، لذلك فالقيادة السياسية تبدو مدركة لهذا الملف الاستراتيجى الهام. فرأت ضخ وجه جديد وزيرا للموارد المائية والرى، خاصة وأن الدكتور نصر الدين علام، وهو أستاذ ورئيس قسم الموارد المائية والرى بكلية الهندسة –جامعة القاهرة، وقد شرفت بأن أتتلمذ على يديه ، عندما كنت طالبا فى كلية الهندسة،جامعة القاهرة، وكان يدّرس لنا مادة "مصادر المياة" وكان حريصا ودقيقا فى بدء المحاضرة فى الموعد المحدد بدون تأخير، ويحرص على النظام داخل المحاضرة وإدارة نقاش مع الطلاب، والاستماع باصغاء لمداخلات الطلبة، ولعلى لا أذيع سرا إذا قلت أن اختيار الدكتور علام وزيرا ربما يكون قد تأخر حوالى 10 سنوات، أتذكر فى احد المحاضرات، أثناء خطبة للرئيس مبارك فى مجلس الشعب وتردد وقتها عن تعديل وزارى موسع، أن إعتذر الدكتور علام عن المحاضرة وكان السبب وقتها المنتشر بين الطلبة والاساتذة أن الدكتور علام فى انتظار اتصال من رئاسة مجلس الوزارء بتكليفة وتعينة وزيرا للرى والموارد المائية.
ومرت الأيام والسنين ويتم تعيين الدكتور علام وزيرا، وهو شخصية محبه للوطن، وكفئ مهنيا، ويحترمه معظم الذين تعاملوا معه، ودائما كان مكتبه مفتوح للطلبة، يقابلهم برحابة صدر، ويرحب بأسئلتهم، لم يحدث أن قام ببيع كتاب جامعى، بل كان يشجعنا على البحث والذهاب للمكتبة والحصول على المعلومة من اكثر من مصدر.
وتبقى بعض الصعاب التى ستواجه الوزير الجديد فى هذه الوزرة العريقة التى تولاها من قبل
نوبار باشا وعلى مبارك ومصطفى فهمى باشا، أن الوزير الجديد من خارج الوزارة، فهمام عمله السابقة كانت فى الجامعة، حتى أنه يبدو غريبًا على الوزارة، كما أن موقف الوزير وقناعتة بعدم جدوى مشروع توشكى ربما تسبب بعض من الجدل فى تكليفات الرئاسة وقناعته الشخصية
وربما ينجح فى ما كان يعلمه لنا فى إعادة إحياء قناة "جونجلى" بالسودان، التى ستزيد من حصة مصر من مياه النيل.
إلى جانب الملف الشائك والخاص برفع الحراسة على نقابة المهندسين، وسط انتشار دعاوى اضراب للمهندسين وتصاعد الاحتجاجات، فبحكم القضاء فإن وزير الرى يقوم بالاشراف على النقابة التى مازلت تحت الحراسة.
ملفات شائكة واستراتيجة تنتظر الوزير نصر الدين علام ، فهل ينجح بخبرته الإدارية فى التعليم أم أن مهام الوزارة تتطلب مهارات اخرى...الأيام وحدها كفيلة بالرد على تساؤلاتنا. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|